 السليمانية / سوزان طاهر

أعلنت وزارتا التعليم العالي في العراق وإقليم كردستان، عن مبادرة متبادلة، لقبول الطلاب في الجامعات العراقية وجامعات الإقليم.
وضمن هذه المبادرة، تم قبول 105 طلاب من إقليم كردستان في جامعات العراق لهذا العام الدراسي، وبالمقابل تم تسجيل أسماء 266 طالباً من محافظات العراق في جامعات كردستان.
وقال وزير التعليم العالي العراقي نعيم العبودي، إن هذه هي الخطوة الأولى بعد عام 1991، وهناك خطة لزيادة عدد المقاعد الدراسية للطلاب في إقليم كردستان والعراق في السنوات القادمة.
وبعد 34 عاماً، ولأول مرة يمكن لطلاب إقليم كردستان الدراسة في جامعات العراق، وبالمقابل يمكن لطلاب محافظات العراق الدراسة في جامعات إقليم كردستان للعام الدراسي 2025-2026، حيث تم توفير ألف مقعد دراسي للطلاب، وتم قبول 105 طلاب من كردستان في جامعات العراق و263 طالباً من العراق في جامعات الإقليم.
وزير التعليم العالي نعيم العبودي أكد أن هذه الخطوة جيدة ويمكن دعمها مالياً، لأنه منذ عام 1991 تم إيقاف قبول الطلاب، لذلك نشعر بسعادة كبيرة ونعتبرها إنجازاً جيداً للحكومة ولوزارة التعليم العالي، ونعمل على زيادة العدد في السنوات القادمة.

خطوة مهمة
وبهذا الصدد وصف عضو برلمان إقليم كردستان صباح حسن الاتفاق الأخير بأنه خطوة مهمة لتعزيز عمليات التبادل العلمي وحلّ مشاكل الطلبة.
ولفت خلال حديثه لـ”المدى” إلى أن “هذه العملية طال انتظارها، وخطوة مهمة تخدم الطلبة في الإقليم وفي المحافظات العراقية، فهناك المئات من الأهالي ينتقل سكنهم إلى الإقليم أو العكس، وهؤلاء يتأثرون كون لديهم طلبة في الجامعات، ووضعهم لا يسمح بالانتقال”.
وأضاف أن “الاتفاق الجديد حلّ مشكلة عالقة للمئات من الأهالي، ونأمل تعزيز هذه الخطوة من خلال الاعتراف بالجامعات الأهلية في الإقليم، كونها تخضع للضوابط التعليمية والإدارية”.
وكانت وزارة التعليم العالي في كردستان قد فتحت، في 20 تشرين الثاني 2025، باب التقديم المتبادل لطلبة الصف الثاني عشر بين جامعات الإقليم وجامعات وسط وجنوب العراق، حيث تم تخصيص 400 مقعد دراسي لطلبة الإقليم في الجامعات والمعاهد الاتحادية، مقابل 400 مقعد لطلبة وسط وجنوب العراق في جامعات ومعاهد إقليم كردستان.

حلّ مشكلة الكليات الأهلية
من جهة أخرى طالب ممثل الطلبة الخريجين من الجامعات الأهلية في الإقليم حسن إبراهيم، بإيجاد الحل السريع لمشكلة الآلاف من الطلبة الذين تخرّجوا من الكليات الأهلية في الإقليم.
وأوضح خلال حديثه لـ”المدى” أن “هؤلاء لا ذنب لهم بالخلاف الحاصل بين وزارة التعليم الاتحادية ووزارة التعليم في الإقليم، ودرسوا في كليات كردستان الأهلية بسبب ظروف خاصة بهم”.
وأشار إلى أن “الكليات الأهلية في الإقليم جميعها تخضع للضوابط الإدارية ومستواها التعليمي متطور، وأفضل من عدد كبير من الجامعات الموجودة في دول الجوار، والتي تعترف بها وزارة التعليم العالي”.
المدير العام في وزارة التعليم العالي في إقليم كردستان خطاب أحمد يقول إن هناك الآن حوالي 85 جامعة أهلية، ومن هذا العدد ليس لدينا أي مشكلة مع 80 جامعة، فقط خمس جامعات تواجه مشاكل بسبب وقوعها في تلك المناطق أو المناطق المتنازع عليها، ولدينا ملاحظات عليها.
يُذكر أنه، أعلنت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في إقليم كردستان نتائج القبول المتبادل بين جامعات الإقليم وجامعات وسط وجنوب العراق، وذلك خلال مؤتمر صحفي عُقد في مقر وزارة التعليم العالي الاتحادية في بغداد.
وذكرت الوزارة في بيان أنها أبلغت خريجي الصف الثاني عشر في إقليم كردستان الذين قدّموا طلباتهم للدراسة في جامعات وسط وجنوب العراق، بإمكانية الاطلاع على نتائج قبولهم.
وبحسب البيان، أسفر التنسيق بين وزارتي التعليم العالي في الإقليم والحكومة الاتحادية عن قبول 105 طلاب من أصل 127 من خريجي كردستان في جامعات وسط وجنوب العراق.

خدمة الآلاف من الخريجين
من جانب آخر وصف الأكاديمي في جامعة السليمانية زانا أحمد كمال خطوة تبادل القبولات بالمهمة والتاريخية.
وذكر خلال حديثه لـ”المدى” أن “هذه الخطوة تأتي بعد 34 عاماً، وبالتالي تحمل أهمية كبيرة للطلبة والكوادر التدريسية في جامعات الإقليم والجامعات الاتحادية، وتحمل خيارات متعددة لخريجي الدراسة الإعدادية”.
وشدد على أن “هذه الخطوة ستخدم الآلاف من الخريجين، ونحن ننتظر خطوة أخرى تتمثل في الاعتراف بجميع الكليات الأهلية داخل الإقليم وفي المحافظات الاتحادية، وإنهاء هذه الأزمة التي أثرت على الخريجين والطلبة والعوائل بشكل عام”.
وعلى الرغم من أن مشكلة معادلة شهادات العديد من الجامعات بين وزارتي التعليم العالي في العراق وإقليم كردستان قد تم حلّها، إلا أنه بسبب اختلاف نظام التعليم واللغة ومدة الدوام في الجامعات، لا تزال جامعة كرميان وخمس جامعات أخرى تابعة لحكومة العراق ضمن المناطق المتنازع عليها تواجه مشكلة في المعادلة.