بغداد/المدى

كشف الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا»، عن الفائز بجائزة أفضل جماهير لعام 2025، في إعلان حمل أبعادًا إنسانية عميقة وسلّط الضوء على مبادرة مؤثرة انطلقت من مدرجات الملاعب العراقية، لتصل أصداؤها إلى مختلف أنحاء العالم.

وأكد فيفا، عبر حسابه الرسمي على منصة «إكس»، أن جماهير نادي زاخو العراقي تُوّجت بالجائزة عن جدارة واستحقاق، بعد أن تفوقت على مجموعة من المرشحين من قارات مختلفة، بفضل مبادرة إنسانية استثنائية تجاوز تأثيرها حدود الرياضة، وفرضت حضورها كقصة ملهمة في المشهد الكروي العالمي.

وجاء هذا الاختيار عقب المشهد اللافت الذي صنعته جماهير زاخو خلال مباراة فريقها أمام نادي الحدود ضمن منافسات دوري نجوم العراق، يوم 13 مايو الماضي، حين تحولت أرضية الملعب إلى لوحة إنسانية مميزة، بعدما ألقت الجماهير آلاف الدمى المحشوة قبل انطلاق المباراة. وقد جرى جمع هذه الألعاب لاحقًا والتبرع بها للأطفال المرضى، في مبادرة جسدت قيم الرحمة والتكافل الاجتماعي، وأعادت التأكيد على الدور الإنساني للرياضة.

وأشاد الموقع الرسمي للاتحاد الدولي لكرة القدم بهذه اللفتة، معتبرًا أنها تمثل جوهر كرة القدم كوسيلة للتضامن الإنساني، وليس مجرد لعبة تنافسية، مشيرًا إلى أن المشهد حظي بتفاعل واسع وإشادة كبيرة داخل العراق وخارجه، ووُصف بأنه من أكثر اللقطات تأثيرًا في مدرجات كرة القدم خلال العام.

من جهته، عبّر نادي زاخو عن اعتزازه وفخره الكبير بجماهيره، عبر بيان رسمي أكد فيه أن ما قامت به الجماهير يعكس قيمًا إنسانية راقية تتجاوز حدود المستطيل الأخضر، ويبرهن على أن مشجعي النادي يشكلون القلب النابض للفريق، ليس فقط من خلال الدعم الرياضي، بل عبر مبادرات مجتمعية تترك أثرًا حقيقيًا ومستدامًا.

وشهدت الجائزة منافسة قوية مع عدد من القصص الملهمة حول العالم، أبرزها قصة المشجع الإسباني الراحل مانويل كاسيريس، أحد أشهر أنصار منتخب إسبانيا، الذي أفنى أكثر من أربعة عقود من حياته في تشجيع منتخب «لا روخا» داخل بلاده وخارجها. واشتهر كاسيريس بمظهره التقليدي، وقبعته الباسكية، وقميصه الأحمر وطبلته التي رافقته في عشر نسخ من كأس العالم، من بينها نسخة 1982 التي استضافتها إسبانيا، إضافة إلى حضوره التتويج التاريخي بكأس العالم 2010 في جنوب إفريقيا، ومشاركته في ثماني بطولات أمم أوروبا.

كما نافست جماهير زاخو قصة المشجع الأرجنتيني أليخاندرو سيغانوتو، الذي عُرف بولائه الاستثنائي لنادي راسينغ كلوب دي أفيلانيدا، وحصل على لقب المشجع المثالي. ومنذ عام 2024، ذاع صيت سيغانوتو بعد أن قطع آلاف الكيلومترات برًا، مستخدمًا وسائل نقل متعددة وأحيانًا سيرًا على الأقدام، لمساندة فريقه في مختلف دول أمريكا الجنوبية، وصولًا إلى تتويج راسينغ بلقب كوبا سودأمريكانا، ثم مواصلة رحلته الشاقة التي تجاوزت 7 آلاف كيلومتر لمتابعة فريقه في منافسات كأس ليبرتادوريس.

ورغم قوة المنافسة وتعدد المبادرات المرشحة وتنوع القصص الإنسانية، نجحت جماهير نادي زاخو في حسم الجائزة لصالحها، مؤكدة أن كرة القدم ليست مجرد أهداف ونتائج، بل رسالة إنسانية سامية قادرة على توحيد الشعوب وتجاوز الحدود الجغرافية والثقافية.

وجاء الإعلان الرسمي عن التتويج خلال الحفل الذي أقيم في مدينة زيورخ السويسرية، حيث أعلن الاتحاد الدولي لكرة القدم فوز جماهير زاخو بالجائزة، تقديرًا لمبادرتهم المؤثرة التي سبقت مباراة فريقهم أمام نادي الحدود، والتي تركت أثرًا إنسانيًا عميقًا في الذاكرة الرياضية العالمية.

يُذكر أن جائزة فيفا للمشجعين أُطلقت عام 2016، وتهدف إلى تكريم التعبير الاستثنائي عن الشغف والالتزام والدعم من مشجع واحد أو مجموعة من المشجعين، بغض النظر عن الجنسية أو الدوري أو مستوى المنافسة، ويتم اختيار الفائز من خلال تصويت جماهيري عالمي، عقب ترشيحات لجنة مختصة تضم نخبة من أساطير وخبراء الاتحاد الدولي لكرة القدم.