TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الراحة النفسية

الراحة النفسية

نشر في: 29 مارس, 2011: 05:15 م

أ.د. حسين أمينليس هناك من يستطيع أن يفرض عليك الحزن ويدفع بك بعيدا عن شواطئ السعادة والهناء والاستمتاع بنعمة الرضا والقناعة وراحة البال سوى ما تسمح به أنت شخصياً!وإذا كانت دوافع الحزن والألم أكبر من طاقة الفرد خصوصا إذا واجهته عقبات كؤود تتمثل في مرض عضال أو عجز عن تلبية الحد الأدنى من متطلبات العيش الكريم له ولأسرته، فإن السبيل الوحيد
 للتغلب على المحن والأزمات لا يتحقق بإعلان رايات الاستسلام، وإنما بالسعي المستمر لفتح طاقات الأمل والتفاؤل بدلا من التمزق تحت آهات العذاب، ولعن سوء الحظ والنحس الذي لن يفارقك إلا عندما تسخر منه بوقف الدموع وتغطية الوجه بالابتسامة المشرقة كما فعل أجدادنا الأوائل وآمنوا بالحكمة القائلة (اضحك للدنيا تضحك لك)!وليس هناك ما يمكن أن يضع أقدامك على بداية الراحة النفسية سوى الإيمان بالله وأداء الفروض والواجبات الدينية التي تمنحك قدرا هائلا من القوة وتجدد ثقتك في أن معارك الإنسان مع الحياة هي في البداية والنهاية معارك ((إرادة)).. ومن يملك إرادته يكسب دائما كل معاركه!إن الإيمان بالله سوف يزيدك يقينا بأن الغنى والثروة والصحة والجاه ليست هي وحدها منبع السعادة، وإنما المنبع الحقيقي للسعادة هو حالة المرء النفسية والذهنية التي تجعله يتجنب النظر إلى النصف الفارغ من كوب الحياة.وفي رواية الأديب الروسي العالمي ((تولستوي)) ((أنا كارنينا)) يسير بطل الرواية ((ليفين)) في شوارع المدينة بعد أن أعلن خطوبته على الفتاة التي أحبها وهو يتغزل إعجاباً في كل شيء يصادفه.. فالسماء تبدو أشد زرقة والطيور تغرد بأصوات عذبة وألحان شجية، والناس جميعا من حوله ينظرون إليه نظرة ود  وتقدير... فهل كانت المدينة جميلة حقا في هذا اليوم لكي تبدو في عينيه بهذا القدر من الإبهار؟والجواب باختصار شديد هو أن ((ليفين)) تهيأ في يوم إعلان خطوبته – نفسياً وذهنياً – لكي يرى الدنيا في جمال خطيبته التي وقع اختياره عليها... وبالتالي فإنه كان يمكن أن يشعر بسعادة مماثلة في أي مدينة أخرى وأن يراها ويرى أهلها على هذه الدرجة من الروعة والجمال، لأن السعادة – في هذا اليوم تحديداً- كانت تنبع من داخله وتشع نوراً ينعكس على كل شيء في مرآة عينيه!اطرد الشك من داخلك وقاوم الإحساس بالظلم بإرادتك وافتح الأبواب والنوافذ على مصراعيها لرياح التفاؤل والأمل فهي لا تذهب إلا للوجوه التي ترسم عليها علامات الرضا بما تجيء الأقدار سلباً وإيجاباً.  

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram