الموصل / سيف الدين العبيدي
في خطوة تُعد الأولى من نوعها في القطاع السياحي بمحافظة نينوى، افتُتح أول فندق تراثي في العراق يحمل اسم «المنارة»، نسبةً إلى منارة الحدباء. ويقوم الفندق على ثلاثة بيوت موصلية قديمة يزيد عمرها على 250 عاماً، ليشكّل وجهة جديدة تستقبل السائحين العرب والأجانب والعراقيين من مختلف المحافظات. ويقع الفندق في قلب الموصل القديمة، بالقرب من مئذنة الحدباء وجامع النوري، وفي زقاق مغلق، ويضم 10 غرف بفئات متعددة تشمل الفردي والزوجي والجماعي، إضافة إلى قاعة اجتماعات ومساحات للجلوس في الباحات المفتوحة وأسقف تطل على الحدباء.
وأوضح صاحب الفندق ورئيس مؤسسة تراث الموصل أيوب ذنون لـ«المدى» أنّ اهتمامه بإحياء التراث بعد التحرير جعله يعمل على ضمان استدامة هذا الاهتمام، ومنها افتتاح هذا الفندق ليواكب متطلبات السياحة، وليكون قريباً من المواقع الأثرية والأسواق القديمة مثل سوق باب السراي وقلعة باشطابيا وشارع النجفي وكنيسة الطاهرة. وأضاف أنّ العمل يجري حالياً على توفير مرشدين سياحيين، مشيراً إلى أنّ اختياره لهذه البيوت كان دقيقاً لما تحتويه من عناصر معمارية موصلية مثل الإيوان و«الحوش»، وأن مدخلها يمر عبر قنطرة الساعاتي التراثية. كما بيّن أنّه استغرق أربعة أشهر في البحث عن مقتنيات منزلية قديمة، وأن الفندق يعمل بشعار «تجربتك للعيش في بيت موصلي قديم». وأكد أنّه حرص على الحفاظ على البناء التقليدي الذي كانت اليونسكو قد رمّمته قبل ثلاث سنوات، من دون إجراء أي تغييرات عليه مثل طلاء الجدران.
وأشار ذنون إلى أنّ الفندق يقدم فطوراً صباحياً، وأن الفكرة قد تتوسع لاحقاً لتشمل مطعماً يقدم الأكلات الموصلية مثل الكبة والدولمة والبرمة والعروق والمقلوبة والقلية، مبيناً أنّ نظام الإيجار يسمح باستئجار منزل كامل، مع وجود بيت يضم غرفتين، وآخر بثلاث غرف، وثالث بخمس غرف، وتتراوح الأسعار بين 30 و100 ألف دينار.
من جهته، أكد المهندس الاستشاري للمعالم التراثية فارس عبدالستار لـ«المدى» أنّ افتتاح الفندق خطوة شجاعة وسيكون محطة بارزة للسياح، لأنه يوفّر تجربة العيش في البيت الموصلي وبموقع مهم، كما أنه يُعد جزءاً مكملاً لمشروع إحياء روح الموصل و«نبض الموصل»، ويدعم جهود إدراج المدينة على لائحة التراث العالمي. وأضاف أن هناك فنادق مشابهة لهذا الطراز في دول أوروبية مثل إيطاليا وإسبانيا.
بدوره، قال محافظ نينوى عبدالقادر الدخيل في حديثه لـ«المدى» إن هذه الخطوة ستشكّل دعماً كبيراً لمشروع «نبض الموصل» الذي سينطلق بدعم من ديوان المحافظة ورابطة المصارف العراقية والبنك المركزي. وأوضح أن المشروع يقوم على تطوير ثلاثة شوارع: الأول شارع الفاروق الممتد لمسافة كيلومترين من الجسر الخامس إلى باب جديد مروراً بجامع النوري وكنيسة الساعة، ثم شارع نينوى، إضافة إلى شوارع السرجخانة والشعارين والمكاوي، التي ما تزال تضم بعض الأبنية التجارية المهدمة رغم عودة الحياة إليها.









