TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > بمساندة قناصي الشرطة وجهد بلدي: متطوعون يطاردون الخنازير البرية ويقتلون عدداً منها

بمساندة قناصي الشرطة وجهد بلدي: متطوعون يطاردون الخنازير البرية ويقتلون عدداً منها

نشر في: 28 ديسمبر, 2025: 12:03 ص

 واسط / جبار بچاي

انتشرت في الآونة الأخيرة قطعان كبيرة من الخنازير البرية في أطراف مدينة الكوت وبعض الأحياء السكنية المحاذية لها، خاصة خلال ساعات الليل، حيث أصبح ظهورها يشكل هاجساً يؤرق المارة في الشوارع والطرقات، لا سيما بعد تعرض عدد من المواطنين إلى هجمات مفاجئة من تلك الخنازير لكنهم نجوا منها بأعجوبة.
ظهور الخنازير البرية في محافظة واسط لم يعد وليد الصدفة، فمنذ أكثر من عام وبحسب شهود عيان، ظهرت أعداد كبيرة منها في مناطق الشريط الحدودي وتحديداً في أطراف ناحية زرباطية، ويعتقد أنها هربت من الهضبة الإيرانية نتيجة الأمطار والسيول هناك، وبدأت تتوغل في الأراضي العراقية وصولاً إلى مدينة الكوت مركز المحافظة.
ويعد حي الخضراء في الجانب الشمالي الشرقي للمدينة، المحاذي لمحطة النخيل الحكومية وغابة الكوت، من أكثر المناطق عرضة لهجمات الخنازير، ما دفع الأهالي لإطلاق مناشدات عاجلة إلى الحكومة المحلية لنجدتهم من هذا الوحش البري الذي فرض حظراً إجبارياً على الأهالي في الحي المذكور ومناطق أخرى قريبة مثل حي الخاجية، وهو ما دفعهم لتشكيل فريق طوعي لقتل تلك الخنازير بعد الاستعانة بقناصين من شرطة واسط.
ويقول مختار حي الخضراء عامر خضير عباس: « شهدت الأشهر الأخيرة ظهوراً غير معتاد لحيوانات غريبة تجول في المنطقة ليلاً، وشكل هذا الظهور مخاوف للسكان المحليين خاصة النساء والأطفال، وتلقينا مناشدات كثيرة حول هذا الحيوان وخطورته ».
وأضاف عباس: « في بداية الأمر لم نتوقع أنها خنازير، وكانت كل التوقعات تشير إلى أنها كلاب سائبة، ومن خلال الرصد والمتابعة ونصب الكمائن لها اتضح أنها خنازير برية، بعضها كبيرة الحجم وهي أمهات ولودة وجدت في منطقة الغابات ومنطقة الطمر الصحي مكاناً مناسباً لها فتكاثرت وأصبحت أعدادها كبيرة ».
وذكر مختار الحي أن « بعض الأهالي تعرضوا لهجماتها المباغتة ونجوا بأعجوبة، وتكررت الحالة عدة مرات في وقت ازدادت أعدادها وأصبح ظهورها ليلاً أمراً مخيفاً لدى الأهالي الذين لزموا مساكنهم وأصبحوا تحت الإقامة الجبرية خشية من تلك الخنازير». وقال أيضاً: « شكلنا فريقاً طوعياً من أبناء المنطقة وحاولنا التصدي لها لكننا لم نفلح بسبب أعدادها الكبيرة، ما دفعنا للتوجه إلى الحكومة المحلية وناشدنا السيد المحافظ، وبدوره وجه الجهات المعنية ومنها قيادة شرطة واسط بتشكيل فريق لملاحقة الخنازير وقتلها ».
وأوضح أن « شرطة واسط كلفت فريق القناصين ووفرت له العتاد المناسب، وباشر بمرافقة عدد من الأهالي مع جهد من بلدية الكوت بملاحقة الخنازير ليلاً وقتلها، إذ يبدأ الفريق عمله منتصف الليل، وفي كل ليلة يتم قتل عدد منها ما بين سبعة إلى عشرة خنازير، يتولى الجهد البلدي نقلها إلى مواقع الطمر الصحي البعيد »، مشيراً إلى أن « عملية التصدي لتلك الخنازير مستمرة ليلاً دون انقطاع كون أعدادها كبيرة جداً، فهي تختبئ نهاراً في غابة الكوت المحاذية وفي محطة نخيل الكوت حيث كثافة الأشجار والحشائش والنباتات الأخرى، أما في الليل فتخرج على شكل قطعان يصل عدد القطيع الواحد منها إلى أكثر من ثلاثين حيواناً ».
من جانبه، يقول المواطن عماد كريم إن « الأجهزة المعنية مطالبة بمضاعفة الجهود للقضاء على الخنازير التي أصبحت تشكل خطراً على الأهالي خاصة الأطفال الصغار، فهم عرضة لخطرها ليلاً خاصة وأنها تخرج بأعداد كبيرة بحثاً عن أماكن وجود النفايات »، مؤكداً « وجود عدد من الذئاب في المنطقة وتم قتل أحدها الأسبوع الماضي ولا يزال الأهالي يطاردونها خشية على أولادهم ».
ويصف الناشط البيئي محمد القريشي خطر الخنازير البرية وقسوتها على المزروعات بالقول: « فهي غالباً ما تعبث بالمحاصيل الزراعية وتسبب خسائر كبيرة للفلاحين كما أنها تشكل ذات الخطر على المساحات المزروعة بالخضر ». وأضاف القريشي أن من مخاطر الخنازير إضافة إلى وحشيتها ضد البشر فهي « تنقل أمراضاً للإنسان والماشية مثل التهاب الكبد الوبائي وغيره من الأمراض المخيفة، كما أنها تتسبب ببعض الحوادث المرورية حين وصولها إلى الطرق العامة ذات الانسيابية العالية في سير المركبات ».
وذكر الناشط أن « مخاطر الخنازير تشمل مهاجمتها للحيوانات الأخرى الصغيرة مثل الثدييات واللافقاريات، كذلك تفترس بيض الطيور البرية حين تعثر عليها، وبالتالي فهي تؤثر سلباً على التنوع البيولوجي وتشكل تهديداً مباشراً للحياة البرية خاصة مع تفاقم ظاهرة الجفاف واتساع الأراضي الصحراوية ».
ولفت القريشي إلى أن « انتشار الخنازير في أطراف مدينة الكوت سيفاقم أعدادها مستقبلاً إذا لم يتم التصدي لها والخلاص منها نهائياً، سيما وأنها من النوع الأكثر وحشية، وأن ظهورها على الأرجح كان في المرتفعات الإيرانية الحدودية ونتيجة الأمطار والسيول هناك بدأت تهرب نحو مناطق أكثر أمناً لها ».

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق منارات

مقالات ذات صلة

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

بغداد/ تميم الحسن يتّسع، على ما يبدو، الشرخ داخل الفصائل المسلحة بشأن ملف تسليم السلاح والجهة المخوّلة بإدارته، في انقسام لم يعد محصوراً بالإطار الأمني، بل بدأ يترك أثره المباشر على تفاهمات القوى الشيعية...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram