المدى/متابعة
أكدت المتحدثة باسم الحكومة الإيرانية، فاطمه مهاجراني، استعداد بلادها الدائم لإجراء مفاوضات جدية وواقعية مع الولايات المتحدة، مشددة على أن نجاح أي حوار يتوقف على إرادة الطرف الآخر.
وقالت مهاجراني: "الشعب الإيراني دائمًا منفتح على الحوار، والحكومة تؤكد دائمًا هذه النقطة". وأضافت أن إيران مستعدة للتفاوض بشكل كامل، لكنها تحذر من التعامل مع الدبلوماسية بأوهام أو تصورات غير واقعية.
وفي ما يتعلق بإمكانية اندلاع صراع جديد مع إسرائيل، أشارت المتحدثة إلى أن "السلوك الخطير للكيان الصهيوني يجعل استبعاد أي حادثة أمرًا مستحيلاً، خاصة في لبنان حيث المخاطر المحتملة أكبر"، مؤكدة أن الحكومة تواصل متابعة برامجها العادية، داعية المواطنين إلى عدم الانشغال بالمخاوف الأمنية للحفاظ على حياتهم اليومية وأنشطتهم الاقتصادية والإنتاجية.
وأوضحت أن هدف أعداء إيران هو إبقاء البلاد في حالة من اللاسلام واللا حرب لإلحاق الضرر بالاقتصاد وأمل الشعب، مؤكدة ضرورة استمرار الحياة بشكل طبيعي.
وفي السياق الاقتصادي، قالت صحيفة شرق الإصلاحية الإيرانية، إن استمرار العقوبات الغربية على طهران أدى إلى تعطيل أي فرص حقيقية للإصلاحات الاقتصادية الداخلية، معتبرة أن التفاوض المباشر مع واشنطن بات مسارًا ضروريًا لتخفيف الضغوط المتزايدة على البلاد.
وأشارت الصحيفة إلى أن الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية تشهد تدهورًا متسارعًا، مع ارتفاع أسعار العملات الأجنبية والذهب والمواد الغذائية، ما أثر على الاستقرار المعيشي وزاد القلق العام في المجتمع.
كما أبرزت الصحيفة أن الدعوات المتكررة للإصلاحات الاقتصادية، مثل إعادة هيكلة الدعم وضبط الإنفاق العام ومكافحة الفساد، تواجه صعوبة في ظل العقوبات التي تقلل من أثر أي خطوات إصلاحية، خصوصًا في ظل حالة (اللا حرب واللا سلم) التي تحد من حركة الاقتصاد وتضعف ثقة المستثمرين. وأضافت أن العقوبات لم تعد مجرد أداة ضغط سياسي، بل أصبحت عاملًا بنيويًا في تغذية التضخم واستنزاف الموارد، ما يجعل أي محاولة إصلاح من الداخل ناقصة دون معالجة الملف الخارجي.
واختتمت الصحيفة بالتأكيد على أن إحداث تحول في السياسة الخارجية عبر فتح باب المفاوضات الشاملة مع واشنطن قد يخفف القيود الاقتصادية ويوفر مساحة لمعالجة المشكلات الداخلية، محذرة من أن تجاهل هذا الخيار سيبقي البلاد رهينة الضغوط المتصاعدة.
وفي السياق السياسي الداخلي، دعا الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان إلى العودة إلى روح التضحية والوحدة التي ميزت فترة الدفاع المقدس، مؤكدًا الاعتماد على قدرات الشعب لحل المشكلات دون انتظار القوى الأجنبية.









