الموصل / سيف الدين العبيدي
تُعدّ الساحة الأدبية الموصلية من الساحات التي تحظى بعدد قليل جدًا من الكاتبات، إلا أنها شهدت اليوم إضافة اسم أدبي جديد، تمثّل بالشاعرة الشابة من محافظة نينوى سجى النعيمي، من مواليد عام 1998، وهي الأصغر سنًا بين الكاتبات في المشهد الأدبي المحلي.
ويتناول الكتاب هيمنة الحكومات على الشعوب، والتناقض بين القرارات الرسمية وما يحدث على أرض الواقع من ممارسات معاكسة، إضافة إلى معالجة الظلم الواقع على المرأة نتيجة بعض العادات والتقاليد، من دون الانتقاص من القيم الاجتماعية، مع توضيح المفاهيم التي يجري العمل بها بشكل خاطئ.
وتقول النعيمي لـ«المدى» إن النصوص المكتوبة ليست سوى تجارب شخصية، وأخرى منقولة مما تشاهده في حياة الناس، مشيرة إلى أنها أرادت معالجة بعض الظواهر بأسلوب أدبي، كما تُعالج المرضى في عملها المهني، إذ تعمل في مجال التحليلات المرضية، وتقضي ساعات طويلة مع المرضى بهدف علاجهم.
وأضافت أن العام المقبل سيشهد صدور كتاب آخر لها، يتضمن قصصًا حقيقية ومتنوعة جاءت على ألسنة أصحابها، جمعتها من الأقارب والأصدقاء، إضافة إلى من تلتقيهم في إطار عملها. وأشارت إلى أن كتابها كان ضمن أحد العناوين الجديدة في معرض العراق الدولي للكتاب، والصادر عن دار «سنا والحضر»، وقد بيعت عشرات النسخ منه، لافتة إلى أنها كانت تأمل توقيع الكتاب خلال المعرض، إلا أن ظروف العمل والدراسة وضيق الوقت حالت دون ذلك.
وعن مكانة الكاتبات في نينوى، أكدت الشاعرة رحمة الجبوري أن المرأة الموصلية أكثر عملية، ولذلك نادرًا ما تُكمل مسيرتها الأدبية، ما يفسر قلة أعداد الأديبات، إلى جانب أن طبيعة بعض الأسر لا تشجع بناتها على الشعر والكتابة، لعدم رؤيتها مستقبلًا واضحًا في هذا المجال. وشددت على ضرورة أن تؤمن العائلة بموهبة ابنتها وتسعى إلى تنميتها، لما لذلك من أثر في المجتمع، ورفع مستوى وعيه بما يُقرأ ويُكتب، إضافة إلى ضعف التسويق الأدبي للكاتبات.
وأشارت الجبوري إلى أنه خلال السنوات الأخيرة أصبح عدد الكاتبات أفضل، ولا سيما مع انتشار الإنترنت، وعقد الجلسات والأنشطة الثقافية، ودور اتحاد الأدباء في تسويق أعمالهن وتعريف الجمهور بهن، مثل سجى النعيمي وهناء أحمد جبر وبيداء حكمت وغيرهن، معربة عن أملها في أن تُكمل الكاتبات مسيرتهن الأدبية. بدوره، أكد عضو مجلس اتحاد الأدباء، الشاعر سعد محمد، لـ«المدى»، أن بعض الكاتبات يبدأن بالكتابة وحضور الجلسات الثقافية لمدة عامين أو ثلاثة، ثم يتوقفن بسبب متطلبات الحياة العملية أو الزوجية أو الدراسية، واصفًا ذلك بالأمر المؤسف. كما وصف معرض العراق الدولي للكتاب في نسخته الأخيرة بأنه تضمن عناوين نادرة ومميزة، ودور نشر أسهمت في تزويد القراء بعناوين ذات جودة عالية، إلى جانب إقبال جماهيري كبير، وجلسات حوارية قيّمة.









