 بغداد/ هشام الركابيشهدت مدينة تكريت يوماً عصيباً لغاية أمس الثلاثاء، بعد عملية "دراماتيكية" نفذتها جماعات إرهابية على طريقة اقتحام المقار الحكومية واحتجاز من فيها كرهائن انتهت بأكثر من 163 ضحية.وخلفت العملية الأمنية المقابلة للحدث الإرهابي أكثر من احدى عشرة ساعة استدعت بغداد إرسال قوات للدعم لاقتحام الإرهابيين.ورغم تطويق المكان والحشد الأمني الذي تفاعل مع الحدث إلا أن عشرات الرهائن لم يفلحوا في البقاء على قيد الحياة.
واقتحم مسلحون مقر مجلس محافظة صلاح الدين صباح أمس وسيطروا على الطابق الثالث من مبنى المقر واحتجزوا عددا غير محدد من الرهائن فيه، ولفتت المصادر إلى أن المسلحين يتراوح عددهم بين تسعة وأحد عشر مسلحا ثلاثة منهم فجروا أنفسهم داخل المبنى.ودارت مواجهات حامية طيلة نهار أمس، إلى حين قررت وزارة الدفاع العراقية إرسال قوة خاصة إلى هناك، تمكنت، لاحقا، من اقتحام البوابة الرئيسية لمبنى مجلس المحافظة، فيما أفادت مصادر خاصة أن القوة حاولت تحرير خمسة من أعضاء المجلس محتجزين داخله.وكان مسلحون مجهولون اقتحموا، أمس، مبنى مجلس محافظة صلاح الدين واشتبكوا مع عناصر حمايته وسط تكريت، فيما هرعت القوات الأمنية إلى منطقة الحادث وقطعت جميع الطرق المؤدية إليه. وعلمت "المدى" من مصادر عليمة في غرفة عمليات وزارة الدفاع إن العملية المسلحة التي تعرض لها مبنى مجلس محافظة صلاح الدين هي من تدبير خلايا إرهابية مرتبطة بتنظيم القاعدة وتحدثت المصادر المذكورة أن العملية كانت تستهدف تدمير مجلس المحافظة والقضاء على من بداخله. من جانب آخر، أكدت مصادر أمنية أن "العقيد عماد نوفان مدير شرطة النجدة في المحافظة ومعاونه استشهدا بالإضافة إلى آخرين في انفجار سيارة مفخخة عند احد مداخل مبنى المحافظة".وأعلنت دائرة صحة محافظة صلاح الدين أن مستشفياتها استقبلت حتى ساعة كتابة هذا التقرير أكثر من 163 شهيدا وجريحا بينهم أعضاء في مجلس المحافظة، مبينا أن سيارات الإسعاف لا زالت تنقل الضحايا.وقال مدير الصحة أن من بين القتلى أعضاء في مجلس المحافظة، وصلت جثة أحدهم إلى دائرة الطب العدلي".  وأشار مدير الصحة إلى أن "معظم الجثث التي وصلت مؤخراً إلى المستشفيات متفحمة، وغالبية الذين سقطوا هم من القوات الأمنية التي اقتحمت مبنى مجلس محافظة صلاح الدين لتحرير الرهائن المحتجزين فيها".إلى ذلك، فرضت القوات الأمنية حظرا للتجوال على الأشخاص والمركبات، منذ ظهر امس، حتى إشعار آخر على خلفية الاشتباكات المسلحة داخل مجلس المحافظة وسط تكريت.وكان رئيس الحكومة نوري المالكي، اعتبر في 21 من آذار الجاري، أن العراق أصبح الأول في الاستقرار الأمني بين دول المنطقة بعد أن كان البلد الأول في تصدير الارتباك الأمني إلى دول المنطقة، مبينا أن الشعب العراقي قادر على النهوض بعملية البناء والأعمار.