أربيل/ المدى
رفض الحزب الديمقراطي الكردستاني، اليوم الخميس، خلط مسار تشكيل حكومة الإقليم بمسار الحكومة الاتحادية، داعيًا إلى حسم ملف الإقليم أولًا ثم الانتقال إلى خطوات مشتركة مع بغداد.
وذكر بيان للحزب تلقته (المدى) أن "اللجنة المركزية للحزب الديمقراطي الكردستاني، برعاية مسعود بارزاني عقدت اجتماعًا موسّعًا بحضور نائبي رئيس الحزب وأعضاء اللجنة المركزية ومسؤولي الفروع، خُصّص لمناقشة أبرز الملفات السياسية والتنظيمية على الساحتين المحلية والاتحادية، إلى جانب تطورات الأوضاع الإقليمية".
وفي ما يتعلق بتشكيل الكابينة العاشرة لحكومة إقليم كردستان، أعرب الحزب عن أسفه لاستمرار تعطّل برلمان كوردستان وعدم انتخاب رئيس الإقليم وتشكيل الحكومة حتى الآن، رغم مرور فترة على انتهاء الانتخابات.
وأكد أنّ الحزب فتح باب الحوار مع مختلف القوى السياسية عبر وفد خاص بهدف تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة، إلا أنّ بعض الأطراف فضّلت البقاء في صفوف المعارضة، وهو خيار تم احترامه.
وأشار الاجتماع، وفقا للبيان، إلى أنّ الحوار مع الاتحاد الوطني الكردستاني استمر لفترة طويلة، وبُذلت جهود كبيرة للتوصل إلى اتفاق قبل انتخابات مجلس النواب العراقي، إلا أنّ المفاوضات تأخرت بسبب تقديرات مسبقة غير دقيقة لنتائج الانتخابات، ما أدى إلى إطالة أمدها إلى ما بعد انتخابات 11 تشرين الثاني 2025.
وشدّد الحزب على أنّ باب الحوار لا يزال مفتوحًا وفق نتائج واستحقاقات انتخابات برلمان كردستان، مع التأكيد على احترام إرادة الناخبين، ورفض خلط مسار تشكيل حكومة الإقليم بمسار الحكومة الاتحادية، داعيًا إلى حسم ملف الإقليم أولًا ثم الانتقال إلى خطوات مشتركة مع بغداد.
وأكد الاجتماع ضرورة توحيد الموقف الكوردي في بغداد، والتفاوض بصوت واحد بوصف الكرد قومية شريكة في إدارة الدولة العراقية، وليس مجرد أطراف حزبية، مع التشديد على الشراكة الحقيقية مع المكونات العراقية الأخرى، وفق أسس التوازن والتوافق التي نصّ عليها الدستور العراقي.
كما دعا إلى الإسراع في تنفيذ الملفات الدستورية العالقة، وفي مقدمتها المادة 140، وتشكيل مجلس الاتحاد، وتنظيم المحكمة الاتحادية، وتشريع قوانين النفط والغاز، وتعديل قانون الانتخابات بما يحقق العدالة، إلى جانب إيجاد حل دائم لمشكلة الموازنة ورواتب إقليم كوردستان.
وتناول الاجتماع، وفقاً للبيان، الأوضاع السياسية في المنطقة، مشيرًا إلى أنّ التطورات المتعلقة بالقضية الكردية في تركيا ومسار السلام تشكّل عامل أمل وانعكاسًا إيجابيًا على استقرار المنطقة. كما ناقش التغيرات في سوريا، مؤكدًا أهمية احترام حقوق جميع مكوناتها، وفي مقدمتها الشعب الكردي، وترسيخ التعايش السلمي بينها.
وعلى الصعيد التنظيمي، استعرض مكتب تنظيم المحافظات نشاطاته والتحديات التي تواجهه، مع طرح مقترحات لتعزيز التواصل مع الجماهير في المدن والأرياف، وتسريع إيصال مطالبهم إلى القيادة، بما ينعكس على أداء ممثلي الحزب في حكومتي الإقليم والاتحاد.
وفي ختام الاجتماع، اتخذت اللجنة المركزية عددًا من القرارات المتعلقة بالملفات المطروحة، مؤكدة استمرارها في متابعة التطورات السياسية، والعمل على حماية مصالح شعب كردستان وتعزيز دوره كشريك أساسي في العملية السياسية العراقية.









