TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > ناشطون: أرصفة أحياء العمارة تتحول إلى «علوة خضار» بسبب الباعة المتجولين

ناشطون: أرصفة أحياء العمارة تتحول إلى «علوة خضار» بسبب الباعة المتجولين

نشر في: 11 ديسمبر, 2025: 12:02 ص

ميسان / مهدي الساعدي

انتقد ناشطون مجتمعيون ومواطنون من أبناء مدينة العمارة انتشار باعة الخضار المتجولين بشكل عشوائي في أحياء المدينة، واتخاذ الأرصفة مكاناً لمزاولة أعمالهم، ما جعلها نقطة استقطاب لباعة السمك والدجاج أيضاً، الأمر الذي أسهم في تحول العديد من المواقع إلى مرتع للأوساخ والحشرات، وانعكس سلباً على بيئة المدينة ونظافتها بشكل عام.
وشبّه عدد من ناشطي المحافظة ظاهرة انتشار الباعة المتجولين بهذا الشكل الفوضوي بـ«علوة خضار». وفي هذا الصدد يقول الناشط منتظر سعد لصحيفة «المدى»: «أصبحت أحياء المدينة أشبه ما تكون بـ(علوة) لبيع الخضار، بسبب كثرة الأماكن التي يستغلها العديد منهم، خصوصاً الشوارع الرئيسية. وتطور الأمر كثيراً إلى تحويل عرباتهم إلى محال بقالة متجولة تستخدم مكبرات الصوت للإعلان عن بضائعهم، وتشغيل الأضوية في الليل دون أدنى اكتراث بمنع تلك الظاهرة وعدم السماح بها من قبل الجهات المختصة».
وأردف سعد قائلاً: «لم يقتصر الأمر على عربات الخضر والفواكه، بل تعدّاها إلى باعة السمك وحتى الدجاج الذين لا يكترثون بترك مخلفات عملهم في أماكنهم قبل أن يرحلوا متى شاءوا». وفي سياق متصل، يبيّن أكاديميون من أبناء المدينة الأضرار الناتجة عن الأسواق العشوائية على أرصفة الشوارع الرئيسية والأحياء السكنية. ويقول الأكاديمي عادل عوفي من مدينة العمارة لصحيفة «المدى»: «من المفترض أن تكون الأرصفة ممراً آمناً للمواطنين بعيداً عن مخاطر حركة السير في الشوارع، لكنها للأسف تحولت في بعض الأحياء إلى فوضى عارمة، وأصبحت مقراً للبسطات والعربات الثلاثية العجلات (الستوتات) التي تبيع ما تحمله من فواكه وخضر، لتتحول الأرصفة شيئاً فشيئاً إلى سوق عشوائية، تضاف إلى عشرات الأسواق التي تكونت على هذه الشاكلة».
ويضيف عوفي: «هذا الواقع يؤدي إلى زحام سيارات متوقفة بلا نظام، بينما يُضطر المواطنون إلى السير وسط الشارع لعدم تمكنهم من استخدام الأرصفة. كما تنبعث الروائح من المخلفات التالفة أو المتراكمة من الأيام السابقة، حتى أصبحت تلك الظاهرة مخجلة ولا تليق بمركز مدينة متحضرة مثل العمارة». وتؤكد مصادر مطلعة في بلدية العمارة أن «تلك التجمعات تؤذي عمال البلدية وموظفيها بشكل كبير جداً بسبب ما تخلفه من أوساخ». وتضيف المصادر التي فضّلت عدم الكشف عن هويتها لصحيفة «المدى»: «تنتج تلك الأسواق العشوائية أو أسواق الأرصفة من تجمعات لأصحاب السيارات الحمل الصغيرة أو العجلات الثلاثية (الستوتات) في الشوارع والأماكن العامة، حيث يعرضون بضاعتهم — وغالباً ما تكون فواكه وخضروات — على مرتادي الطريق سواء من أصحاب السيارات أو أهالي الأحياء المجاورة».
وتتابع المصادر: «حرصت دائرة البلدية على توفير أماكن خاصة وساحات لمزاولة أعمالهم، بما يضمن للباعة المتجولين وأصحاب العربات حق العمل وكسب العيش بحرية، وفي الوقت نفسه يضمن للمواطن الحق في استخدام الأرصفة والشوارع النظيفة. لكن للأسف لا يلتزم الكثير منهم ويتجهون نحو الشوارع العامة، ما أدى إلى تنظيم حملات لمنعهم ومحاسبتهم بسبب تجاوزاتهم».
وفي المقابل، يرى أصحاب البسطات أنهم يسعون وراء أرزاقهم ويعرضون سلعهم للمارة، مؤكدين أن أغلب زبائنهم من الموظفين الذين يشترون من أقرب نقطة بيع دون التوجه إلى الأسواق التي تكون غالباً بعيدة. ويقول أبو كريم، وهو صاحب عجلة نارية ثلاثية الإطارات (سنّوتة)، لصحيفة «المدى»: «أتسوق يومياً وأرتب سلعتي وأعرضها في الشوارع العامة لأصحاب السيارات، خصوصاً عند انتهاء الدوام الرسمي. وبعد مغادرتي أقوم بتنظيف مكاني، لكن هناك من يشوّه صورتنا من باعة السمك والدجاج الذين تتسبب مخلفاتهم بروائح مزعجة».
وعن أسباب عدم الالتزام بالأماكن التي خصصتها لهم مديرية البلدية، يوضح أبو كريم: «الساحات المخصصة غالباً ما تكون بعيدة عن الشوارع العامة، ولا يصلها أغلب الموظفين أو أصحاب السيارات، كما أنها تشهد زحاماً كبيراً للباعة. أما في الأماكن التي نختارها فنكون وحدنا وبإمكان أي شخص التسوق سواء كان مستقلاً لسيارة أم لا».
وبالرغم من وجود أماكن ومحال مخصصة لبيع الخضر والفواكه، وأخرى لبيع السمك والدجاج في أحياء المدينة ومناطقها، يبقى بحث أصحاب البسطات المتنقلة عن أماكن خالية من المنافسين مستمراً، معللين ذلك بالحاجة إلى كسب لقمة العيش، فيما يرى آخرون أن تلك الظاهرة تشوّه منظر المدينة وتمثل تجاوزاً على حق الآخرين في استخدام الأرصفة. وهكذا يبقى المشهد سجالاً بين الطرفين دون إيجاد حلول جذرية لهذه الظاهرة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

لأول مرة بعد الانتخابات…

لأول مرة بعد الانتخابات… "الإطار" يتسلّم "قائمة مرشّقة" لمرشحي رئاسة الحكومة

بغداد/ تميم الحسن للمرة الأولى منذ قرابة شهر، يتلقى "الإطار التنسيقي" قائمة شبه نهائية بأسماء المرشحين لمنصب رئيس الحكومة المقبلة. ورغم هذا التطور، لا تزال الافتراضات بشأن موعد حسم مرشح رئاسة الوزراء غامضة، مع...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram