ترجمة/ حامد احمد
مع اقتراب موعد انتهاء مهمة بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، يونامي UNAMI، في 31 ديسمبر / كانون الأول الحالي، ذكر رئيس البعثة محمد الحسان ان العراق وعبر 22 عاماً من الدعم الاممي مستعد للانتقال الى مرحلة جديدة لتعزيز سيادته ووحدته الإقليمية، مشيرا الى ان العراق ومع احتياطياته النفطية الكبيرة، فانه لا يحتاج الى مساعدات مالية، بقدر ما يحتاج الى دعم واسناد المجتمع الدولي.
وتذكر يونامي في تقرير لها ترجمته (المدى)ـ انه بعد أكثر من عقدين من العمل جنبا الى جنب مع العراق خلال الحروب، والاضطرابات السياسية، ومحاربة ارهابيي تنظيم داعش، تنتهي ولاية بعثة الأمم المتحدة لمساعدة العراق، يونامي، في 31 ديسمبر / كانون الأول، وهو اختتام وصفه رئيس البعثة بتنه " مشرف، وعن كرامة واستحقاق."
في مقابلة مع أخبار الأمم المتحدة، قال محمد الحسان، الممثل الخاص للأمين العام ورئيس بعثة UNAMI، إن انتهاء البعثة يعكس المدى الذي وصل إليه العراق منذ تأسيسها في عام 2003، عندما كان البلد يخرج من عقود من الديكتاتورية والحروب الإقليمية والرعب الذي خلفه تنظيم داعش الإرهابي.
وأضاف: “عندما بدأت UNAMI، كان العراق مختلفًا جدًا عما هو عليه اليوم”. فقد تعرّض مقر الأمم المتحدة في بغداد لهجوم بعد أيام قليلة من وصول البعثة في أغسطس 2003، أسفر عن مقتل 22 موظفًا وإصابة أكثر من 100 آخرين.
وقال انه اليوم، بدأت حقبة جديدة: "بفضل تضحيات العراقيين أولًا وقبل كل شيء، وبمساندة المجتمع الدولي، وخاصة الأمم المتحدة، يعتقد العراق أنه جاهز للانتقال إلى مرحلة أخرى، لتعزيز سيادته ووحدته الإقليمية. وأنا أؤمن تمامًا بأن العراق مستعد لذلك". وفيما يتعلق بالانتخابات العراقية الأخيرة والتقدم الديمقراطي، قال الحسان، ان التطورات السياسية الأخيرة في العراق تبرز مدى استقرار البلد على نحو ملحوظ، مشيرا الى ان الانتخابات التي أجريت في تشرين الثاني الماضي، والتي دعمتها يونامي، هي من بين أكثر الانتخابات مصداقية حتى الان. ومع نسبة مشاركة بلغت 56%، فقد شكلت أيضا دليلا على انخراط الجمهور المتجدد.
وأضاف: "كانت الانتخابات الأكثر عدلاً وحرية وسلمية. عندما ترى انتخابات بهذه الدرجة من النزاهة والديمقراطية، فإن ذلك يعكس الإيمان بعراق جديد". على مدى السنوات، قدمت UNAMI دعمًا حاسمًا في مجموعة واسعة من المجالات: نصح الحكومة بشأن الاستقرار السياسي، وتعزيز الحوار الوطني الشامل، ودعم المصالحة على مستوى المجتمع في المناطق المتضررة من النزاع.
وأشار التقرير أيضا الى ان بعثة يونامي لعبت دورًا مركزيًا في المساعدة الانتخابية، حيث ساعدت العراق في إجراء عدة جولات من الانتخابات المحلية والوطنية.
ومن بين أبرز إرث لدى يونامي وفقًا لحسان، هو التحسن الكبير في الأمن. وأوضح أن العراق "لم يكن ليتمكن من هزيمة داعش بدون مساعدة الأمم المتحدة والمجتمع الدولي"، لكنه شدد على أن شجاعة وصمود العراقيين هي التي وقفت بوجه داعش. رغم ذلك، يشير التقرير، الى ان البلد ما يزال يشعر بتأثيرات وتبعات النزاع الذي استمر لعدة سنوات، حيث ما يزال هنام نحو مليون عراقي يعيشون حالة نزوح، بضمنهم أكثر من 100 ألف ايزيدي لا يزالون يعيشون في مخيمات بعد معاناة لا يمكن تصورها مرت عليهم على يد داعش. لا يزال العديد منهم غير قادرين على العودة إلى منازلهم، خاصة إلى منطقة سكناهم سنجار، بسبب تدمير البنية التحتية وقضايا أمنية لم تُحل بعد. وأشار رئيس البعثة الى ان من إنجازات بعثة يونامي هو تعزيز حقوق المرأة، مؤكدا بان العراق يجب ان يستمر في هذا العمل على مدى طويل بعد مغادرة البعثة. مضيفا بقوله: "نعم، اليوم العراق أفضل بكثير من قبل فيما يخص حقوق المرأة. لكن للأسف، العنف ضد النساء قد ازداد".
وشدد على أن التقدم المستدام يجب أن ينبع من الداخل. وقال: "نريد أن يكون العراقيون هم الرعاة والمدافعون عن حقوق المرأة – من خلال القوانين العراقية والحماية العراقية والتشريعات العراقية. في النهاية، يتعلق الأمر بحماية شعبهم". وكان من بين الركائز الأساسية لولاية UNAMI تعزيز حقوق الإنسان، بما في ذلك دعم الإصلاحات القضائية والقانونية، وحماية المجتمعات الضعيفة، وتعزيز حقوق النساء والأقليات. ومع استعداد العراق لتولي مقعده في مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، قال الحسان إن على البلاد "العمل وفق هذا المنصب"، لضمان الحماية الكاملة للنساء والشباب والأقليات وحماية حرية التعبير.
وفي الوقت الذي ستغلق البعثة السياسية أبوابها، أكد الحسان ان بصمة الأمم المتحدة الاوسع ستظل دون تغيير في البلد. وقال: "الناس يخلطون بين UNAMI والأمم المتحدة. جميع الوكالات المتخصصة – اليونيسف، ومنظمة الصحة العالمية، والمنظمة الدولية للهجرة، وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والعديد غيرها – ستظل في العراق. حتى البنك الدولي وصندوق النقد الدولي يفتحون مكاتب جديدة".
وأشار إلى أن العراق، مع احتياطيات نفطية كبيرة وناتج محلي إجمالي ضخم، لا يسعى للحصول على مساعدات. وأضاف: "لعراق لا يحتاج إلى صدقة؛ إنه يحتاج إلى الدعم والصداقة من المجتمع الدولي". وصف الحسان العراق بأنه "قصة نجاح" و"بلد فريد"، وحث المجتمع الدولي على منح العراق المساحة والدعم اللازمين للنجاح.
وقال: "رسالتي للمجتمع الدولي والدول المجاورة هي أن تمنح العراق فرصة لإثبات أنه يستحق الحرية التي دفع العراقيون ثمناً باهظاً من أجلها".
وأضاف بان مغادرة يونامي لا تعني نهاية الشراكة بين العراق والأمم المتحدة، مؤكدا بقوله: " ليس لدي شك في ان العراقيين قد قلبوا الصفحة الى صفحة جديدة ستأخذ بلادهم الى وضع أفضل من ذي قبل."
عن الأمم المتحدة









