 واسط / جبار بچاي

أعلن عدد من شيوخ العشائر في محافظة واسط رفضهم لخصخصة قطاع الكهرباء في المحافظة، ودعوا الجميع إلى التظاهر ضد الشركة التي أُحيل بعهدتها مشروع التحول الذكي ونصب العدادات الذكية في قسم من أحياء مدينة الكوت، فيما أكدوا ضرورة غلق مقرها في مدينة الكوت وطردها من المحافظة.
ويأتي هذا الموقف بالتزامن مع قرار الحكومة المحلية بعدم التعامل مع هذه الشركة التي تشوب عملها الكثير من الشبهات، مع وجود نقاط سلبية عديدة في العقد المبرم بينها وبين وزارة الكهرباء، عُدَّت ظلماً للمواطن وإثقالاً لكاهله بالمبالغ التي تُجبى عن طريق الشركة.
وقال شيخ عشيرة العابد، وهي كبرى عشائر واسط، الشيخ عباس جاسم الداشور: «إن عشائر المحافظة ترفض رفضاً قاطعاً خصخصة الكهرباء في مدينة الكوت، والتي تقوم بها شركة محلية غير معروفة وتشوب عقدها الكثير من الشبهات».
وأضاف الداشور: «ندعو جميع عشائر المحافظة وكل النخب المثقفة والواعية فيها إلى المشاركة في التظاهرة التي تقام الأسبوع الحالي لرفض عمل الشركة، والمطالبة بغلق مكتبها في مدينة الكوت وفروعها في المناطق المشمولة بمشروع التحول الذكي». كما دعا إلى «طرد الشركة من المحافظة وعدم السماح لها بالعمل في مدينة الكوت، باعتبار أن مشروع التحول الذكي فيه ظلم كبير للمواطن وإثقال كاهله بمبالغ الجباية التي ستكون مرتفعة جداً، في وقت جرى تنفيذ المشروع في محافظة واسط ولم يشمل باقي المحافظات». ووجه الدعوة لجميع المتظاهرين بالتواجد في مضيف عشيرة العابد لإعلان رفضهم للخصخصة، ومن ثم التوجه إلى مجلس المحافظة وإلى مقر الشركة الخميس القادم لغلق المقر وطردها.
وشهدت مدينة الكوت تظاهرة شارك فيها المئات من أبناء المدينة الرافضين لعمل شركة الخصخصة في المحافظة؛ حيث تجمع المتظاهرون أمام مبنى مجلس المحافظة، ثم توجهوا إلى تقاطع ساحة 14 تموز وقطعوا الشوارع الرئيسة في المدينة، مما أدى إلى تعطيل حركة السير كلياً، وذلك بهدف الضغط على الحكومة المحلية لإعلان موقفها الصريح من وجود الشركة في المحافظة بعد أن رفضها مجلس واسط الأسبوع الماضي لكنها استمرت في عملها.
ويقول الشيخ مهدي عادل العبودي، أحد منسقي التظاهرة: «إن تظاهرتنا سلمية وستبقى سلمية، ونريد موقفاً واضحاً وثابتاً من مجلس واسط تجاه هذه الشركة التي سبق وأن وصفها رئيس المجلس بأنها شركة وهمية لا تمتلك الكوادر والمؤهلات الإدارية والفنية ولا الآليات التخصصية للعمل، علاوة على أن عملها يشوبه الكثير من الفساد وظلم كبير للمواطن الذي سيكون مثقلاً بمبالغ الجباية».
وأضاف العبودي: «سبق وأن أغلقنا مقر الشركة الرئيس في الكوت، إضافة إلى مقراتها الفرعية في الأحياء السكنية، بعد أن لمسنا موقفاً إيجابياً من لجنة الطاقة في المجلس واللجنة الأمنية، إضافة إلى رئاسة المجلس، لكنها تمادت وعادت من جديد للعمل متحدية الجميع». وأكد أن «أغلب شيوخ عشائر واسط رفضوا عملها جملة وتفصيلاً، وطالبوا بغلق مقرها وطردها من المحافظة، وسيكون هناك مؤتمر يوم الخميس الماضي سيتم خلاله اتخاذ الخطوات اللاحقة والمهمة، وهي غلق مقر الشركة نهائياً وطرد كوادرها من المحافظة».
من جانبه، يرى السيد عباس العيد أن «مشروع العدادات الذكية في مدينة الكوت هو مشروع لخصخصة قطاع الكهرباء في المدينة وإعطائها إلى مستثمر وشركة أهلية، مع إعارة كوادر توزيع كهرباء واسط إلى تلك الشركة في سابقة خطيرة تدل على أن المشروع لا يخلو من الفساد وعلى أعلى المستويات». وقال العيد: «إن عشائر واسط، وعلى رأسها عشيرتا العابد والزركان وعشائر أخرى كبيرة، سجلت موقفاً إيجابياً برفض الخصخصة، لكننا نريد من الجميع النزول إلى الشارع والتظاهر معنا لإيقاف عمل الشركة وطردها من المحافظة».
ونتيجة لقطع الشوارع الرئيسة بمدينة الكوت وتوقف حركة السير والمرور، ازداد الغضب الشعبي والجماهيري ضد الشركة، وانضم إلى التظاهرات عدد من الطلبة وأصحاب المركبات منددين بخصخصة الكهرباء، واعتبار المشروع نقطة تشرعن الفساد.
وذكر الإعلامي سعد الموسوي أن «الشركة أهلية وعنوانها التجارة والمقاولات العامة، ولا نعلم ما علاقة ذلك بنصب العدادات الذكية وجباية الكهرباء مقابل الحصول على نسبة عالية من واردات الجباية». وأضاف الموسوي أن «اللافت في الموضوع هو أن الشبكات والمحولات والقواطع كلها منفذة من قبل وزارة الكهرباء، مما يدل على أن مشروع الخصخصة، والذي يُطلق عليه العدادات الذكية، هو لنهب المواطن وإشباع الفاسدين، لذلك نرفض وجودها وعملها في محافظة واسط».
وكان مجلس محافظة واسط قد أعلن يوم الثلاثاء الماضي، خلال جلسته الأسبوعية الرسمية، رفضه لشركة الخصخصة وعدم التعامل معها. يذكر أن مشروع التحول الذكي للشبكة الكهربائية يشمل الأحياء السكنية التي تقع في الجانب الأيسر لنهر دجلة، ومركز المدينة والأحياء المحاذية، فيما لم ينفذ في المناطق الشعبية وذات الكثافة السكانية، كما لم ينفذ في أقضية المحافظة باستثناء مركزها مدينة الكوت.