TOP

جريدة المدى > سياسية > استثماراتٌ أجنبيةٌ تعزز مستقبل الطاقة الكهربائية في العراق

استثماراتٌ أجنبيةٌ تعزز مستقبل الطاقة الكهربائية في العراق

تشمل أربع محافظات تضاعف إنتاج المحطات فيها بنسبة 50%

نشر في: 21 ديسمبر, 2025: 12:08 ص

 ترجمة: حامد أحمد

في مسعى إلى زيادة ومضاعفة إنتاج محطات الطاقة في العراق والمحافظة على استمرارية عمليات التنمية وإمدادات الطاقة الكهربائية في البلد، بدأت شركة شنغهاي إلكتريك (Shanghai Electric) الصينية بتنفيذ مشروع توسعة وترقية محطات الطاقة في أربع محافظات في العراق: النجف، كربلاء، بابل، والقادسية، ستؤدي إلى زيادة إنتاج توليد الطاقة فيها بنسبة 50% وتخفيف النقص المزمن في إمدادات الكهرباء بإضافة قدرة إجمالية قدرها 625 ميغاواط، مما يولد 5 مليارات كيلوواط بالساعة إضافية سنويًّا.
وبالتعاقد مع الجانب العراقي، تقوم الشركة الصينية المقاول للمشروع بترقية محطات توليد الطاقة في أربع محافظات عراقية من خلال تحويل وحدات الدورة البسيطة في منطقة حوض نهر الفرات إلى أنظمة الدورة المركبة. حيث ستضيف التوسعة قدرة إجمالية قدرها 625 ميغاواط، وتهدف إلى زيادة كفاءة المحطات بشكل تقريبي بنسبة 50%، مما يولد 5 مليارات كيلوواط–ساعة إضافية سنويًّا دون زيادة استهلاك الوقود. ومن المتوقع أن تسهم هذه المبادرة بشكل كبير في التخفيف من نقص الكهرباء المستمر في البلاد.
وقال متحدث باسم شركة شنغهاي إلكتريك: "الحاجة الملحة لأمن الطاقة والتنمية في العراق واضحة. نحن فخورون بأن تقنيتنا الفعالة للدورة المركبة تُعتبر أداة أساسية لتحديث هذه البنية التحتية الحيوية. هذا المشروع يمثل التزامنا بدعم أمن الطاقة والتنمية الخضراء في دول مبادرة الحزام والطريق من خلال الابتكار التكنولوجي".
وأشار التقرير الذي نُشر على موقع شنغهاي إلكتريك إلى أن العراق، وبكونه منتجًا رئيسيًّا للنفط في الشرق الأوسط، فإنه يواجه نقصًا حادًّا في الطاقة منذ أكثر من ثلاثة عقود؛ حيث تعتمد معظم محطاته على الغاز الطبيعي، إلا أن تطوير الغاز المحلي متأخر وبطيء، مما يجعله يعتمد بشكل كبير على الواردات. وأصبح هذا العجز في الطاقة تحديًا دائمًا لمعيشة الناس وعقبة أمام إعادة الإعمار والنمو الاقتصادي الوطني.
بدأت أعمال مشروع التوسعة المتعاقد عليها مع Shanghai Electric على طول نهر الفرات في أوائل هذا العام، ويشمل محافظات النجف، كربلاء، بابل، والقادسية، مع تركيز جميع التحديثات على تكنولوجيا الدورة المركبة المتقدمة. وقد وصلت المعدات الأساسية الآن إلى الموقع، ويتقدم البناء من خلال التعاون بين الفرق الصينية والعراقية. ومنذ انطلاق المشروع، حظي باهتمام كبير من الحكومة والجمهور العراقي.
من جانبه، أكد وزير الكهرباء العراقي، زياد علي فاضل، على الأهمية الاستراتيجية للمشروع بقوله: "هذه المبادرة ذات أهمية كبيرة لتحسين إمدادات الكهرباء في العراق وتحسين البنية التحتية للطاقة الكهربائية. وعند التشغيل، ستقلل بفاعلية من اعتماد العراق على الغاز الطبيعي المستورد وتخفض تكاليف الوقود لتوليد الطاقة".
في محطة الطاقة بالنجف، تستفيد الترقية من الغازات العادمة عالية الحرارة من التوربينات الغازية الحالية كمصدر للحرارة. تُوجه الغازات عبر مولدات البخار لاسترجاع الحرارة لإنتاج بخار عالي الضغط، الذي يحرك بعد ذلك توربينًا بخاريًا جديدًا لتوليد كهرباء إضافية. تزيد هذه العملية بالدورة المركبة من الإنتاج والكفاءة دون استهلاك وقود إضافي، وتقلل من التلوث الحراري للوحدات الأصلية.
قال نسيم إياد، مدير المشروع العراقي في موقع النجف: "تساعدنا المعدات الصينية وتقنية الطاقة على إعادة استخدام الغازات العادمة عالية الحرارة، مما يزيد من قدرة التوليد ويقلل من التلوث الحراري. يضع هذا المشروع معيارًا لترقيات محطات الطاقة في العراق ويعكس تطلعات السكان للحصول على كهرباء أكثر موثوقية وظروف معيشية أفضل".
في موقع كربلاء، تم تسليم المعدات الأساسية مثل مولدات البخار لاسترجاع الحرارة والمكثفات المبردة بالهواء المباشر. وتمثل هذه المرحلة من المشروع واحدة من أولى توسعات الدورة المركبة في العراق التي تستخدم بشكل كامل المعدات والمعايير الصينية، حيث تم تصميم وتصنيع الأنظمة الأساسية في الصين. ومن المتوقع أن يدعم ذلك الانتشار الخارجي للمعدات الصينية ويعزز الاعتراف بالمعايير الصينية في العراق.
عند الانتهاء، من المتوقع أن يحسن المشروع مستويات المعيشة المحلية، ويدعم إعادة الإعمار بعد الحرب، ويؤسس أساسًا قويًا للطاقة لتعافي الصناعة والنمو الاقتصادي في العراق.
وضمن المشاريع الأخرى لتطوير قطاع الطاقة الكهربائية في العراق، يقترب مشروع الربط الكهربائي بين العراق ودول مجلس التعاون الخليجي من الدخول لحيز التشغيل، بوصفه أحد أبرز المشاريع الاستراتيجية التي تهدف إلى استقرار المنظومة الكهربائية الوطنية، وذلك وفق ما كشفه المتحدث باسم وزارة الكهرباء العراقية، أحمد موسى، لموقع "نيو آراب" الإخباري.
وقال موسى إن نسبة إنجاز مشروع الربط الكهربائي الخليجي مع العراق بلغت 95%، والعمل مستمر لإكمال ما تبقى من المشروع بهدف دخوله حيز التنفيذ في النصف الأول من عام 2026.
ووفق موسى فإن العراق على تواصل دائم مع دول الخليج من أجل الإسراع في إطلاق هذا المشروع الحيوي، مشيرًا إلى اجتماع عُقد مؤخرًا في البحرين بين وفد وزارة الكهرباء العراقية وممثلين عن دول الخليج، جرى خلاله بحث آليات تشغيل الربط، وسبل تصدير الطاقة الكهربائية إلى العراق، مع استعراض التحضيرات التشغيلية، ومراجعة عقود التشغيل المزمع توقيعها، إلى جانب تقديم عروض مرئية تناولت طبيعة الشبكات الكهربائية لدى الطرفين، والأطر الأولية لعقود شراء الطاقة.
ويواجه العراق أزمة طاقة مزمنة منذ ما يزيد على 20 عامًا، وتعمل وزارة الكهرباء على عدد من المشاريع لحل الأزمة، من بينها مشروعات الربط الكهربائي مع دول الجوار، وتقليل الاعتماد على الوقود الأحفوري، عبر التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة. وبلغ إنتاج العراق من الكهرباء العام الماضي 24 ألف ميغاواط، بينما يبلغ حاليًا 25 ألف ميغاواط، ويصل العجز إلى نحو 14 ألف ميغاواط تقريبًا، مما يضطر الحكومة العراقية إلى التقنين عبر قطع التيار الكهربائي لساعات معينة. ويستورد العراق حاليًا ما بين 33% إلى 40% من احتياجاته من الكهرباء والغاز من إيران، لكنه لا يزال يعاني من انقطاع التيار الكهربائي على نطاق واسع، خاصة في أشهر الصيف.
عن شنغهاي إلكتريك و نيو آراب

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق عراقيون

مقالات ذات صلة

بتدخل واشنطن: ثاني تراجع للفصائل بعد «قانون الحشد»
سياسية

بتدخل واشنطن: ثاني تراجع للفصائل بعد «قانون الحشد»

بغداد/ تميم الحسن في تحوّل لافت هو الثاني من نوعه خلال أشهر، أبدت فصائل مسلّحة مرونة إزاء مطالب أميركية، بعد أن تراجعت سابقاً عن تمرير قانون «الحشد الشعبي». وخلال الأيام الماضية، صدرت عن عدد...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram