إذا كنت محبطا ومهموما اسمع هذه الحكاية الطريفة التي حصلت في "عراق نوري المالكي".. موظف في مكتب رئيس الوزراء يقوم بتأخير رحلة جوية.. تفاصيل الخبر النكتة تقول إن "رحلة الخطوط الجوية العراقية والمتجهة من مطار بغداد الدولي إلى مطار أربيل تعطلت لمدة نصف ساعة بعد ان اعترض موظف في الامانة العامة لمجلس الوزراء والذي يدعى حسين علوش بسيارته مسار الطائرة على المدرج قبل اقلاعها " ففي فلم درامي يذكرنا بافلام وحش الشاشة الراحل فريد شوقي قام السيد علوش بالصعود الى الطائرة واجبار مدير المحطة على توفير مقعد شاغر في الطائرة فالوحش علوش ادعى "بأنه يصطحب شخصا مهما جدا وانه يريد توفير مقعد له بالطائرة فقام بعرض سيارة أمامها لتتأخر الرحلة لمدة نصف ساعة".
احدى الراكبات التي تحدثت لوسائل الاعلام روت حكاية الشخص المهم جدا قائلة " نودي باسم حجي عباس ولا نعرف من هو وبدا مجهولا للغاية، وان قائد الطائرة قد ابدى انزعاجه قبل ان تترجل احدى المضيفات لتخلي مكانها لحجي عباس فيما ظل مرافقه واقفا".
بعد حكاية الحاج عباس هل تصدقون معي أن هذه الحكومة بوضعها الحالي تفتح ابوابها للكفاءات والخبرات، وأنها مشغولة أصلا ببناء دولة المؤسسات، ويكفيني ما حصل مع سنان الشبيبي ونائبه مظهر محمد صالح دليلا على ما أقوله، أو أدعيه كما قد يصف العاملون في مكتب رئيس الوزراء الكتابات التي لا تعجبهم.. فنحن امام مسؤولين اشاوس في الدفاع عن عدم الكفاءة.. ونراهم يقولون إن رئيس الوزراء غير مسؤول عما يحدث من غياب للخدمات وهدر للثروات.. انها حكومة خطب ومواعظ وإرشادات، يريدون لها ان تكون علاجا لمشاكل العراقيين.. حكاية وحش الشاشة علوش والشخصية الهامة جدا الحاج عباس تثبت لنا بالدليل القاطع كيف سرق منا حتى الحلم بمجتمع مستقر مزدهر. وتعالوا نتساءل لماذا اصبحت غالبية الناس لا تصدق خطب وشعارات حكومة حجي عباس؟
في تقديري المتواضع أنه يمكن رصد آلاف الأسباب التي تدفع المواطنين لكراهية الحكومة والقائمين عليها و في أحسن الأحوال إلى عدم الوقوع في غرامها، وبالطبع لا يوجد عاقل يقع في غرام هذه الحكومة.
أسباب كراهية الحكومة متعددة ويسهل الاتفاق عليها لكن، هل هناك أسباب تدفع المواطنين لحب الحكومة؟ فالحكومة تعني بناء نظام مؤسساتي يضمن حياة كريمة و أمانا لكل فرد، والحكومات خادمة للشعب في كل بقاع العالم المتحضر.. اما في بلاد الواق واق فيعتقد حجاج الحكومة انهم مندوبو العناية الإلهية لهداية هذا الشعب وتوجيهه، ولهذا نجد ان المالكي ودراويشه وحجاجه يدافعون عن عدم الكفاءة.
أحد الأصدقاء لديه نظرية متكاملة مفادها أن الحكومة تصر على محاصرة المواطن بالأزمات كي تجعله لا يفكر في شيء سوى الهتاف للمسؤول ايا كان " بالروح بالدم".
فنحن نعيش اليوم مع مسؤولين يحاولون إجهاض حلم العراقيين الذي بدأ مع إسقاط تمثال صدام، قوى لن تستسلم بسهولة، بعضها ظهر يحمل لافتات التقوى، وبعضها ارتدى لبوس الوطنية الزائفة، وبعضها حاول ان يضحك على الناس بشعارات مضللة، وكان وراء كل هذا رموز الفساد الذين ينتفعون من الوضع الحالي، طبقات سميكة من أصحاب المصالح، يتسببون كل يوم في قتل آمال وطموح العراقيين.
وإذا كان ساسة العراق يحاولون الخروج من المأزق الحالي، فعليهم أن يعيدوا للشعب ممتلكاته الحقيقية، يجب أن يعرف العراقيون من يسرق ثرواتهم، وأين ذهبت أموال البلاد،و من حصل على آلاف الأمتار من الأراضي مجاناً في قلب بغداد،و من سكن القصور الحديثة، ومن يمنح أملاك الشعب للانتهازيين، ومن يتستر على الفساد ومن يتاجر بأرواح وأرزاق الناس.
المالكي يعرف جيدا، من المسؤول عن هذه الأزمات في المجتمع، من المسؤول عن البطالة ونقص الخدمات وسرقة أموال الدولة واستشراء الفساد وشراء الذمم والمحسوبية والرشوة والانتهازية، فماذا ينتظر؟، انه للأسف يراهن على فضيلة النسيان، فإذا كانت الناس لا تتذكر عدد المرات التي خابت فيها الحكومة، وتنسى أن أموالا طائلة أهدرت على مشاريع وهمية، فإن المواطنين الاعتياديين سوف ينسون بعد أيام أو شهور كيف استطاع مسؤول غير معروف ان يعطل انطلاق طائرتة، وسوف ينهمكون في قصص وحكايات أخرى كثيرة يجيد "اصدقاء حجي عباس" إخراجها من الجعبة كل فترة وبطريقة أفضل من أمهر الحواة.
عراق "حجي" عباس
[post-views]
نشر في: 14 ديسمبر, 2012: 08:00 م
انضم الى المحادثة
يحدث الآن
الأكثر قراءة
الرأي
مصير الأقصى: في قراءة ألكسندر دوجين لنتائج القمة العربية / الإسلامية بالرياض
د. فالح الحمــراني يتمحور فكر الكسندر دوغين الفيلسوف السوفيتي/ الروسي وعالم سياسي وعالم اجتماع والشخصية الاجتماعية، حول إنشاء قوة أوراسية عظمى من خلال اتحاد روسيا والجمهوريات السوفيتية السابقة في اتحاد أوراسي جديد ليكون محط جذب لدائرة واسعة من...
جميع التعليقات 1
Hassoon
This happend with me.. I was on the line to check in to Amman when a person pushin a cart with severla bags and boxes tried to take my place. I refused and and asked him to be in the line like othe and the Iraqo Airways employee was shivering. The man