علي أحمد / الأنبار
في إطار الجهود الحثيثة لإعادة إحياء المواقع التاريخية وتأمين الإرث الحضاري لمحافظة الأنبار، تستمر مفتشية آثار الأنبار عن سلسلة الإنجازات والمبادرات التي حققتها منذ تحرير المحافظة من قبضه عصابات داعش الإرهابية وحتى اليوم.
ويؤكد مدير آثار الأنبار، عمار علي حمدي لـ"المدى" أن "الإنجازات الملموسة لمفتشية آثار الأنبار بدأت تظهر للعيان فور تحرير المناطق التي كانت خاضعة لسيطرة الإرهاب، حيث تعرضت المديرية كغيرها من المؤسسات الخدمية لأعمال تدمير وتخريب وحرق، مما تسبب في فقدان الكثير من الأوليات والخرائط والأرشيف الخاص بالمفتشية".
ويكمل حمدي أنه "منذ عام 2017، عملت المفتشية على إعادة ترميم وصيانة ما دمرته العمليات العسكرية والإرهابية، وكانت البداية باستعادة قواعد البيانات والأرشيف ومعلومات المواقع الأثرية، بالإضافة إلى ترميم وصيانة "متحف الأنبار الحضاري" الذي كان مدمراً بشكل كبير، وذلك بدعم من الحكومة المحلية. كما أنجزت المفتشية جرد وتوثيق كافة الأعمال الإجرامية التي طالت المواقع الأثرية ورفعتها إلى الهيئة العامة للآثار لتكون شاهداً تاريخياً على تلك الحقبة".
وفي سعيها للحفاظ على الهوية التاريخية للمحافظة، أوضح حمدي أن "المفتشية تتبنى نشاطات واسعة تشمل توعية المجتمع بأهمية التراث. ويتم ذلك عبر التنسيق مع مديرية التربية وجامعة الأنبار لإقامة ندوات ومحاضرات تعليمية، فضلاً عن التعاون مع النشطاء المدنيين على منصات التواصل الاجتماعي وطباعة مطويات توضح خطورة التجاوز على الآثار أو الإتجار بها". كما دعا مدير الآثار المواطنين إلى "ضرورة التبليغ عن أي حالات مشبوهة تتعلق بنبش أو سرقة الآثار، خاصة في المناطق الحدودية، مؤكداً وجود تعاون وثيق مع السلطات المحلية والشرطة المجتمعية للحد من هذه الظواهر".
وأشار حمدي إلى أن "المفتشية تستثمر هذه المحافل الثقافية لإلقاء محاضرات توعوية ترفع من منسوب الوعي المجتمعي تجاه الآثار"، مشيداً "بالدور المحوري الذي يلعبه قسم "شرطة الآثار" في حماية المواقع وتأمينها، بالتعاون مع أقسام شؤون المرأة والشرطة المجتمعية، لضمان استدامة وحماية هذا الإرث الوطني للأجيال القادمة".









