TOP

جريدة المدى > سياسية > ألمانيا تشهد محاكمة دواعش ارتكبوا جرائم بحق أيزيديين

ألمانيا تشهد محاكمة دواعش ارتكبوا جرائم بحق أيزيديين

امرأة أيزيدية تدلي بإفادتها أمام المحكمة

نشر في: 15 ديسمبر, 2025: 12:35 ص

 ترجمة: حامد أحمد

شهدت المحكمة العليا في ميونخ بألمانيا، الأربعاء، محاكمة أفراد من تنظيم داعش متهمين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق نساء أيزيديات تعرضن لحالات تعذيب واغتصاب على أيديهم، في وقت أدلت ضحية من الناجيات الأيزيديات بإفادتها داخل المحكمة ضد مسلح داعشي قام باغتصابها وتعذيبها، وذلك ضمن تهم وجهها الادعاء العام في ألمانيا ضد أفراد التنظيم بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية.

الضحية الأيزيدية، التي تبلغ من العمر الآن 20 عامًا، كان قد تم بيعها من قبل خاطفيها للاستعباد الجنسي وهي طفلة في الثانية عشرة من عمرها، وقالت في إفادتها أمام المحكمة في ألمانيا كيف أن مسلحي داعش كانوا يعرضونها للبيع على أنها بكر، وإنها تعرضت للاغتصاب والتعذيب على أيدي المسلح الذي اشتراها.
الشابة البالغة الآن من العمر 20 عامًا، والتي تُعد إحدى ضحايا ما تعرضت له النساء الأيزيديات الناجيات، أدلت بشهادتها أمام المحكمة العليا الإقليمية في ميونيخ، يوم الأربعاء، وانهمرت دموعها مرارًا عند رؤية المتهم الرئيس في قفص الاتهام.
قال لها القاضي الرئيس إنها تستطيع المقاطعة أو التوقف في أي وقت، لكنها اختارت الاستمرار ووصفت ما حدث لها، كما تزعم، بين عامي 2015 و2017 في المناطق التي كانت تحت سيطرة تنظيم داعش في العراق.
«لقد تم شرائي وبيعي من قبل ستة رجال»، قالت للمحكمة. وعندما سُئلت عمّا إذا كانت تستطيع التعرف على المتهم كأحدهم، أجابت: «لا أستطيع النظر إليهم». وأشارت صحيفة «ديلي ميل» البريطانية، في تقرير لها، إلى أن زوجين عراقيين، يُزعم أنهما كانا عضوين في تنظيم داعش، متهمان بشراء فتاتين أيزيديتين واستغلالهما والاعتداء عليهما جنسيًا كعبيدتين.
واستذكرت الشاهدة اللحظة التي قرر فيها المتهم شراءها، وكيف أنه أقدم على خلع حجابها وتفحص شعرها، واستذكرت كذلك ذلك اليوم المشؤوم الذي لم يتجاوز عمرها عندها 12 عامًا.
وقالت للمحكمة في إفادتها: «قبل أن يشتريني، نظر إليّ، وقام هو وزملاؤه من مسلحي داعش بالسخرية مني بالقول: اشتريها فهي ما تزال بكرًا»، في وقتها لم تكن الضحية سوى طفلة صغيرة. وفقًا لتحقيقات الادعاء العام الاتحادي، تعرضت الفتاة لاعتداءات جنسية عدة مرات. وقالت: «أحضر عصًا وضرب باطن قدميّ… وأجبرني على النوم معه». وكانت الشاهدة الأيزيدية لا تتمالك نفسها من الدخول بنوبات بكاء بين حين وآخر، وهي ترى المتهم أمام عينيها في قاعة المحكمة.
وأضافت قائلة: «تمنيت لو كنت قد مت».
وقالت الضحية للمحكمة إنه كان يهددها بالضرب بالعصا على قدميها لو امتنعت عن الاستجابة له. وأضافت خلال إفادتها بأنه كان يتم إخضاعها أيضًا لأداء أعمال منزلية من تنظيف وغسل ملابس، بالإضافة إلى اغتصابها.
وأفادت أيضًا بأن زوجة المسلح كانت تقوم بوضع مساحيق التجميل عليها وتزيينها قبل أن يتم اغتصابها من قبله.
وكان آلاف الرجال من الطائفة الأيزيدية قد تعرضوا للقتل في منطقة سنجار على يد مسلحي داعش، فضلًا عن استعباد النساء وتعرضهن للاغتصاب، مع إخضاع الأطفال لتدريبات عسكرية وحمل السلاح.
وتشير «ديلي ميل» إلى أن المتهم كان قد عاش سابقًا في ميونيخ لأكثر من عشر سنوات كطالب لجوء، قبل أن يلتحق بالتنظيم الإرهابي ويسافر إلى العراق في عام 2015. وكانت السلطات الفرنسية قد أحالت في أوائل شهر تموز مواطنة فرنسية إلى المحاكم بتهمة انتمائها إلى صفوف تنظيم داعش الإرهابي والمشاركة في حملة الإبادة الجماعية وجرائم ضد الإنسانية بحق الأقلية الدينية الأيزيدية، بينما شهدت محاكم في هولندا والسويد إدانات سابقة لدواعش من رعاياهما ارتكبوا جرائم مماثلة بحق أيزيديين. وكان ذلك ثمرة جهود بذلتها منظمات أيزيدية ونشطاؤها، في وقت ما يزال الآلاف منهم في مخيمات النزوح، غير قادرين على العودة إلى مناطقهم في سنجار لقلة الخدمات وعدم الاستقرار، وبقاء كثير من منازلهم مدمرة من دون إعمار.
ويأتي قرار محكمتي باريس وألمانيا في أعقاب محاكمة عدة أشخاص في أوروبا خلال السنوات الأخيرة لدورهم في استعباد الأيزيديين، وقد بعثت هذه التطورات بارقة أمل للمجتمع الأيزيدي لتحقيق العدالة.
وفي عام 2024، مثلت امرأة هولندية تُدعى حسناء عراب أمام المحكمة في لاهاي بهولندا بتهم تتعلق أيضًا باستعباد نساء أيزيديات، وقد حُكم عليها بالسجن عشر سنوات. ثم في شباط عام 2025، أُدينت امرأة سويدية تُدعى لينا إسحاق بارتكاب إبادة جماعية وجرائم ضد الإنسانية وجرائم حرب جسيمة بحق الأيزيديين خلال تواجدها في سوريا. ورغم بطء تحرك المجتمع الدولي في ملاحقة عناصر تنظيم داعش المسؤولين عن جرائم الإبادة، فإن هذه القضايا تُعد تطورًا إيجابيًا، لكنها أيضًا ثمرة سنوات طويلة من المناصرة والحملات التي قادتها منظمات ونشطاء أيزيديون، تمثلت بـ«مؤسسة الأيزيديين الأحرار» و«مبادرة ناديا»، التي استمرت بالنشاط والعمل منذ عام 2014 من أجل تحقيق العدالة والتعويض.
عن «ديلي ميل» البريطانية

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم
سياسية

سباق محتدم: مفاوضات صعبة لتحديد رئيس البرلمان القادم

بغداد/ تميم الحسن يقترب ما بات يُعرف بـ«الإطار السني» من لحظة اختيار رئيس جديد للبرلمان. لكن الإعلان، على ما يبدو، لن يكون وشيكًا، إذ ما زال مرهونًا بموافقة بقية المكونات وشبكة تفاهمات أعقد مما...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram