TOP

جريدة المدى > أعمدة واراء > العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

نشر في: 16 ديسمبر, 2025: 12:05 ص

 علي حسين

عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت شعار "هذا لك وهذا لي"، وتسأل عن هذه المصيبة التي تحاصر المواطن العراقي، فيجيبك سياسي "إصلاحي" إنها الديمقراطية ياعزيزي التي تريد للجميع أن يتمتعوا بمذاق "الكعكة" العراقية.
أمّا الكارثة فهي اللجنة التي تشكلت للنظر في طلبات الجلوس على كرسي رئيس الوزراء، تخيل جنابك، المنصب الأهم في ادارة الدولة يخضع للمساوة والابتزاز. من يملك القدرة على تحمّل مثل هذه الكوارث، أُحيله إلى مصيبة أخرى من عيّنة التصريح الذي اطلقه احد قادة ائتلاف دولة القانون حيث اخبرنا مشكوراً ان: "الخطة ألف هي تولي السيد المالكي لرئاسة الوزراء، والخطة باء هي إقناع السيد المالكي للسوداني بالتنازل، والخطة جيم أن يرشح السيد المالكي من يقتنع به".
إذاً عزيزي القارئ أنت هنا لستَ أمام علامات لمصائب يقذفها السياسيون يميناً وشمالاً فقط، بل الأفدح أنّك أمام حالة إصرار على هذه المصائب واصرار على الخراب، وسعي لنشر الجهل، جعلت المواطن العراقي يقابل هذه الجرائم في حقّ الوطن، بابتسامة هادئة كأنما يقول للسياسيين إن كلامهم أشبه بالقضاء والقدر الذي يلاحق الناس ليلَ نهار.
بين المصيبة والكارثة هناك شعوب لا تؤمن بلغة الصواريخ الليلية ولا بشعارات "ما ننطيها"، بل شعارها العمل ومحبة الأوطان. قادت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بلادها على مدى ستة عشر عاماً، كانت فيها مواطنة بسيطة، تعمل بإخلاص من أجل أن تجعل من ألمانيا واحدة من أقوى اقتصاديات العالم.. وتفتح ذراعيها لأكثر من مليون مهجر هربوا من بلدانهم "المؤمنة".. ميركل التي تركت كرسي السلطة قبل اربع سنوات قالت للشعب الألماني، وكأنها تردد بيت المتنبي "أنام ملءَ جفوني عن شوَارِدِها":" سأستمتع بأخذ قسط من الراحة، قد أحاول قراءة شيء ما، ثم أغلق عيني لأنني متعبة، ثم سأنام قليلاً، لنرى بعد ذلك أين سأظهر".
هل أنا بطران حين أترك معركة كرسي رئيس الوزراء لأتحدث عن تجارب الشعوب التي لا علاقة لها بتجربتنا الديمقراطية؟. نحن قدّمنا النموذج الأمثل. ففي كل انتخابات هناك اصرار على " ذبح " آمال وتطلعات المواطن العراقي.
إذا لم تشاهد معارك السياسيين على المناصب، وحكومات الاغلبية وحكومات التوافقية وما بينهما، فلا تلم إلا نفسك، لن تعرف لماذا لا نزال نتربّص على سلّم البؤس العالمي، وكان أشهر هذه التصريحات ما قاله "عظيم البلاد" همام حمودي ذات يوم للعراقيين: "عليكم أن تشكروا النعمة التي أنتم فيها".
عذراً أبا الطيّب ايها المواطن العراقي، لن يسمعك من بهم صمم، فشعارنا: لا اسمع..لا ارى.. لا اتكلم

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

هل ستعيد التشكيلة الوزارية الجديدة بناء التعليم العالي في العراق؟

العمود الثامن: ماذا يريدون؟

العمود الثامن: من كاكا عصمت إلى كاكا برهم

لماذا نحتاج الى معارض الكتاب في زمن الذكاء الاصطناعي؟

العمود الثامن: عبد الوهاب الساعدي.. حكاية عراقية

العمود الثامن: معركة كرسي رئيس الوزراء!!

 علي حسين عزيزي القارئ.. هل تعرف الفرق بين المصيبة والكارثة؟، المصيبة يمكن أن تجدها في تصريح السياسيين العراقيين وجميعهم يتحدثون عن دولة المؤسسات، وفي الوقت نفسه يسعون إلى تقاسم المؤسسات فيما بينهم تحت...
علي حسين

أزمة المياه في العراق وإيران: تحديات جديدة للاستقرار الإقليمي

د. فالح الحمــراني حذرت دراسة أعدها معهد الشرق الأوسط في موسكو من ان أزمة المياه بإيران والعراق المتوقعة في نهاية هذا العام قد تفضي الى عواقب بعيدة المدى، تؤثر على الاستقرار الاجتماعي في المنطقة،...
د. فالح الحمراني

العراق.. السلطة تنهب الطقس والذاكرة

أحمد حسن على مدار عشرين عاما، تحولت الثقافة في العراق إلى واجهة شكلية تتحكم بها مجموعات سياسية تدير المجال العام كما تدير المغانم. وفي ظل هذه الوضعية لم تعد الثقافة فضاء لإنتاج الوعي أو...
أحمد حسن

لماذا تهاجم الولايات المتحدة أوروبا بسبب حرية التعبير؟

فابيان جانيك شيربونيل * ترجمة : عدوية الهلالي «أعتقد أنهم ضعفاء. الأوروبيون يريدون أن يكونوا ملتزمين بالصواب السياسي لدرجة أنهم لا يعرفون ماذا يفعلون." لفهم الموقف الأمريكي تجاه القارة العجوز، يصعب إيجاد تفسير أوضح...
فابيان جانيك شيربونيل
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram