الوزارة المرجانية
في مثل هذا اليوم من عام 1957 تألفت وزارة عراقية جديدة برئاسة عبد الوهاب مرجان ( 1909ـ1964 ) الشخصية السياسية المعتدلة والنائب المعروف عن مدينة الحلة ، خلفا لوزارة علي جودة الأيوبي الذي قدم استقالته بعد إخفاقه بحل مجلس النواب .
وعلى الرغم من قصر مدة وزارة عبد الوهاب مرجان هذه ، إذ قدمت استقالتها في مطلع شهر آذار 1958 ، فقد شهدت أيامها العديد من الاحداث المثيرة ، فقد واجهت الوزارة قضية المنكوبين في السعدية من قصبات لواء ديالى ، بعد أن تعرضت المدينة لسيول جارفة بسبب الأمطار الغزيرة التي سقطت على التلال المحيطة بها في 4 كانون الثاني 1058 ، وجرفت معها مئات البيوت الآهلة، فقتل وجرح الكثيرون . وتمكنت من تعويض الأهالي بما أشعرهم بالارتياح . غير أن حادثا سياسيا جسيما كان له الأثر الكبير في حياة تلك الحكومة . ففي شباط 1958 أعلن عن وحدة مصر وسوريا،والأخيرة كانت محط أنظار عدد من السياسيين الموالين لولي العهد الأمير عبد الإله ، فقوبل إعلان الوحدة وجوم وخوف في العراق ، ولم يُعترف به على الرغم من الاعتراف العالمي بدولة الوحدة وبضمنه اعتراف بريطانيا العضو الرئيس في حلف بغداد ! . سارع العراق والأردن إلى مجابهة التحدي بإعلان وحدتهما ردا عليها ، وقوبل هذا الإجراء باستنكار عربي ووصف بالمشبوه .
لقد كان عبد الإله يمني النفس بانقلاب في سوريا مؤيد للعراق ، وكان يدفع السياسيين الحكوميين إلى ذلك ، وعندما فاتح عبد الوهاب مرجان بذلك ، أبدى هذا عدم الاستعداد لقبول الفكرة ، فطلب منه تقديم استقالته وهذا ماجرى .