TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > الصابئة المندائيون في ذي قار يحيون مناسبة "أبو الهريس" بطقوس دينية تمتد جذورها إلى الطوفان وتراث وادي الرافدين

الصابئة المندائيون في ذي قار يحيون مناسبة "أبو الهريس" بطقوس دينية تمتد جذورها إلى الطوفان وتراث وادي الرافدين

نشر في: 14 ديسمبر, 2025: 12:02 ص

 ذي قار / حسين العامل

احتفل ابناء طائفة الصابئة المندائيين في ذي قار صباح يوم امس السبت بمناسبة (ابو الهريس) حيث يجري احياء ذكرى من قضوا في الطوفان وكذلك استذكار 365 ترميذي (رجل دين) قضوا في مجزرة قديمة ارتكبها اقوام من اليهود في أورشليم ، وذلك باستحضار اقدم طريقة تحضير لـ (طعام الغفران ) كان قد اعدها سام بن نوح من 7 انواع من الحبوب والبقوليات كانت متوفرة على ظهر سفينة النجاة .
وتعد مناسبة "أبو الهريس" واحده من ثلاث مناسبات دينية يحتفل فيها الصابئة المندائيين الذين يبلغ تعدادهم نحو 100 ألف نسمة في جميع أنحاء العالم ، والمناسبات هي "أبو الفل"، و"أبو الهريس"، و"شيشان عيد" هذا فضلا عن اربعة أعياد مندائية اخرى تتمثل بالعيد الكبير "دهوا ربا"، ويوم التعميد الذهبي "الدهفة ديمانه"، وعيد الازدهار "الدهفة حنينا"، فضلاً عن عيد البنجة بأيامه النورانية الخمسة التي تُعد من اسعد ايام المندائيين.
وقال ممثل طائفة الصائبة المندائيين في ذي قار، الدكتور سامر نعيم في حديث لـ(المدى) إن "ابو الهريس أو (العاشورية) هي مناسبة دينية تَعدُ فيها الاسر المندائية طعام الغفران ( اللوفاني ) وفق الطريقة التي اعتمدها سام بن نوح في إحياء ذكرى من قضوا في الطوفان "، مبينا ان " طعام الغفران الذي يقام بهذه المناسبة يتكون من 7 انواع من الحبوب والبقوليات اذ استخدم ابن نوح ما متوفر على ظهر سفينة النجاة من محاصيل نباتية وقام بأعدادها ضمن طبخة واحدة لصنع طعام اللوفاني".
واشار الى استخدام الحنطة (الهريس) والعدس والماش والحمص والباقلاء والرز والفاصوليا او اية حبوب اخرى بديلة "، مشددا على عدم تقديم اللحوم أو السمك أو الخضروات ضمن الوجبة الطقسية المذكورة"،
وذكر نعيم ان "طعام الغفران يجري اعداده في الليلة التي تسبق يوم المناسبة ويمكن تناوله في عشاء تلك الليلة فضلا عن تقديمه كفطور في صباح المناسبة المذكورة"، متطرقا الى طريقة توزيعه على الجيران من قبل الاسر المتمكنة التي تطبخ كمية كبيرة من الطعام ، وكذلك عن علاقة وجبة السبع حبات بالتراث العراقي"، مؤكدا ان " طقوس المناسبة تكاد تكون بمجملها ضمن نطاق الاسرة ولا يشترط اقامتها في (المندي) مركز عبادة المندائيين".
وتحدث نعيم عن معتقدات المندائيين حول هذه المناسبة مبينا ان "هناك اعتقاد كان سائدا لدى المندائيين بان المناسبة تقام لإحياء ذكرى 365 ترميذي (رجل دين) مندائي من ضحايا مجزرة قديمة ارتكبتها اقوام من اليهود في مدينة أورشليم "، واردف " فيما هناك من يعتقد ان المناسبة تتعلق بتقديم طعام الغفران من قبل سام بن نوح كثواب على ارواح البشرية الذين قضوا في الطوفان "، مشيرا الى ما يصاحب تقديم الطعام من عبارات الترحم على ارواح الموتى باستخدام الاسم الديني للأرواح المتوفية (النشماثة) وليس الاسم العادي ، اذ يستخدم المندائيون اسمين للفرد الواحد احدهما ديني خاص بالعبادات والاخر في الحياة اليومية.
من جانبه، يرى الباحث أسامة قيس مغشغش في بحث له عن معاني المناسبة (ابو الهريس) وجذورها التاريخية ان "مناسبة أبو الهريس من المناسبات التي يحيي المندائيون ذكرها بشكل سنوي وتصادف في أول يوم من شهر تموز، سادس أشهر التقويم المندائي والذي كان يقع أصلاً في نهاية فصل الربيع"، مضيفا: "أما تسميته فهي غير مشتقة من اللغة المندائية وإنما تأخذ طابعاً تراثياً مرتبطاً بثقافة ولغة بلاد الرافدين". واورد "وذلك ما نلمسه في استخدام كلمة “أبو” التي تستخدم هنا ككناية وكأن معناه التفصيلي هو “اليوم الخاص بالهريس”، فاستخدمت كلمة “أبو” لتشير إلى خصوصية هذا اليوم وارتباطه بأكلة الهريس"، وزاد " وأمّا الهريس فهي كلمة ربما مشتقة من كلمة( هاراصو ) الأكدية وشاعت في العربية لتستخدم بكثرة في جنوب العراق بمعنى دقّ أو طحن أو طبخ الشيء حتى يصبح صغيراً ناعماً أو سائلاً. وهذا ما يتم عمله فعلاً في تحضير أكلة الهريس".
ويجد مغشغش ان" تفسيرات المندائيين اختلفت لهذه المناسبة وذلك بسبب أنها ليست من المناسبات أو الأعياد الدينية التي جاء ذكرها وتفسيرها في الأدب الديني المندائي، بل جاءت تناقلاً بين الأجيال كموروث إعتاد المندائيون على إحياءه".
واضاف "ومن التفاسير الشائعة بين المندائين حول هذه المناسبة " إحياء ذكرى الـ 365 ترميذي (رجل دين) الذين قتلهم اليهود في أورشليم وإحياء ذكرى نجاة النبي نوح وذويه من الطوفان" ، فيما يتمثل التفسير الثالث بـ " إحياء ذكرى الفرعون وغرق جنوده عند ملاحقتهم لليهود "،
وستبعد مغشغش صحة التفسير الاخيرة كون فرعون وقومه بحسب النص المندائي (وفليط فارا ملكا هو وروهمي وأوزاري لشوطواتا” الذي معناه (وقد نجا الملك الفرعون هو وأصحابه ومؤازريه في الضلالات) من المردة الضالين ولا يوجد أي مبرر منطقي يجعل المندائيين يقومون لهم بطقوس واستذكار ولا حتى إعتبارهم من الأجداد.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق معرض العراق الدولي للكتاب

مقالات ذات صلة

أزمة الرواتب تتفاقم.. تضارب الأرقام يكشف فجوة مالية خطيرة واعتماداً مقلقاً على النفط

أزمة الرواتب تتفاقم.. تضارب الأرقام يكشف فجوة مالية خطيرة واعتماداً مقلقاً على النفط

بغداد/ يمان الحسناوي يشهد ملف رواتب الموظفين في العراق تباينًا لافتًا في التصريحات بين الجهات الحكومية، في وقت تتزايد فيه مخاوف الشارع من أزمة مالية محتملة قد تؤثر على انتظام صرف الرواتب، وسط ظروف...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram