السليمانية / سوزان طاهر
أدت السيول الأخيرة التي اجتاحت قضاء جمجمال في محافظة السليمانية إلى وقوع كوارث إنسانية، أودت بحياة اثنين من المواطنين وإصابة العشرات، فيما لا يزال مصير اثنين من المواطنين مجهولاً حتى الآن. تسبّب استمرار هطول الأمطار الغزيرة في إقليم كوردستان بموجة سيول جارفة ضربت قضاء جمجمال، مما أدى إلى غرق المنازل والدوائر الحكومية وإلحاق أضرار جسيمة.
وأعلن قائممقام جمجمال ضمن محافظة السليمانية رمك رمضان عن حصيلة الخسائر البشرية والمادية الناجمة عن السيول التي اقتحمت القضاء نتيجة الأمطار المستمرة.
كارثة كبيرة
وقال رمضان في تصريح صحفي إن “السيول التي اقتحمت مدينة جمجمال ألحقت خسائر بـ500 منزل و100 سيارة وست دوائر حكومية”، مبيناً أن “الكارثة كانت أكبر من أن تتمكن الجهات المعنية من تطويقها واحتوائها”. وأشار رمضان إلى “إصابة 12 شخصاً بجروح جراء الفيضانات ومصرع شخصين”، لافتاً إلى “تشكيل لجنة خاصة للبحث في أسباب تشكّل السيول واتخاذها مجرى داخل الأحياء السكنية”، متوعداً بمحاسبة الجهات التي تسببت في تغيير مجرى السيول وتسببها بخسائر بشرية ومادية. وأعرب رئيس إقليم كردستان عن تعازيه الحارة بوفاة مواطنين اثنين جراء السيول التي اجتاحت ناحية شورش بقضاء جمجمال في السليمانية، مضيفاً أنه وجّه الجهات المعنية في حكومة إقليم كوردستان بالتحرك الفوري لإغاثة المتضررين من السيول. وأعرب رئيس حكومة إقليم كردستان، مسرور بارزاني، عن تعازيه لأسر ضحايا السيول التي اجتاحت ناحية شورش التابعة لقضاء جمجمال.
وقال مسرور بارزاني في رسالة رسمية إنه يشارك عوائل الضحايا حزنهم ويتمنى الشفاء العاجل للمصابين، مؤكداً أن الحكومة تتابع عن قرب تطورات الأوضاع الناتجة عن الفيضانات. وأضاف رئيس الحكومة أنه أصدر توجيهات عاجلة للوزارات المعنية والإدارات المحلية للتدخل السريع في المناطق المتضررة، وتقديم مختلف أشكال الدعم والمساعدة للمواطنين، بما في ذلك معالجة آثار الأضرار وتأمين الاحتياجات الطارئة.
استغاثة ومساعدة سريعة
من جانب آخر وجّه النائب الكردي السابق أحمد الحاج رشيد نداء استغاثة للحكومة الاتحادية بضرورة التدخل السريع ومساعدة المتضررين من الفيضانات الأخيرة في قضاء جمجمال.
ولفت خلال حديثه لـ”المدى” إلى أن “الأمطار الأخيرة أدت إلى كوارث إنسانية وغرق مئات المنازل والمحلات، وهذا يستوجب دخول آليات سريعة من قبل الحكومة الاتحادية ومساعدة محافظة السليمانية”. وأضاف أن “وزارة الهجرة ووزارة الصحة الاتحادية مطالبتان بالاستجابة لنداء الاستغاثة السريعة، عبر توفير السلات الغذائية والمستلزمات الطبية بشكل سريع، وتقليل حجم المعاناة”. وشهدت مناطق عدة من إقليم كوردستان منذ ظهر الثلاثاء 9/12/2025 عاصفة مطرية شديدة، تحوّلت إلى سيول في جمجمال وبازيان وكرميان، وانقطاع بعض الطرق، في حين تواصل فرق الطوارئ جهودها لإنقاذ المواطنين العالقين داخل تجمعات السيول وإعادة فتح الطرق المغلقة.
استنفار حكومي وخدمي
وقال محافظ السليمانية هفال أبو بكر إن جهود المحافظة مستنفرة، وتم تحويل عدد كبير من آليات البلدية من مركز المدينة والأقضية المجاورة إلى قضاء جمجمال لغرض السيطرة على الفيضانات الأخيرة. وبيّن خلال حديثه لـ”المدى” أنه “بشكل أولي تم تقليل حجم الأضرار وتقليل معدل الفيضانات من خلال الاستنفار للجهود الخدمية وجميع الدوائر، ولكن نحتاج إلى دعم أكبر من حكومة الإقليم والحكومة الاتحادية، لأن كميات المياه كانت أكبر من المتوقع”. وأشار إلى أن “السيول تسببت بقطع الحركة بين المدن، ما صعّب وصول سيارات الإنقاذ، ولكن هناك جهود كبيرة للفرق الخدمية، وبمساعدة الأجهزة الأمنية، وتم تقليل معدلات الكارثة التي حصلت في ناحية شورش”.
وأصدر نائب رئيس وزراء إقليم كردستان قوباد طالباني توجيهاً عاجلاً للسيطرة على مياه الأمطار في مدينة جمجمال ضمن محافظة السليمانية.
ووجّه طالباني بتوزيع الجهد الهندسي والفني على أحياء المدينة التي حصلت فيها اختناقات في تصريف المياه، وتحت إشراف وتوجيه خطط البلدية، وتقديم العون والمساعدة للمتضررين.
وقالت سروة رسول، المديرة العامة لمركز تنسيق الأزمات في وزارة الداخلية بحكومة إقليم كردستان، إن فرق المتابعة تراقب الوضع عن قرب، وإن تأثير العاصفة كان أكبر في السليمانية وبازيان وجمجمال، بينما كانت تأثيراتها أقل في المحافظات الأخرى.
وبحسب معطيات مركز الأزمات، فإن الخسائر المادية كبيرة وتشمل غرق العديد من المخازن والمحلات والمنازل، إضافة إلى تضرر عشرات السيارات.
من جانب آخر أكد مدير بلدية قضاء جمجمال آرام نجاة أنه يجري حالياً فتح الطرق وتصريف المياه عبر استخدام سيارات البلدية والآليات الأخرى التي وصلت من المناطق المجاورة.
وذكر خلال حديثه لـ”المدى” أنه “حتى الآن لم يُجرَ تقييم الأضرار بشكل مؤكد، بانتظار انتهاء الموجة المطرية، وبعدها نعطي تقريراً كاملاً عن عدد المنازل التي غرقت بشكل كامل، والسيارات التي تضررت، وباقي الممتلكات، وباقي الخسائر البشرية من الغرقى والجرحى والمفقودين”.









