علي حسين
اخبرنا الشيخ همام حمودي" مشكورا " ان العراقي يعيش حاله من الرفاهيه يلبس أرقى الملابس وعنده نقال ايفون وراتبه جيد جدآ ، فماذا يحتاج بعد كل هذه الرفاهية.
وجميل أن تتزامن هذه الدعوة اللطيفة جدا لعدم التساهل مع العراقيين فى شكواهم من البطالة ونسبة الفقر وغياب الفرص، وسيطرة الحيتان على ثروات البلاد.
والأجمل من ذلك كله أنه دعوة الشيخ همام حمودي للعراقيين بشكر الحكومة والطبقة السياسية، تأتى في ظل معركة سياسية، هدفها ليس التنمية والبناء، وإنما توزيع الحصص، الغريب ان الشيخ حمودي لم يتطرق الى الازمة الاقتصادية التي يمر فيها العراق، وغياب الصناعة الحقيقة وحالة الجفاف التي يعاني منها العراق.
قد تبدو عبارة الشيخ حمودي واقعية في بلاد استبدلت التنمية بتكاثر الاحزاب، فنحن البلد الوحدي الذي تجاوز عدد الاحزاب فيه الـ " 300 " حزب وحزب.
سيقول البعض يارجل : اليست هذه علامة من علامات الديمقراطية حتى ان احد النواب المزمنين اخبرنا ذات يوم : "إن أهم ما تحقق في العراق الجديد هو الديمقراطية".
في خبر ديمقراطي مثير للضحك اخبرتنا مفوضية الانتخابات انها رفضت طلبات تسجيل عدد من الأحزاب السياسية لعدم استكمال متطلبات التأسيس القانونية. وعندما تتابع الخبر تجد اسماء الاحزاب كلها تتغنلى بالعراق " حزب حماة العراق، حزب المضحين للعراق، حزب اسود العراق، حزب نبراس العراق ".
للاسف ينسى البعض أن من العبث أن تبذل مجهودًا كي تحاول إقناع عاطل عن العمل، بأن البرلمانات السابقة ومعها احزابها غيرت مصائر الناس نحو الأحسن، ومن السذاجة أيضًا أن تحاول ذلك مع أرملة كانت تنتظر أن تلتفت إليها الحكومة .. إن تقييم البسطاء وإحساسهم الفطري يظل أحد المعايير المهمة في الحكم على التجربة السياسية، خصوصًا عندما نتكلم عن الحكومات التي تعاقبت بعد عام 2003.
حتى هذه اللحظة فإن كثيرًا من العراقيين لا يزالون يحتفظون بصورة للراحل عبد الكريم قاسم معلقة على جدران بيوتهم، وسألت البعض لماذا تفضلونه؟ فكان ردهم بجملة واحدة "إنه كان واحدًا من البسطاء"، سيقول البعض إن عبد الكريم قاسم أجهض الديمقراطية، وكانت ممارساته السياسية يشوبها الكثير من الارتجال، لكنه وبشهادة أعدائه وفّر للبسطاء من الناس الكثير من الأشياء المهمة، أبرزها سكن لائق، الحق في العلاج والتعليم، توزيع الأراضي على الفلاحين، الإصرار على دعم الصناعة الوطنية، إشاعة روح المواطنة.
بعد 22 عامًا على التغيير أعتقد أن العراقيين مستعدون أن يسامحوا الاحزاب جميعها على الكوارث التي مرت بهم خلال السنوات الماضية، إذا كانوا قد شعروا بأن هناك بصيصًا من الأمل يحمله اليهم البرلمان القادم ، وانة كلمة صنع في العراق ستقرأ على ما تنتجه المعامل لا على ما تنتجه الاحزاب.









