TOP

جريدة المدى > عربي و دولي > منظمة دولية: السودان وفلسطين تتصدران قائمة أكثر الأزمات الإنسانية حول العالم

منظمة دولية: السودان وفلسطين تتصدران قائمة أكثر الأزمات الإنسانية حول العالم

نشر في: 17 ديسمبر, 2025: 12:03 ص

 ترجمة المدى

وفقًا لقائمة الأزمات الإنسانية العالمية التي أصدرتها منظمة الإغاثة الدولية (IRC)، فقد تصدّر السودان، وللمرة الثالثة على التوالي، القائمة التي نشرت الثلاثاء، في وقت يواصل فيه طرفا النزاع المضي قدمًا في حرب أودت بحياة عشرات الآلاف من الأشخاص، تلتها الأراضي الفلسطينية كثاني أكثر دولة تعيش أزمة إنسانية، متبوعة بجنوب السودان، وإثيوبيا، وهايتي، ضمن قائمة شملت 20 دولة مصنفة حسب اللجنة الدولية للإنقاذ على أنها البلدان الأكثر عرضة لاندلاع أزمات إنسانية جديدة أو لتفاقم أزمات قائمة فيها.
وقال ديفيد ميليباند، الرئيس التنفيذي للجنة الإنقاذ الدولية، في بيان: "ما تراه لجنة الإنقاذ الدولية على الأرض ليس حادثًا مأساويًا عارضًا. فالعالم لا يفشل ببساطة في الاستجابة للأزمات؛ بل إن الأفعال والكلمات تسهم في إنتاجها وإطالة أمدها ومكافأتها".
وأضاف: "إن حجم الأزمة في السودان، الذي يحتل المرتبة الأولى على قائمة المراقبة هذا العام للعام الثالث على التوالي، والذي أصبح الآن أكبر أزمة إنسانية سجلت على الإطلاق، هو توقيع واضح على هذا الاختلال".
ويحذّر التقرير، الذي يرصد أخطر 20 أزمة في العالم، من أن تلاقي اتجاهين متناقضين — تصاعد الكوارث من جهة، وتقلّص التمويل من جهة أخرى — ينذر بظهور "نظام عالمي فوضوي جديد" يحل محل النظام الدولي القائم على القواعد الذي تشكّل بعد الحرب العالمية الثانية.
وقال ميليباند في بيانه: "الفوضى تولّد الفوضى. قائمة هذا العام شهادة على البؤس، لكنها أيضًا تحذير: من دون تحرك عاجل من أولئك الذين يملكون القدرة على إحداث فرق، فإن عام 2026 مهدد بأن يكون الأكثر خطورة حتى الآن".
وأشار التقرير إلى أن حالة الاضطراب العالمي الجديدة تتسم بـ "تصاعد التنافسات الجيوسياسية، وتبدل التحالفات، ومنطق الصفقات النفعية"، وهي عوامل تضافرت لتُحدث "سلسلة متتالية من الأزمات وتآكلاً في الدعم المقدم لأكثر فئات العالم ضعفًا".
كما لفت التقرير إلى أن "الارتفاع الحاد في استخدام حق النقض (الفيتو)" داخل مجلس الأمن الدولي عطّل الاستجابات للأزمات في السودان وفلسطين. وتضم قائمة الدول العشرين، التي تشمل أيضًا جنوب السودان، وإثيوبيا، وهايتي، وميانمار، وجمهورية الكونغو الديمقراطية، ما نسبته 12٪ فقط من سكان العالم، لكنها تضم 89٪ من نحو 300 مليون شخص حول العالم يحتاجون إلى مساعدات إنسانية، بحسب التقرير.
وفي إشارة إلى حجم الأزمة، يذكر التقرير أن 117 مليون شخص نزحوا قسريًا، وأن 40 مليونًا يواجهون مستويات مهددة للحياة من "الجوع الحاد"، في وقت تقلّص فيه التمويل بنسبة 50٪، ما أدى إلى فجوة تمويلية كبيرة جعلت الجهات الإنسانية عاجزة عن مواكبة حجم الاحتياجات.
واندلعت حرب السودان في أبريل/نيسان 2023 نتيجة صراع على السلطة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع شبه العسكرية، وذلك قبيل انتقال كان مخططًا له إلى الحكم المدني، ما أدى إلى أكبر أزمة نزوح في العالم.
وقد نزح أكثر من 12 مليون شخص بالفعل بسبب الحرب المستمرة في السودان، حيث يفتقر العاملون في المجال الإنساني إلى الموارد اللازمة لمساعدة الفارين من القتال، وكثير منهم تعرّضوا للاغتصاب أو السلب أو فقدوا ذويهم جراء العنف.
وقالت لجنة الإنقاذ الدولية إن الدول المشمولة بالقائمة، رغم أنها تضم 12٪ فقط من سكان العالم، فإنها تمثل 89٪ من المحتاجين إلى المساعدات الإنسانية، وأضافت أن من المتوقع أن تستضيف هذه البلدان أكثر من نصف فقراء العالم المدقعين بحلول عام 2029.
وتسلّط لجنة الإنقاذ الدولية الضوء على دور "الداعمين الإقليميين" المتورطين في الحرب السودانية، والتي تقول إنها أسفرت عن مقتل 150 ألف شخص وتشريد أكثر من 12 مليونًا. ويحتاج نحو 33 مليون شخص إلى مساعدات إنسانية، فيما يواجه 207 آلاف نقصًا "كارثيًا" في الغذاء.
وجاءت فلسطين في المرتبة الثانية للعام الثالث على التوالي، في ظل أزمتين متزامنتين: الهجوم الإسرائيلي على غزة، الذي أسفر عن مقتل أكثر من 70 ألف شخص وخلق كارثة إنسانية، وتصاعد عنف المستوطنين في الضفة الغربية المحتلة.
وقال تقرير لجنة الإنقاذ الدولية إن هناك "أملاً محدودًا" في أن تؤدي "الضغوط الخارجية" إلى "خفض حدة الصراع" في غزة، حيث تقول السلطات إن إسرائيل نفذت قرابة 800 هجوم أدى إلى مقتل نحو 400 شخص منذ التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار في أكتوبر/تشرين الأول بموجب خطة السلام التي تقودها الولايات المتحدة والمدعومة من مجلس الأمن. وحتى في حال بقاء القتال في غزة عند "مستويات أقل"، يقول التقرير إن "المدنيين سيواجهون معاناة شديدة وصراعًا من أجل البقاء وسط ما تبقى من غزة".
وفي أواخر عام 2025، أشار التقرير إلى أن 641 ألف شخص كانوا يعانون من "المجاعة أو انعدام الأمن الغذائي الكارثي" في القطاع، ومن المرجح أن يستمر الوضع على هذا النحو.
وأضاف: "القيود المشددة وعمليات إيصال المساعدات ذات الطابع العسكري ستبقي الوصول الإنساني محدودًا"، في إشارة إلى تشديد إسرائيل الخناق على دخول المساعدات إلى القطاع.
وخلص التقرير إلى أن الإفلات من العقاب أصبح "ممكّنًا على نطاق خطير"، كما وصف العام الماضي بأنه كان "الأكثر دموية" بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، في إشارة إلى الهجمات التي استهدفت المدارس والمستشفيات وغيرها من البنى التحتية الأساسية في غزة.
من جانب آخر، حذرت السلطات في غزة أمس من احتمال انهيار المباني المتضررة بفعل الحرب بسبب الأمطار الغزيرة في القطاع المدمر، مشيرة إلى أن ظروف الطقس تعقد عمليات انتشال الجثث تحت الأنقاض.
ودعا المتحدث باسم الدفاع المدني في غزة محمود باسل المجتمع الدولي إلى توفير منازل متنقلة وقوافل للفلسطينيين المشردين بدل الخيام، وقال: "إذا لم يُحمَّ الناس اليوم، سنشهد المزيد من الضحايا، ومقتل المزيد من الناس، الأطفال والنساء، وعائلات بأكملها داخل هذه المباني".
وفي وقت لاحق أمس، قال رئيس وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين إن المزيد من المساعدات يجب السماح بدخولها إلى غزة دون تأخير لمنع تعريض المزيد من العائلات المشردة لمخاطر جسيمة.
ونشر فيليب لازاريني، المفوض العام لوكالة الأونروا، على "إكس": "مع الأمطار الغزيرة والبرد الناتج عن العاصفة بيرون، الناس في قطاع غزة يموتون من البرد. الأنقاض المغمورة بالمياه التي يلتجئون إليها تنهار، مما يزيد تعرضهم للبرد."
وقالت الأمم المتحدة والمسؤولون الفلسطينيون إن حوالي 300 ألف خيمة جديدة مطلوبة بشكل عاجل لما يقرب من 1.5 مليون شخص لا يزالون مشردين، إذ معظم الملاجئ الحالية بالية أو مصنوعة من البلاستيك الرقيق والقماش.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

ملحق منارات

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

منظمة دولية: السودان وفلسطين تتصدران قائمة أكثر الأزمات الإنسانية حول العالم

منظمة دولية: السودان وفلسطين تتصدران قائمة أكثر الأزمات الإنسانية حول العالم

 ترجمة المدى وفقًا لقائمة الأزمات الإنسانية العالمية التي أصدرتها منظمة الإغاثة الدولية (IRC)، فقد تصدّر السودان، وللمرة الثالثة على التوالي، القائمة التي نشرت الثلاثاء، في وقت يواصل فيه طرفا النزاع المضي قدمًا في...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram