علي حسين
الحمد لله اكتشفنا، ولو متاخراً، أن سبب مشاكل هذه البلاد وغياب الكهرباء والازمة الاقتصادية، والتصحر الذي ضرب ثلاثة أرباع البلاد، وحولها من بلاد السواد إلى بلاد "العجاج"، وارتفاع نسبة البطالة، وهروب نور زهير وبجعبته ثلاثة مليارات من الدولارات الخضراء. سبب كل هذه "البلاوي" هو الكاردينال لويس ساكو، أن الذي تحول بين ليلة وضحاها إلى " عميل للموساد " بنظر بعض الفضائيات، وكان لابد أن يعاقب على ما ارتكبه من جرائم بحق السلم الأهلي، وكان لابد ان يطبق عليه القانون كما اخبرنا "مشكورا" المحلل السياسي نجاح محمد علي، والذي اشترط ان يعاقب ساكو بإحدى العقوبتين: الاعدام او المؤبد.
قالوا فى الفضائيات ان الكاردينال ساكو يشجع على اقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، ثم اخرجوا لنا شريطاً مزيفاً عن زيارته ال اسرائيل، بعد ذلك بدأت ماكينة التخوين بكميات خرافية من الخطابات العنصرية ضد الرجل، الذي خرج ليشرح للناس انه ضد التطبيع مع اسرائيل وان ما قاله هو دعوة للتطبيع بين ابناء الشعب العراقي والعالم المحيط بهم، وانه رفض ان يرافق بابا الفاتيكان في رحلته الى اسرائيل.. هل انتهت القصة عند التوضيح، لا يا سادة فنحن لدينا ثأر قديم مع الكاردينال ساكو منذ ان قرر رئيس الجمهورية والساهر على مصالح الشعب بكل أطيافه قراره التاريخي باعتبار الكاردينال ساكو موظفاً على العقد في مكتب رئيس الجمهورية، فطارده بقرار جمهوري ليغادر بغداد.
لست في وارد اعادة النقاش حول القرار "القرقوشي" ضد الكاردينال، لكننا ياسادة علينا أن نؤكد حقيقة ساطعة وهي أن السيد لويس ساكو لم يضبط مرة واحدة ضالعاً في صفقة تطبيع مع الكيان الصهيوني، أو اصدر اوامرا لطائفته باقامة تطبيع مع العدو الاسرائيلي، او عاش في بلاد تؤيد الكيان، او يتلقى معونات من دولة لها علاقات متينة مع اسرائيل مثلما يعيش ويتمتع السيد نجاح محمد علي في ظل دولة بريطانيا، لكننا نراه يوما يخرج على الناس ليندد بمواقف بريطانيا الداعمة لاسرائيل منذ ان اعلن فورد وعده المشؤوم.
لعل المدهش والغريب ان بعض القنوات تركت الازمة السياسية وما يتعرض له العراق من ازمات مالية، وقررت ان تمسك بـ "ياخة" الكاردينال ساكو، بعد ان تحولت العديد من الفضائيات ومعها بعض مواقع التواصل الاجتماعي، الى منصات استفحلت فيها الخطابات الانتهازية باسم الدفاع عن فلسطين، ونسى البعض اننا بعد 2003 شردنا آلاف الفلسطينيين وطردناهم من بيوتهم، مثلما هجرنا آلاف المسيحيين وتنهبنا أملاكهم تحت بصر وسمع الحكومات منذ 2003 وحتى لحظة اصدار نجاح محمد علي الأمر باعدام ساكو.









