TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > ذي قار.. انطلاق المرحلة الثانية من مشروع «حياة طفل» لإحصاء المتضررين من التغيرات المناخية

ذي قار.. انطلاق المرحلة الثانية من مشروع «حياة طفل» لإحصاء المتضررين من التغيرات المناخية

نشر في: 23 ديسمبر, 2025: 12:02 ص

 ذي قار / حسين العامل

شاركت جهات حكومية وأممية في فعاليات مشروع «حياة طفل»، الذي يهدف إلى إحصاء الأطفال والأسر المتضررة من المتغيرات المناخية في جميع المحافظات العراقية؛ وذلك لغرض رسم خطط وبرامج تمكّن الشرائح الهشة من مواجهة التحديات الناجمة عن الجفاف وأزمة المياه.
يأتي ذلك في وقت تواجه فيه محافظة ذي قار جملة من التحديات الناجمة عن التغيرات المناخية وأزمة المياه منذ عدة سنوات، إذ تعرضت مساحات شاسعة من مناطق الأهوار في المحافظة إلى الجفاف، وتضررت مئات القرى في الأرياف من شح وندرة المياه، ناهيك عن نزوح وهجرة آلاف الأسر من مناطق سكناها، إذ فقد معظم سكان الأهوار والقرى التي تعرضت للجفاف خلال الأعوام المذكورة مصادر دخلهم المتمثلة بالزراعة والأعمال الحرفية وصيد الأسماك وتربية المواشي، فيما تسببت العواصف الغبارية وارتفاع درجات الحرارة بخسائر اقتصادية جسيمة ومشاكل صحية أخذت تتفاقم مع وصول درجات الحرارة إلى مستويات تتجاوز نصف درجة الغليان خلال موسم الصيف.
وقال مدير قسم الإعلام والاتصال الحكومي في جامعة ذي قار، الدكتور أحمد الركابي لـ «المدى»، إن «جامعة ذي قار تستضيف ورشة تدريبية حول المرحلة الثانية من مشروع «حياة طفل» الذي يهدف إلى إحصاء الأطفال والأسر المتضررة من المتغيرات المناخية وآثارها على النازحين من المناطق التي تعرضت لعوامل الجفاف والتصحر»، مبيناً أن «المشروع تتبناه الأمانة العامة لمجلس الوزراء بالتعاون مع الحكومة المحلية في محافظة ذي قار وجامعة ذي قار، وبالشراكة مع منظمة رعاية الطفولة «اليونيسف»، وبمشاركة عدد من المسؤولين والمختصين من الجهات ذات العلاقة».
وأشار الركابي إلى أن «الورشة التدريبية لمشروع «حياة طفل» تتواصل على مدى يومين بمشاركة مدربين وباحثين وممثلين من عدد من المحافظات العراقية»، منوهاً إلى «اعتماد استمارة لجمع البيانات عن الشريحة المذكورة وإحصاء أعدادها في جميع المحافظات، وذلك لغرض رسم خطط وبرامج مستقبلية لدعمهم وتمكينهم من مواجهة التحديات». ويرى الركابي أن «تداعيات المتغيرات المناخية تشكل تحديات للفئات الاجتماعية الهشة، ولاسيما الأطفال الذين يواجهون حياة وبيئة مغايرة عند النزوح من مناطقهم قد تحرمهم حتى من الانتظام في المدارس».
وبدوره، قال مساعد رئيس الجامعة للشؤون الإدارية الأستاذ الدكتور علي حسين الزيدي، إن «مشروع «حياة طفل» يُعد من المشاريع المحورية التي تمسّ الأسر الريفية وسكان الأهوار، ولا سيما الأطفال المتضررين»، متحدثاً في بيان صحفي تابعته «المدى» عن «التحديات الاستثنائية الناجمة عن التغيرات المناخية والهجرة القسرية وما رافقها من آثار اجتماعية وإنسانية». وأعرب الزيدي عن شكره إلى الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والحكومة المحلية في محافظة ذي قار، ومنظمة «اليونيسف»، وجميع الجهات المشاركة، لجهودهم المتواصلة في دعم الفئات الأكثر تضرراً على حد قوله.
وفي السياق ذاته، أفاد البيان الصحفي بأن «الورشة التدريبية تأتي ضمن إطار تعزيز التعاون المشترك بين المؤسسات الحكومية والمنظمات الدولية، لدعم الفئات الهشة والمتضررة من التغيرات المناخية، ووضع رؤى عملية لمعالجة آثارها على المجتمعات المحلية في محافظة ذي قار»، مشيراً إلى أن «أعمال الورشة، التي تتواصل على مدى يومين، تناقش آليات ملء استبانة المرحلة الثانية من مشروع «حياة طفل»، وسبل جمع البيانات الدقيقة الخاصة بأوضاع الأسر المتضررة، ولا سيما الأطفال، بما يسهم في إعداد توصيات واقعية تساعد على وضع المعالجات المناسبة».
وجرت أعمال الورشة التدريبية بحضور مساعد رئيس جامعة ذي قار للشؤون الإدارية الدكتور علي حسين الزيدي، ونائب محافظ ذي قار ماجد العتابي، إلى جانب فريق إدارة المشروع في الأمانة العامة لمجلس الوزراء، والفريق الوزاري المعني، ومدير قسم الشؤون الإنسانية في منظمة «اليونيسف»، فضلاً عن ممثلي وزارة التخطيط، ومديري دوائر الهجرة والمهجرين في عدد من المحافظات.
وكانت إدارة محافظة ذي قار قد كشفت يوم الأحد (21 كانون الأول 2025) عن ارتفاع معدلات النزوح الناجم عن أزمة المياه والمتغيرات المناخية، مؤكدة تسجيل أكثر من 50 ألف نازح من مناطق الأهوار والريف المتأثرة بالجفاف وتوجههم صوب مراكز المدن والمحافظات الأخرى، معربة عن قلقها من تداعيات وآثار النزوح على حياة السكان المحليين.
وسبق لإدارة محافظة ذي قار أن حذّرت، يوم (22 تشرين الأول 2024)، من كارثة بيئية واقتصادية ناجمة عن شح المياه في المناطق الزراعية، وفيما توقعت تعرض خمس وحدات إدارية إلى كوارث ونزوح سكاني في حال لم تجرِ المعالجة الفورية لأزمة المياه، طالبت وزارة الموارد المائية بتشكيل غرفة عمليات مشتركة مع المحافظة.
وبالتزامن مع يوم الطفل العالمي، كشفت منظمات مجتمعية في ذي قار يوم (20 تشرين الثاني 2025) عن جملة من التحديات التي تهدد مستقبل الطفولة في العراق، محذرة من مخاطر النزوح الناجم عن المتغيرات المناخية والنزاعات العشائرية ومظاهر العنف الأسري واستغلال الأطفال والتسرب من مقاعد الدراسة.
وفي يوم السبت (23 شباط 2019)، حذر مكتب مفوضية حقوق الإنسان في ذي قار من مخاطر تعرض الأطفال إلى التشرد والتسول وعمالة الأطفال والاستغلال الجنسي، وفيما عزا أسباب انتهاك حقوق الطفل إلى تردي الأوضاع الاقتصادية وتدهور واقع التعليم وعدم توفير بيئة مناسبة لتعليم الأطفال وارتفاع معدلات التسرب بين الطلبة، دعا إلى التعجيل بتشريع قوانين لحماية الطفولة والشرائح الهشة.
وبدورها، أبدت جهات حكومية ومنظمات مجتمعية، يوم (4 حزيران 2024)، قلقها من مخاطر تراجع مناسيب المياه في مناطق الأهوار، محذّرة من موجة جفاف ونزوح سكاني وتدهور بيئي قادم يهدد الثروتين السمكية والحيوانية خلال موسم الصيف. فيما أعلنت دائرة الهجرة والمهجرين في ذي قار، يوم (28 تشرين الأول 2024)، عن تسجيل نحو 10 آلاف عائلة نازحة من مناطق الأهوار ومناطق أخرى تعرضت للجفاف والتصحر والتغيرات المناخية.
وكانت إدارة محافظة ذي قار قد كشفت في (مطلع آب 2025) عن تنسيق مع وزارة الموارد المائية لحفر المزيد من الآبار في المناطق النائية، وذلك لتدارك أزمة المياه وآثار الجفاف في المناطق المذكورة، وفيما أكدت مديرية الماء الحاجة إلى أعداد كبيرة من الآبار.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

مقالات ذات صلة

دعوات نزع السلاح تحت الاختبار: الفصائل «تسلّم السلاح إلى نفسها»!

دعوات نزع السلاح تحت الاختبار: الفصائل «تسلّم السلاح إلى نفسها»!

تحذيرات من الاكتفاء بتفكيك السلاح الثقيل والإبقاء على الخفيف لتخويف الداخل بغداد/ تميم الحسن تداخل ملف تسمية رئيس الوزراء المقبل، على نحو متسارع، مع قضية «نزع سلاح الفصائل»، وهي مسألة يراها سياسيون محفوفة بالشكوك،...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram