البصرة / عمار عبد الخالق
شهد قضاء الزبير، خلال الأسبوع الممتد من 14 ولغاية 21 كانون الأول 2025، ارتفاعاً غير مسبوق في حجم تسويق محصول الطماطة؛ إذ كشف مدير زراعة الزبير، صالح حسن، عن تسويق أكثر من 10 آلاف طن خلال الأيام الثمانية، وهو رقم وصفه بالقياسي مقارنة بالسنوات السابقة.
وأكد حسن في حديث لـ«المدى»، أن هذا الأداء يعكس قدرة القطاع الزراعي على الصمود أمام التحديات المناخية والاقتصادية، مع إبراز دور تحسين وصول المياه إلى الأراضي الزراعية بعد أزمة الجفاف التي شهدتها المحافظة خلال الأشهر الماضية. وأوضح حسن أن التسويق اليومي لمحصول الطماطة عكس وفرة واضحة في المعروض المحلي، ومرونة كبيرة لدى الفلاحين لتلبية احتياجات الأسواق المركزية.
وأضاف أن السوق شهد تدفقاً تصاعدياً للمنتج مع تفاوت الأسعار بين 4000 و8000 دينار للصندوق الواحد، ما يعكس ديناميكية السوق وتأثره بعوامل العرض والطلب والكلفة التشغيلية. وجاءت البداية يوم 14 كانون الأول مع تسويق 750 طناً بأسعار تراوحت بين 4000 و6000 دينار، في حين شهد اليوم التالي قفزة كبيرة لتصل الكميات إلى 1100 طن مع دخول مساحات جديدة من الأراضي الزراعية مرحلة الحصاد. واستمرت وتيرة التسويق بالارتفاع، حيث تم تسويق 1200 طن في 16 كانون الأول، و1400 طن في 17 كانون الأول، مع تسجيل أسعار الصناديق أعلى مستوياتها خلال الأسبوع عند 8000 دينار، وهو ما اعتبره مدير الزراعة ذروة النشاط التسويقي. وبيّن حسن أن الأيام التالية لم تشهد تراجعاً بل استمرت الكميات المرتفعة؛ إذ تم تسويق 1450 طناً في 18 كانون الأول، و1550 طناً في 19 كانون الأول، قبل أن تصل الكميات في 20 كانون الأول إلى 1600 طن، فيما شهد يوم 21 كانون الأول تسويق 1650 طناً بأسعار تراوحت بين 4000 و7000 دينار، ليشكل هذا اليوم ذروة الكميات المسوقة خلال الفترة بأكملها.
وبحسب تصريح حسن، فإن تحسن وصول المياه إلى الأراضي بعد أشهر من شحها كان العامل الأبرز في ارتفاع الإنتاجية، وقال: «عودة المياه سمحت للفلاحين بتحضير الأراضي وحصاد المحصول بوتيرة أسرع، وقد انعكس ذلك بشكل مباشر على حجم التسويق والأسعار، خاصة في الأيام التي شهدت ذروة الإنتاج».
وأشار إلى أن الري المنتظم ساهم في تعزيز جودة الطماطة وجعلها أكثر جاذبية للأسواق المحلية. وقال أحد المزارعين، علي عبد الله، في حديثه لـ«المدى»: «الطماطة هذا الموسم متوفرة وبكميات كبيرة، لم نشهد مثل هذا الإنتاج منذ سنوات، والحقول مليئة بالثمار، وهذا يعكس تحسن المياه وتنظيم الري بشكل جيد»، مضيفاً: «الأسواق المحلية تستفيد من وفرة المنتج، والأسعار أصبحت أكثر استقراراً، ما يساعد المستهلكين والفلاحين على حد سواء».
ويشير الخبير الاقتصادي، حمود علي، في حديثه لـ«المدى»، إلى أن التسويق الكبير لمحصول الطماطة خلال أسبوع واحد يعكس قدرة الزبير على مواجهة أزمات الغذاء الجزئية، ويؤكد أن استدامة الإنتاج تتطلب استمرار دعم الري والبنية التحتية الزراعية. وقال الخبير الزراعي، علي الحسن، في حديثه لـ«المدى»: «هذه النتائج تؤكد أن القطاع الزراعي يمكن أن يكون ركناً مهماً في استقرار الأسعار وتوفير المواد الأساسية، شرط أن تستمر الموارد المائية بشكل منتظم، وأن يتم دعم الفلاحين لتوسيع مساحات الزراعة».
من جانب آخر، أشارت بعض الأسر المحلية إلى أن وفرة الطماطة أثرت إيجابياً على الأسواق، إذ أصبح بالإمكان الحصول على صناديق بأسعار معتدلة، ما ساعد في تخفيف العبء المعيشي خلال فترة ما قبل الأعياد، وهو ما يعكس الدور الحيوي للقطاع الزراعي في استقرار الأسعار وتلبية احتياجات المجتمع المحلي.
ويؤكد هذا الأداء تصاعداً ملموساً في القطاع الزراعي بالزبير، ويبرز أهمية استمرار دعم المزارعين وضمان استقرار شبكة الري لضمان استدامة الإنتاج الزراعي المحلي وتلبية احتياجات السوق بأسعار مناسبة للأهالي، كما يشير إلى قدرة الفلاحين على تعويض الفترات الصعبة إذا ما توفرت الموارد والدعم اللازم، ما يجعل موسم الزبير للطماطة مؤشراً إيجابياً على مرونة القطاع الزراعي في المحافظة.










