علي حسين
نحن بلاد نُحكم بالخطابات والشعارات، وبيانات الانسداد، يصدح المسؤول بصوته ليخفي فشله وعجزه عن إدارة شؤون الناس.. كل مسؤول يختار طبقة صوتية خاصة به، ليخفي معها سنوات من العجز عن مواجهة واقع يسير بنا إلى الخلف، مسؤولون يعتقدون أن المايكروفون يعطيهم فرصة ليخدعوا الناس، وليخفوا، وسط ضجيج الخطابات، ملامح العجز الممتدة في مدن وقرى العراق.
كلما أنظر إلى وجوه ساستنا أتذكر التجارب التي خاضتها الشعوب للتخلص من ثقافة الشعارات، وأتساءل، كيف استطاعت بلدان مثل فلندا سنغافورة والإمارات والصين وكوريا الجنوبية واليابان أن تحقق كل هذا التطور في سنوات معدودات؟ في كل عام ينشر تقرير عن الشعوب الاكثر سعادة والدول الاكثر رفاهية، فنجد الامارات في الموقع الاول عربيا، فيما لا تزال فنلندا تحتل الموقع الاول عالميا منذ سنوات.
منذ ان أصدرت الجمعية العامة للأمم المتحدة قراراها عام 2012، يدعوة الدول الأعضاء إلى قياس مقدار السعادة في شعوبها، والامارات تحتل المرتبة الاولى عربيا، لكنها في عام 2025 تفوقت على المانيا والولايات المتحدة وبريطانيا مرة واحدة وتقدمت لتدخل نادي السعادة العالمي بجدارة.
يأتي جلوس الامارات في المقاعد الاولى في قائمة "أسعد دولة في العالم"، كونها استطاعت ان توفر عيشاً كريما لكل مواطنيها، وتعليماً متقدماً، واعلاء مبدأ تكافؤ الفرص. وتطبيق الثلاثية الذهبية في ادارة البلاد : ( أمن الاجتماعي وتعليم جيد ورعاية الصحية )، يضاف لها التصرف بعقلانية وسط عالم صاخب، فالسياسة التي تسير عليها ادارة الامارات ومعها بالتاكيد البلدان الاكثر سعادة تتلخص في المضي قدما نجو المستقبل مهما كانت الصعوبات.
كما ان فلسفة الحكم تتلخص في هذه الكلمات التي كتبها رئيس وزراء دولة الامارات الشيخ محمد بن راشد : ( الحكومة البسيطة حكومة أقرب إلى للناس وجوهر الحياة.. الحكومة البسيطة أقرب حتى للشرعية السياسية لأن رضا الناس هو الأساس في شرعية الحكومات.. الحكومة البسيطة أقرب للعدالة الاجتماعية، لأنه لا يوجد تمييز خفي بين الذين يعرفون النظام بتعقيداته والذين لا يعرفون.. تبسيط الحكومة هو تبسيط للحياة).
نقرأ تجارب الشعوب ونتحسر لأننا نعيش في ظل ساسة لا يريدون لنا أن نخرج إلى المجتمع المعافى، حيث يمكن للإنسان أن ينام على أصوات المصانع، لا أصوات الخطابات، العالم من حولنا يمشي ونحن أسرى شعارات سياسية عفا عليها الزمن، أُعطينا الثروة والأرض فقررنا أن نطلق النار على التنمية والتطور والمستقبل، لنعيش في ظل مسؤولين يعشقون ضياع الأمل ويكرهون السعادة والفرح.، يريدون منا أن نعيش في الزمن الميت. بلدان مثل الامارات والصين وسنغافورة أصبحت في المقدمة، ونحن نتمنى ان يكون السلاح بيد الدولة.









