TOP

جريدة المدى > خاص بالمدى > عوائل ميسانية تتوافد على كنائس المحافظة للاحتفال بأعياد الميلاد

عوائل ميسانية تتوافد على كنائس المحافظة للاحتفال بأعياد الميلاد

نشر في: 30 ديسمبر, 2025: 12:03 ص

 ميسان / مهدي الساعدي

تشهد كنائس محافظة ميسان توافدًا كبيرًا من قبل العوائل الميسانية، على مختلف أديانها ومذاهبها، للاحتفال بأعياد الميلاد وميلاد السيد المسيح، وحضور القداس والصلوات التي تقام فيها، وإشعال الشموع، وأداء النذور، ما يعكس رسم لوحة واحدة عنوانها التعايش السلمي بين أبناء المدينة على مختلف توجهاتهم العقائدية.
الحضور الملفت لتلك العوائل جعل رجال الدين يصفونها بحالة تضامنية مع أعياد المسيحيين، خصوصًا بين أبناء المدينة الواحدة. وفي هذا الصدد بيّن رجل الدين المسيحي، الشماس الإنجيلي لكنيسة مار يوسف البتول، بطرس عبو، لصحيفة (المدى): "أعياد مجيدة لكل البشرية والإنسانية؛ لأن عيد الميلاد ارتقى بتلك الإنسانية، وبالتالي يعتبر عيد المحبة والمصالحة مع الذات بالدرجة الأولى ومع الآخرين ومع الله، لأنه ذات أبعاد لاهوتية عديدة، وفي الحقيقة تفاجأت بحجم الحضور والتوافد من قبل العوائل الميسانية منذ أكثر من أسبوع مضى، حيث شهدت كنيسة مار يوسف البتول توافد الكثير منهم، ومن أطفال روضات المدينة، ما يعكس شيئًا جميلًا جدا خصوصًا في الصباح".
وأضاف عبو: "وبعد الظهر تتوافد الناس والعوائل وهم يسألون عن العيد ورأس السنة، ما يعكس تضامنًا كبيرًا من أبناء مدينة العمارة مع المسيح، مما يوحي بأن السيد المسيح ليس للمسيحيين فقط، بل هو للمسلمين وللصابئة ولكل البشرية؛ لأن يسوع المسيح هو الهداية والهدية والرمز، ويعلمنا أن كل واحد لديه رسالة ويجب عليه العمل لكي يؤدي رسالته، والتي هي المحبة والسلام والأمل".
وعلى الرغم من قلة أعداد العوائل المسيحية في محافظة ميسان، ووصول أعدادها إلى أقل من عشرين عائلة، بسبب هجرة الغالبية منهم نحو محافظات الشمال أو إلى بلدان أخرى بحثًا عن سبل عيشهم، خصوصًا بعد عام 2003، إلا أن كنائس المدينة لا تزال عامرة، وتشهد حضورًا كثيفًا من قبل غير المسيحيين؛ حيث إن "أغلب الحضور في كل قداس أو صلاة هم من المسلمين، ويكون الحضور غير المسيحي أكثر من الحضور المسيحي نفسه، خصوصًا من الذين يحبون الكرازة والإنجيل"، كما يقول الشماس الإنجيلي بطرس عبو لصحيفة (المدى).
ولا تزال كنيستا مار يوسف البتول للسريان وأم الأحزان للكلدان، الواقعتان ضمن أحد أقدم أحياء مدينة العمارة، تشهدان إقبالًا متزايدًا في جميع الأوقات من قبل الميسانيين للزيارة أو التبرك أو لإيفاء النذور. كما يبين الأكاديمي رسول حميد لصحيفة (المدى): "توارث أبناء مدينة العمارة زيارة الأماكن المقدسة والتبرك بها، ومنها الكنائس، وجرت عادة العديد من عوائل المدينة على طلب الحاجة والنذر للسيدة العذراء وإشعال الشموع لها، وإيفاء تلك النذور، وما يؤيد كلامي الكم الكبير من الحناء التي تضعها النساء على جدران وأبواب الكنائس، دليل إيفاء للنذر كما هو الحال مع مراقد الأولياء الصالحين". وأضاف حميد: "أما في أعياد الميلاد فتتحول الكنائس إلى أماكن مكتظة، بسبب الأعداد الكبيرة من أبناء المدينة التي ترد إليها، وتؤدي طقوسها الخاصة والمتمثلة بإشعال الشموع والبخور للسيدة العذراء". وأردف حميد: "ولم يكن هذا التفاعل الشعبي محصورًا مع الإخوة المسيحيين فقط، بل نجده حاضرًا وبقوة مع الإخوة الصابئة خلال أعيادهم ومناسباتهم الدينية أيضًا، ويعرف أبناء المحافظة جيدًا مواعيد وأسماء تلك الأعياد". أبناء المحافظة من المسيحيين ثمنوا تلك المواقف التي وصفوها بأنها مواقف تبث روح الأمان والتسامح بين أبناء المدينة الواحدة، على مختلف أديانها.وفي هذا الصدد شدد المواطن الميساني المسيحي سلوم هيثم لصحيفة (المدى): "نرى الكثير من الإخوة من الطوائف المختلفة وخاصة المسلمين من أبناء محافظة ميسان، والذين يرتادونها (الكنائس) ومنها كنيسة مار يوسف البتول بشكل مستمر، وخاصة في القداس، ما يعكس روح التآلف والتوافق بين جميع الأديان والطوائف، ويثبت بالدليل القاطع أن الكنائس للجميع كونها تُعتبر من بيوت الله ويجد الجميع فيها الأمان".
وأكد هيثم أن "التفاعل والإقبال واضح بشكل كبير جدًا، ما يعكس روح الأمان والتسامح الذي يعيشه أبناء المدينة، كما يعتبر رسالة للمسيحيين الذين غادروا المدينة والتفكير بجدية في العودة إليها أو إدامة زيارتها، لإبقاء حبال التواصل مع مدينتهم الأم".
من جانب متصل، رصدت منصات ميسانية محلية وصفحات مواقع التواصل صورًا ومقاطعَ فيديو لجموع العوائل الميسانية، على اختلاف مذاهبها ودياناتها من داخل الكنيستين، ووصفتها بمشاعر التآخي بين أبناء المجتمع. وبينت خلال تدويناتها التي تابعتها صحيفة (المدى): "شاركت العوائل الميسانية العائلات المسيحية في كنيستي مار يوسف البتول وأم الأحزان الاحتفال وإيقاد الشموع بأعياد الميلاد وتقديم التهاني للمسيحيين في كل مكان، وسط أجواء إيمانية تعبق بالمحبة والسلام، كما شاركت العوائل في قداس عيد الميلاد، حيث أشعل الحاضرون الشموع داخل الكنائس ابتهاجًا بهذه المناسبة الدينية، وتعبيرًا عن مشاعر التآخي بين مكونات المجتمع، وحرصت العوائل على تقديم التهاني للمسيحيين متمنّين أن يعم الأمن والاستقرار ربوع البلاد، وأن تبقى الأعياد فرصة لتجديد قيم التسامح والعيش المشترك بين جميع أبناء الوطن".

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

«الإطار» يطالب بانسحاب السوداني والمالكي.. وخطة قريبة لـ«دمج الحشد»

العبادي يعود إلى سباق رئاسة الحكومة مع تصاعد مخاوف "شد الحزام"

تراجع معدلات الانتحار في ذي قار بنسبة 27% خلال عام 2025

«الفلامنكو» في العراق.. من طائر مهاجر إلى ضحية صيد وتجفيف!

توقعات بحسم هيئة رئاسة البرلمان قبل ساعات من جلسة الافتتاح

مقالات ذات صلة

مشاركة الفصائل في الحكومة القادمة ترفع خطر المواجهة مع إسرائيل

مشاركة الفصائل في الحكومة القادمة ترفع خطر المواجهة مع إسرائيل

بغداد/ تميم الحسن تشير ترجيحات سياسية إلى أن إسرائيل قد تنتظر أياماً قليلة قبل تنفيذ ضربات محتملة داخل العراق. وبحسب مصادر سياسية، فإن الخط الفاصل بين «تفادي الهجوم» أو التعرض له يتمثل في شكل...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram