متابعة/ المدىيصطاد سكان القرى في شبه جيرة الفاو الأسماك في المنطقة التي يلتقي عندها نهرا دجلة والفرات بمياه الخليج. لكن اليوم تضطرهم الخلافات العنيفة بخصوص الحدود إلى الابتعاد عن البحر.ويقول المسؤولون في البلدة إن مئات الأسر تركت الصيد وراحت تبحث عن عمل آخر. فيما يشكو الصيادون من ارتفاع كلفة الوقود ونقصه. لكن جل ما يقلقهم هو احتمال المواجهة مع خفر السواحل الإيراني أو الكويتي.
وقال صياد يدعى عيسى عبد الواحد واصفا واقعة مع دورية كويتية "عندنا واحد من الناس لزموه (امسكوا به) وشدوه بالحبال وصاروا ينزلوه بالماء. ضربوه بالسكاكين وقاموا ينزلوه بالماء ويطلعونه"، وأضاف "اتهمته انه صياد. ما عنده أي تهمة".قال عبد الواحد الذي كان يملك قاربا للصيد إن الكويتيين صادروا قاربه واحتجزوه ستة أشهر ضاقت به الحال بعدها فاضطر للعمل في قوارب صيادين آخرين.علي الكنعاني رئيس مجلس بلدية الفاو ذكر أن عدد القوارب التي تخرج للصيد تضاءل في السنوات الأخيرة.وقال "السفينة أو اللنش كما نسميها بالقضاء تستوعب 10 أشخاص بالإضافة إلى الربان أو النواخذة. ما يعادل كل سفينة تعيل أكثر من 100 شخص. وكانت عندنا السفن التي تطلع للبحر وتشتغل بصيد الأسماك أكثر من 2000 سفينة".وللعراق منفذ بحري ضيق ويحيط بشبه جزيرة الفاو ساحل بحري طوله 50 كيلومترا يواجه الكويت من جانب وممر شط العرب المائي المطل على أهوار جنوب إيران من الجانب الآخر.تكون شط العرب من التقاء دجلة والفرات عند القرنة ويمتد 114 ميلا حتى يصل إلى الخليج وهم يمثل الحدود البحرية بين إيران والعراق.السيطرة على ذلك الممر المائي كانت من الأسباب الرئيسية للحرب بين العراق وإيران التي استمرت ثماني سنوات في الثمانينيات. ولم يعرف النزاع الحدودي بعد طريقه الى الحل.ولم تتوصل الكويت والعراق بعد إلى ترسيم لحدودهما البحرية منذ عام 1990. ويقول كثيرون ان الإيرانيين والكويتيين ينظرون بعداء إلى العراقيين حيث لا يزالون يشعرون بمرارة الحرب العراقية الإيرانية وغزو الكويت.وفي كانون الثاني قتل احد أفراد خفر السواحل الكويتي وخمسة صيادين عراقيين في تبادل لإطلاق النار.تقول الكويت إن الاشتباك وقع عندما دخل القارب العراقي المياه الكويتية ورفض أوامر دورية لخفر السواحل بالتوقف. وقال رئيس بلدية الفاو إن الحادث كان في المياه العراقية.وفي كانون الثاني عام 2010 اعتقل خفر السواحل الإيراني 12 صيادا عراقيا ذكر أنهم دخلوا المياه الايرانية بصورة غير قانونية. وافرج عن ثلاثة منهم لاحقا.وأصبح خالد يوسف صيادا للأسماك بعد أن ورث الحرفة عن والده وجده. وبعد أن قضى يوسف نحو عشرين عاما في البحر ترك مهنته قبل نحو عام ونصف العام وانتقل مع زوجته واطفاله الثلاثة من الفاو الى قطعة ارض صغيرة تبعد 90 كيلومترا إلى الشمال.وقال الشريفي "من بعد السقوط ولحد الآن عانى الصياد الكثير بالإضافة إلى قلة الدعم الحكومي وانتهاكات الدول المجاورة.
خلافات الحدود تطرد الصيادين من الفاو
نشر في: 29 مارس, 2011: 10:46 م