بغداد/ عقيل محمدعمت الفوضى العديد من الجامعات الاهلية العراقية، حيث طفت شوائب ومخلفات وسلبيات جمّة على سطح الواقع السياسي والاقتصادي ، فضلا عن العلمي ، ادت بشكل او باخر الى هدم الاسس التربوية والعلمية وتسببت بحدوث كوارث من الظلم تسميتها بالطبيعية،
 تلك الظواهر التي دفعت بمن لا علم ولا شهادة وخبرة لديه بان يكون مسؤولا على شخص يفوقه في الخبرات العلمية والعملية .ومن الظواهر التي لا مجال لحصرها ، كثرة التزوير واسناد الامر الى غير اهله ،وفي هذا المقام كانت لـ "المدى" وقفة مع هذه الظاهرة التي طالت المؤسسة العلمية، وتحديدا في كلية التربية ابن رشد التي عانى خريجوها  تأخر إصدار الوثائق بسبب التزوير في الوثائق وشهادات التخرج .ولإلقاء الضوء عن كثب بشأن هذه المشكلة كان لنا لقاء مع احد الخريجين السابقين احمد عامر الذي سرد لنا مشكلة اغلب الطلبة بالقول :انا خريج عام 2003 ، قسم اللغة العربية ، واردت ان اكمل دراستي العليا ، فجئت الى الكلية في السنة الماضية وتحديدا في الشهر السابع لغرض اصدار وثيقة تخرج بالدرجات لانني حصلت على قبول من جامعة القاهرة في مصر لاكمل دراستي العليا الماجستير ، ولا بد من ان ارسل لهم الوثيقة بعد تصديقها من الجامعة ووزارة الخارجية لاتمام جميع الاجراءات اللازمة للقبول ، وتفاجأت بان الكلية اوقفت اصدار الوثائق بالنسبة للخريجين قبل عام 2010 فما كان مني الا ان اؤجل دراستي العليا الى الموسم المقبل أي في الشهر السابع من السنة الحالية ، وقالت لي موظفة التسجيل ان اقدم طلبي واراجع التسجيل كل شهر او شهرين لحين صدور الوثيقة ، وفعلا منذ الشهر السابع 2010 والى اليوم لم يتم اصدار وثيقتي.وقال آخر عن سبب التأخر في اصدار الوثائق :عند سؤالي لهم عن سبب التاخر في اصدار الوثائق اجابوني انه تم توقيف اصدار الوثائق بسبب التزوير الذي كشف في الكلية ، وان هيئة النزاهة تتحقق من جميع الوثائق والسجلات والارشيف .واضاف أن هذا الخطأ الذي حصل بسبب بعض الموظفين الفاسدين كان سلبا في تأخر معاملات كثيرة من الذين يرومون اكمال دراستهم او حتى ممن ارادوا التوظيف في الدوائر الحكومية  بسبب عدم اصدار الوثائق. وبعبارة اخرى استطيع ان اقول لك اننا دفعنا ثمن جشع وخطأ غيرنا ، ولا اخفيك سرا اني اتخوف من ان يستمر التسويف والمماطلة الى ان تمر السنين ، وقد ينقضي عمري قبل ان ارى وثيقة تخرجي في هذه الكلية .فيما قالت مروة سيف خريجة منذ عام 2006 قسم التاريخ : قدمت على وظائف كثيرة ولكن من دون جدوى ، فكما هو معروف لديكم ان الحصول على وظيفة من الامور الصعبة جدا ، وفي الفترة الاخيرة فتح باب التقديم للتعيين في وزارة التربية ونويت ان اقدم ملف تعييني ، وطبعا لا بد من وجود وثيقة تخرج من الكلية التي اخبرني  الموظف المختص فيها عندما راجعته بعدم  اصدار الوثيقة في الوقت الراهن بسبب ما في الكلية من اجراءات للتحقق من صحة الوثائق، وقالوا لي ان هذا التزوير حدث في قسم التاريخ بشكل كبير ويحتاج الطالب المتخرج منه الى تدقيق شديد لغرض الحصول على الوثيقة وهذا الامر بحد ذاته يحتاج الى وقت طويل ، كما قالوا ايضا انه اذا لم نجد الملفات والسجلات الخاصة بالدرجات  وكل المعلومات فسيتطلب هذا الامر وقتا اكبر الى درجة قد لا تسعفني الفترة التي حددت لتسلم ملفات التعيين .بعدها توجهنا الى عمادة كلية تربية ابن رشد وتحديدا الى معاون العميد للشؤون الادارية الدكتور عقيد خالد العزاوي الذي شرح لنا سبب تأخر اصدار الوثائق قائلا :إن سبب تأخر اصدار الوثائق يعود الى وجود خرق في شعبة التسجيل، حدث بعد عام 2003 اذ تعرضت الوثائق الى التلف والسرقة، وتم نقل ما تبقى منها مع جميع السجلات الى مدينة الصدر ووضعت في احدى الحسينيات وطرأ عليها الكثير من التزوير ، بعدها اطلقت الوثائق بكثرة ومن دون تدقيق ، وكان عدد من المسؤولين عن اصدار الوثائق من يتعامل مع الناس بحسن نية وطيبة قلب، فكانوا عرضة للاستغلال من قبل المزورين ، ومنهم من كان ضعيف نفس ومرتشيا .وفي عام 2009 شكلت لجنة بمساعدة هيئة النزاهة وقمنا بتدقيق الكثير من السجلات وتم ارسال المزور منها الى هيئة النزاهة والى التحقيقات الجنائية واغلبها يعود الى قسم التاريخ الذي تقدر نسبة التزوير لديهم 98% ، والمصيبة الاعظم ان اصحاب الوثائق المزورة منهم من حصل على شهادات عليا ومنهم من لديه وظيفة كبيرة في الدولة .واضاف الان نحن نقوم باصدار الوثائق بكل بساطة وسلاسة خلال يوم او يومين الا قسم التاريخ اذ لا نستطيع ان نبت فيها لان الجامعة ووزارة التعليم العالي ومكتب المفتش العام اصدروا لنا كتابا يقضي بايقاف اصدار الوثائق بالدرجات الخاصة بقسم التاريخ الى ان يتم التحقق والمراجعة لجميع الملفات الموجودة ومطابقتها مع الارشيف ، ولا ننكر ان هناك الكثير من الطلبة المظلومين الذين لا نشك في صحة صدور وثائقهم ، وهم من طلابنا الذين كانوا يدرسون في الكلية ، الا انهم اخذوا بجريرة المزورين ، وهذا بحد ذاته اجراء وقائي ، تأذى من جرائه الكثير نتيجة ايقاف اصدار الوثائق في المدة الماضية ، ولكنه ما جاء الا