TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > مثابرون تسعى لتطويق الموصل بحزام أخضر وسط مطالبات بوقف قطع الأشجار وفرض الرقابة

مثابرون تسعى لتطويق الموصل بحزام أخضر وسط مطالبات بوقف قطع الأشجار وفرض الرقابة

نشر في: 17 ديسمبر, 2025: 12:02 ص

 الموصل / سيف الدين العبيدي

تعمل مؤسسة «مثابرون» للبيئة في موسمها الثامن للتشجير، الذي اعتادت تنظيمه سنويًا بزراعة ما بين 10 إلى 15 ألف شجرة من اليوكاليبتوس والسرو والبيزيا، غير أنها قررت هذا الموسم الانتقال إلى مشروع أكثر اتساعًا، يتمثل بتأسيس حزام أخضر يطوّق مدينة الموصل عبر زراعة أشجار الفواكه من التين والزيتون والرمان في القرى الواقعة على مسافة تتراوح بين 10 و15 كيلومترًا حول المدينة.
ويقول قائد الحملة أنس الطائي لـ«المدى» إن خطة المؤسسة تستهدف زراعة 100 دونم من أشجار الفواكه مجانًا، بشرط توفير العناية اللازمة ومنظومة ري دائمة، مبينًا أن هذا المشروع سيسهم مستقبلًا في توفير فرص عمل للشباب، إذ ستكون الأشجار مثمرة بعد أعوام. وأضاف أن عدد الأشجار غير محدد، ويتوقف على حجم مساهمات المتبرعين والداعمين.
وأوضح الطائي أن الخطة تمتد على مدى 28 عامًا، وتنقسم إلى مرحلتين، الأولى هي المرحلة الحالية وتمتد لـ14 عامًا، وتعتمد على زراعة الأشجار سريعة النمو داخل المدن، وبطيئة النمو في الأطراف، وغالبيتها من أشجار الفواكه. ولفت إلى أنه جرى حتى الآن زراعة 10 آلاف شجرة منذ بدء الموسم قبل شهر ونصف، ليصل مجموع ما زرعته المؤسسة منذ تأسيسها إلى 75 ألف شجرة.
وطالب الطائي، مرارًا، شرطة البيئة والجهات المعنية بوقف التجاوزات المتمثلة بقطع الأشجار وبيعها لأصحاب المطاعم، مؤكدًا أن هذه المطالبات لم تلقَ أي استجابة، ولم تُعالج حالات التجاوز السابقة. وحذر من استمرار عمليات قطع أشجار الغرب، أو ما يُعرف بـ«القوغ الفراتي»، التي تنمو على ضفاف نهر دجلة وفي الجزر الوسطية، مشيرًا إلى أن هذه الأشجار تمثل بيئة طبيعية لتكاثر الطيور والسناجب، وأن فقدانها سيؤدي إلى خسارة المدينة لهذه الكائنات.
ودعا الطائي الحكومة المحلية إلى إدراج غابات الموصل ومحمية النمرود ضمن لائحة التراث العالمي لليونسكو، بوصفهما إرثًا طبيعيًا مهمًا يستحق الحماية، ولا سيما أن عمرهما يقترب من مئة عام، على أن يتم ذلك عبر مفتشية آثار وتراث نينوى.
من جانبها، أعلنت بلدية الموصل في بيان لها أنها أنهت زراعة الغابات بأشجار غاباتية متنوعة شملت البولونيا، والكازورينا، والصنوبر، والسيسم، والصفصاف، والجنار، واليوكاليبتوس، في خطوة تهدف إلى تعزيز الغطاء النباتي وصنع بيئة طبيعية أكثر استدامة وجمالًا.
وبيّنت البلدية أن الأعمال أُنجزت بعد تهيئة الأرض بالكامل من الأدغال والحشائش الضارة التي كانت تحدّ من الحرائق، إضافة إلى إيصال المياه إلى جميع أجزاء الموقع. بدوره، أوضح فيصل زعيان، مسؤول شعبة الغابات، لـ«المدى» أن أعمال الزراعة في الغابات ستبقى مستمرة دون توقف، مؤكدًا الوصول إلى أعلى نسبة من الأراضي المزروعة، بعد تشجير كامل مساحة الغابات الشمالية، والتي بلغت نحو 105 آلاف شجرة، تضم 11 نوعًا من الأشجار الغاباتية الملائمة لأجواء المنطقة، لتشكّل باقة متكاملة ومنسقة ستظهر نتائجها بمرور السنوات.
وأشار زعيان إلى أن عدد الأشجار قبل نكبة الموصل كان يبلغ 80 ألف شجرة، ومنذ عام 2017 وحتى الآن جرى تعويض 35 ألف شجرة منها، لافتًا إلى أن الغابات قُسمت إلى 146 قطعة، تبلغ مساحة كل واحدة منها أربعة دونمات.
وأضاف أنه منذ عام 2023 وُضعت خطة محكمة ومدروسة تمتد لثلاث سنوات لإعادة إحياء الغابات بالكامل، شملت رفع المخلفات الحربية والأنقاض ومخلفات الأشجار، وتنظيف الغابات، وتقليم الأشجار، واستصلاح التربة، وتأهيل محطات ضخ المياه الخام المخصصة للسقي، ونصب خزانات بسعة تتجاوز 600 ألف لتر تُجهّز بالمياه الخام مباشرة من النهر، إلى جانب مدّ شبكات ري بالتنقيط لأكثر من 200 دونم.
وأكد تنفيذ الخطة كاملة من قبل شعبة الغابات والحدائق، فضلًا عن زيادة عدد الآليات والمعدات الزراعية، وتأسيس منظومة إطفاء وسقي لمحيط الغابات تضم 24 فوهة حريق تُجهّز مباشرة من محطات الضخ المجاورة. كما جرى تجهيز الشعبة بموقعين لتقطيع وطحن الأخشاب لإنتاج نشارة الخشب، بوصفها مادة أولية لإنتاج «البيتموس» و«الكمبوست» بوصفهما محسنات للتربة وأسمدة، ضمن عملية تدوير للمخلفات الزراعية، مؤكدًا أن العمل مستمر لاستكمال البنية التحتية الضرورية للغابات.
يعاني العراق من انخفاض شديد في نسبة الغطاء النباتي، إذ تبلغ مساحة الغابات الطبيعية نحو 1.9٪ فقط من إجمالي الأراضي، بما يعادل حوالي 822 ألف هكتار، وهي نسبة ضعيفة مقارنة بالمعايير العالمية. معظم هذه الغابات تتركز في الشمال والجنوب الشرقي للبلاد، فيما تعاني المناطق الوسطى والغرب من التصحر بسبب قلة الغطاء الأخضر وارتفاع درجات الحرارة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

محاولات جديدة لطرق باب الصدر.. وهاجس عبد المهدي يخيّم على

محاولات جديدة لطرق باب الصدر.. وهاجس عبد المهدي يخيّم على "الإطار"

بغداد/ تميم الحسن يعود اسم "مقتدى الصدر" إلى الواجهة مرة أخرى، لا بوصفه لاعباً مباشراً في المفاوضات، بل كعامل قلق يلاحق خصومه. فـ"الإطار التنسيقي" يجد نفسه، مجدداً، وهو يغازل زعيم التيار الصدري عند كل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram