ترجمة : عدوية الهلالي
قبل أسبوعين من عيد الميلاد، بدأ عرض فيلم «في مطاردة بابا نويل «، وهو فيلم كوميدي عائلي من بطولة باتريك تيمسيت في دور سانتا كلوز، وقد نال بالفعل إعجاب الكثيرين ، إذ يمكن قضاء عيد الميلاد بدون ثلج بالنسبة للأطفال وحتى الكبار ، ولكن ليس بدون سانتا كلوز. فلديهم دائمًا قائمة صغيرة من الهدايا ليقدموها له. أما الطفلة زوي، فليس في ذهنها سوى شيء واحد هذا العام: «بندقية نفخ مليئة بالعلكة»،وهي أداة انتقامها من عدوتها اللدودة في المدرسة، والتي لا تجرؤ على أن تطلبها حتى من والدتها لذا تطلبها من سانتا كلوز. وهذا أمرٌ محزنٌ حقًا بالنسبة للممثلة الصغيرة التي تؤدي دور زوي، ثيا دي بايك التي تقول: «لو قابلتُ بابا نويل غدًا، لطلبتُ من جميع الأطفال الذين يتعرضون للتنمر أن يخبروا آباءهم بذلك، وأنهم لن يواجهوا بذلك أي مشاكل بعد الآن».
في الفيلم، لا تتلقى زوي الهدية المتوقعة. فتنطلق في مطاردة باتريك تيمسيت، الذي يرتدي زي بابا نويل، حتى أنها تلجأ إلى العنف للحصول على ما تريد. انها طفلةٌ تُثير غضب الكبار. وهو نمطٌ كلاسيكي في أفلام الكوميديا الأنجلوسكسونية لعيد الميلاد، مثل فيلم "وحدي في المنزل". ويقول المخرج جيمس هوث عن فيلمه: "أردتُ حقًا أن أصنع فيلمًا لعيد الميلاد يُعبّر عنّا حقًا، فيلمًا فرنسيًا. مع كل تلك الإشارات السينمائية الأنجلوسكسونية، نعم، ولكن أيضًا بالاستناد إلى جذورنا وعالمنا الخاص من الحكايات الخرافية".
وتتوالى سلسلة من المغامرات بين زوي وسانتا كلوز وأشرار القصة التي تدور أحداثها في أجواء احتفالية ساحرة، ما يجعلها مناسبة لجميع الأعمار: "ساحرة ومضحكة، ورائعة حقًا!"، هكذا علّقت إحدى الأمهات وهي تغادر العرض. بينما قال طفل صغير: "كانت آسرة، وضحكنا كثيرًا!".
ومن الواضح ان فيلم ( في مطاردة بابا نويل ) هو فيلم كوميدي ممتع وغريب، يأخذنا في مطاردة سانتا كلوز برفقة فتاة صغيرة ذكية للغاية، مصممة على الانتقام من التنمر الذي تتعرض له. وقد أجرى باتريك تيمسيت، الذي يؤدي دور سانتا كلوز في هذه القصة، مقابلة مع موقع فرانس انفو تحدث فيه عن الفيلم وجاء فيه:
إنها كوميديا غريبة، أليس كذلك؟
-نعم، إنها كوميديا عيد ميلاد ذات إيقاع هادئ ظاهريًا، لكن هذه الروح نفسها موجودة بالفعل في فيلمي "وحدي في المنزل" و"تشارلي ومصنع الشوكولاتة".
انت تقدم شخصية بابا نويل مع أطفال رائعين وكبار ذوي شخصيات غريبة بعض الشيء؟
-الأشرار هم من يثيرون الاشمئزاز. أعني، إيزابيل بايلي، ملكة الأشرار الاستثنائيين، ذكية. وابنها، أنطوان جوين، يمثل الشرير. انا أحب هذا التشبيه، لكن سأترك لكم اكتشافه بأنفسكم. احببت تحديدًا هذه الروح،وهي ليست مختلة، بل روح نابضة بالحيوية ومفعمة بالحماس.
عندما نتذكر مسيرتك الفنية وأفلامك مثل "هندي في المدينة" و"الأزمة" وغيرها، نتخيل أن تجسيد شخصية سانتا كلوز أمر لا يُرفض؟
-إنها فرصة لا تُفوَّت أن اشارك في هذا السيناريو، وفي هذه المغامرة. ومع جيمس هوث، لقد شعرتُ أنه قدّمها على أكمل وجه. وهذا صحيح. فهناك إشارات من هذا القبيل يمكننا الحديث عنها، لكنه يبقى فيلمًا أصيلًا. فيلم فرنسي الجذور. أجل، لا يُمكن رفض ذلك. وكذلك فيلم "هندي في المدينة". أو فيلم "بولي"، حيث عملتُ مع تلك الطفلة الصغيرة بودي، والآن اشارك هذه الطفلة مجددًا. الأطفال لا يُخيفونني، وأنا أقبل الأدوار معهم .
سمعتُ أنك احتجتَ لأكثر من ثلاث ساعات من المكياج يوميًا أثناء التصوير لتُتقن ملامح وجه سانتا وتشبه بابا نويل ؟...
-الجزء الأصعب، والأكثر تعقيدًا حقًا، كان إيجاد المصداقية في شخصية بابا نويل اليومية. في مرحلة معينة، كيف تبدو حياته؟ أين يعيش؟ ماذا يرتدي؟ ثم هناك العلاقة مع هذه الطفلة الصغيرة؛ إنه لقاء حقيقي. ثيا دي بوك رائعة، إنها بطلة. ستمثل لجميع الأطفال ، وستخاطب الجمهورأطفالًا وحتى آباءً لتقول لهم ان الشجاعة في السعي وراء أحلامهم، وحتى الرغبة في الانتقام، ولكن بأسلحتهم الخاصة. هذا ما يعلمه لها لويجي، بابا نويل الخاص بها، عندما يقول لها: "لا تستخدمي بندقية نفخ، عليك أن تنتقمي بأسلحتك الخاصة"، أي دهاءك وذكائك وشغفك بالحياة.
عندما نشاهد الفيلم، يتضح شيء واحد عنك يا باتريك: يمكنك أن تجعلنا نضحك بنظرة واحدة. أسأل لأنك أضحكتنا لسنوات طويلة في عروضك الفردية، لكنك قررت التوقف. قبل عام ونصف. بعد 35 عامًا من الجولات، لماذا؟
-كان من الضروري التوقف. توقفت عندما سألني الناس عن السبب، لأنه بعد 35 عامًا كاملة، 35 عامًا من التواصل مع جمهور وفيّ للغاية، لم أسعَ أبدًا لتوسيع قاعدة جمهوري؛ بل سعيتُ لإسعادهم وكسب محبتهم من عرض لآخر
الممثل باتريك تيمسيت: "ليس من السهل رفض دور سانتا كلوز"
"في مطاردة بابا نويل ": رحلة بحثٍ ممتعة عن الهدايا، تُبهج الأطفال والكبار

نشر في: 18 ديسمبر, 2025: 12:16 ص








