TOP

جريدة المدى > عام > مسرحيون: المسرح العراقي المتسيد عربياً بدون موسم مسرحي وبلا دعم مستمر

مسرحيون: المسرح العراقي المتسيد عربياً بدون موسم مسرحي وبلا دعم مستمر

المسرح العراقي وآفاق التطور

نشر في: 30 ديسمبر, 2025: 12:01 ص

علاء المفرجي
منذ نشأته في نهاية القرن التاسع عشر وبدايات القرن العشرين، ظل المسرح العراقي فنًا حيويًا يعكس التحولات الثقافية والاجتماعية والسياسية في المجتمع العراقي، بدءًا من التجارب المبكرة التي تميزت بالطابع الديني والتعليمـي وصولًا إلى أشكال التعبير الفني الحديثة التي تتفاعل مع تحديات العصر الراهن.
تُعدّ السينوغرافيا (Scenography) واحدة من أهم الأساليب الفنية الحديثة التي أثرت في بنية العرض المسرحي العراقي، حيث أنتقلت من كونها وظيفة تقنية مقتصرة على تصميم المناظر إلى منصب مركزي في تشكيل الفضاء الجمالي والتعبيري للعرض. وبتأثير التطورات التكنولوجية الحديثة، ظهرت أشكال جديدة من السينوغرافيا تتجاوز المنظر المسرحي التقليدي إلى فضاءات رقمية متعددة الأبعاد، تشمل الصورة الرقمية، المؤثرات السمعية والبصرية، وإعادة تشكيل علاقة الجمهور مع المكان والأداء، وهو تحول تحقّق عبر استثمار الوسائط الرقمية والكمبيوتر في تصميم العرض المسرحي.
في السياق العراقي، تتجه الدراسات الحديثة إلى تحليل السينوغرافيا باعتبارها عنصرًا أيديولوجيًا وجماليًا لا يقل أهمية عن النص والتمثيل؛ فهي تدخل في صناعة «المساحة المسرحية» ككيان وظيفي واجتماعي، يساهم في بناء الخبرة الفنية للمشاهد وكذلك في توسيع إمكانيات التعبير البصري ضمن العرض. يُنظر إلى السينوغرافيا في هذا الإطار كآلية لإنشاء واقع مسرحي متكامل يتفاعل فيه الضوء، والديكور، والأزياء، والصوت، مع حضور الممثل في مركب بصري متماسك، مما يُغني التجربة الدرامية ويمنحها دلالات أعمق من مجرد خلفية تمثيلية.
كما أنّ تطور الأساليب المسرحية في العراق لم يقتصر فقط على السينوغرافيا، بل شمل آليات الأداء التمثيلي وتقنيات التدريب والابتكار في اللغة المسرحية نفسها، من خلال امتزاجها مع الاتجاهات العالمية مثل مسرح الصورة (Image Theatre) وممارسات تدريب الممثل الحديثة، مما أتاح للمسرحي العراقي تجاوز الأساليب التقليدية في الأداء نحو أشكال أكثر تجريبًا وتأثيرًا. هذا التطور الفني كان متأثرًا بالتحولات السياسية والاجتماعية التي مرّ بها العراق عبر تاريخه؛ فعلى سبيل المثال لعب المسرح الوطني دورًا في التعبير السياسي في مراحل الثورة والاحتلال، بينما سعى المسرحيون المعاصرون إلى إعادة صياغة العلاقة بين العرض والجمهور بالاعتماد على التجريب الفني والدلالات الرمزية التي تتجاوز الخطاب التقليدي إلى خطاب فني متعدد الطبقات.
وبذلك، يمكن النظر إلى السينوغرافيا والأساليب الحديثة في المسرح العراقي كجزء من مشروع فني يجمع بين الهوية الثقافية المحلية والأدوات الفنية العالمية، ليكون المسرح العراقي منصة تعبيريّة قادرة على مواجهة تحديات العصر، والتفاعل مع القضايا الإنسانية الراهنة عبر لغة بصرية وصوتية وجسدية متكاملة.
احمد شرجي : كل مسرح لا يتنوع ولا يعول عليه
هل المسرح ضرورة اجتماعية ، ام ترف اجتماعي ؟ لماذ يعاني المسرح بالمنطقة العربية بشكل عام والعراق تحديدا بشكل خاص، لماذا نحمل المسرح اكثر من طاقته ونريد من خلاله إسقاط انظمة شمولية، الأنظمة الشمولية تسقطها المسيرة الأمريكية، ويبقى المسرح فعل اجتماعي وثقافي داخل المجتمع، استمراره بأساليب تقليدية يعنى موته داخل المجتمع ، الاختلاف والتنوع هذا ما يحتاجه المجتمع وليس المسرح، لان التقادم الزمني يفرض أنماط وأساليب ثقافية جديدة، والفعل الاجتماعي والثقافي ظاهرة صحية يفرضها التحول الثقافي الجيلي والمتغيرات السياسية والاقتصادية، مؤكد المسرح جزء من كل ذلك والا لظل المسرح الإغريقي بكل حمولاته الدينية حيا لحد الان، تاريخيا المتغير الثقافي واكتشاف الضوء انعكس بتطور المسرح وتنقلاته من الرومانسي إلى مسرح ما بعد الحداثة ومسرح ما بعد الدراما.
المسرح العراقي منذ ولادته كان لسيقا بالمتغير السياسي والثقافي ولهذا كان متنوعا و وصل لذروة تنوعه في السبعينيات والثمانييات وحتى في زمن اخذ يتنوع منهجيا رغم القطيعة التي فرضها الحصار، وما بعد زلزال ٢٠٠٣ اتخذت الكثير من العروض أساليب مغايرة لما هو سائد تتناغم مع الانفتاح على الاخر، لكن يبقى السؤال المهم من وجهة نظري؛ هل نحاكم صناع العرض المسرحي الجديد وفق ما يقدمون وهم بلا اباء؟ هم يعملون بالمسرح وفق ما يشاهدوه هنا وهناك ويريدون صناعة عرض مختلف تفرضه اللحظة الراهنة بكل حمولاتها، لكن لابد من دعم حكومي لمنظومة المسرح من اجل ديمومته والحفاظ على سمة الاختلاف لان من المعيب جدا بلد مثل العراق يفرض هيمنته على اغلب المهرجانات العربية بدون موسم مسرحي وبلا دعم مستمر وسنوي للعروض المسرحية ولس فيه ريبتوار مسرحي متكامل، مخجل جدا لا يوجد مسارح في بلد نفطي ،معيب جدا لوزارة ثقافة غير معنية بالإنتاج الثقافي حتى اضاعت هويتها هل هي مستهلك ثقافي او مصدر للثقافة، المخجل حتى تعاطيها مع المنتج الثقافي تقيم سنويا جائزة للإبداع تختار حقول وليس كل الأجناس الثقافية، هل هناك سخرية اكثر من ذلك؟ هناك تعاطي خجول مع المسرح رغم الإرث المسرحي المهم للمسرح العراقي داخل وخارج العراق، استمرار المشروع المسرحي وتنوعه الان مشروع شخصي للمسرحي العراقي وهذه تحسب له لانه يعمل ومستمر بالعمل رغم كل التهميش الحكومي وعدم وجود استراتيجية واضحة للنهوض بالواقع المسرحي، واخيراً نقول اي مسرح لا يتنوع لا يعول عليه.
ا.د. عقيل مهدي يوسف: الابداع المسرحي هو المعيار
مازالت العروض المسرحية المحدثة والتقليدية تعاني من مشكلات ( إنتاجية) منها غياب ديناميات ( الربرتوار) الذي يعنى في الموازنة المالية وبتوقيتات العروض وبرمجتها بشكل متوازن زمانياً ومكانياً في مسارح العاصمة والمحافظات . وقد يسفر هذا عن تقليص عدد العروض التي كان يفترض تقديمها بمواسم فصلية وسنوية لاجتذاب الجمهور الذي يؤثر على تحقيق ( توازن داخلي) يخص التركيب الفني السينوغرافي وتوفر التقنيات التكنولوجية بقدرات ابداعية لمكونات جمالية العرض . هذا الاخلال بشباك التذاكر هو توازن خارجي External Balance يتذبذب فيه الحضور ، (الكمي )و( النوعي ) للجمهور . وكذلك : غياب معين لمخرجين مبدعين من اعلام المسرح وكادر من الممثلين والتقنيين في السينوغرافيا الاحترافية ومع ذلك يبقى ( الانقسام ) واضحاً مابين عروض المسرح التجريبي المبتكر - والتقليدي الساكن، في رؤاه الفنية ووجهات النظر بطروحات يمليها الواجب الوطني والانساني والاخلاقي الرفيع . الامر الذي يستوجب دعم النقد بمنهجية اكاديمية واسلوب معرفي وتمحيص دقيق للعروض الابداعية وتمييزها من سواها بكتب وصحف ومجلات خاصة.
حاتم عودة: المسرح العراقي غني بإبداعات متمردة رغم التحديات المذكورة
القضية ليست (تحديث مقابل تقليدي) بمعنى الالغاء، بل بمعنى التطوير والتاسيس لمسرح متعدد الأوجه... المسرح العراقي غني بإبداعات متمردة رغم التحديات المذكورة. لا أنادي بالتخلي عن جذوره وقوته الناتجة من النص والممثل، فهي هويته. لكني أرى ضرورة حتمية لدمج تقنيات عصرية سينوغرافيا متطورة، إضاءة تفاعلية، تقنيات رقمية لسببين رئيسيين
الأول : لغة العصر وجذب الجمهور- جيل اليوم، المُتشبع بالصورة الرقمية السريعة، يحتاج لجسر يوصله إلى عمق النص المسرحي. التقنيات الحديثة، إذا حُسِن توظيفها كعامل داعم وليس مسيطر، تشكل لغة بصرية وجمالية تجذب المتلقي وتُثرِي التجربة دون أن تطغى على الجوهر
الثاني : إمكانيات تعويض النقص - يمكن للإبداع التقني أن يعوّض جزئياً عن قيود الميزانيات الضئيلة، ويخلق عوالم مسرحية مؤثرة بموارد أقل، ويقدم رؤى إخراجية جديدة تُخرج النص من قالب المتوقع بمعنى اخر يجب أن نسعى لمسرح عراقي الهوية، معاصر في أدواته أن نبنى على تراثنا ولا نحبس أنفسنا فيه. التحديث في الشكل والأسلوب أصبح في مسرح اليوم وسيلة ضرورية للتعبير عن هموم الواقع المعقد، ولمخاطبة جمهور أوسع، وضمان استمرارية وجود مسرح في ظل منافسة وسائل الإعلام والمنصات الرقمية.
كاظم نصار: التجارب الاخيرة اثبتت ان المسرح العراقي يتطور ويبنى ويؤثر عربيا
يحتاج المسرح العراقي دائما الى التحديث ومواكبة تطورات المشهد العالمي من حيث الاياليب والتجاهات وخاصة بعد دخول اتجاهات جديدة مثل مسرح. مابعد الدراما السائد الان وخاصة ايضا بعد دخول التكنولوجيا والتقنيات الحديثة .... والحفاظ على مسرح راسخ ومحترف ضرورة ايضا لاهداف تعليم اجيال جديدة اصول المسرح واستجلاب جمهور نوعي وكمي .... التجارب الاخيرة اثبتت ان المسرح العراقي يتطور ويبنى ويؤثر عربيا خاصة والدليل حصده لجوائز عدة في المهرجانات وحضوره الفعال تبقى مشكلة المسرح ليست في تطور اساليبه وانما في اركانه الاستراتيجية مثل التمويل والادارات والبنى التحتية والقوانين والرؤية البعيدة والقريبة في بلد متنوع اجتماعيا وسياسيا وحتى مسالة التحديث فهي ليست غاية وانما وسيلة لاضفاء نوع من المتعة والجمال مع مراعاة تقديم مضامين متقدمة تتعلق بالتغيرات البطيئة والسريعة التي تعصف بنا وبالعالم.
عبد الخالق كيطان: كل حركة في العرض هي فعل تحديث
لا يمكن لي قطعا، بوصفي مشاهدا مسرحيا معاصرا، إلا الدعوة إلى تحديث الشكل والأسلوب في المسرح العراقي. الشكل هو سر مهنة وصناعة العرض المسرحي. ولقد كان هذا هو مفتاح تطور وحيوية مسرحنا العراقي في القرن الماضي. لقد حرص جيل الرواد الاوائل على التجريب في الشكل لا من خلال القطيعة مع تجارب الاخر بل العكس، ولهذا كانوا يذهبون الى الغرب من اجل الدراسة والاطلاع ولما عادوا الى العراق نقلوا ما تعلموه الينا بنكهة عراقية، فكان التجريب بالشكل عراقيا وان استند الى تقنيات غربية.
اليوم، ومع عصر العولمة، وعصر الميديا ووسائل التواصل، صارت الفرصة أكثر قربا في التجريب بالشكل. ولكن قبل الذهاب أبعد في تأييد سؤال الاستفتاء علينا أن نسأل أولا: هل في العراق تنوع، وغنى ، في الشكل المسرحي حتى يمكننا الذهاب الى تحديث ما موجود؟ والسؤال الثاني هو: من هو المعني بالتحديث اصلا: المتفرج أو صناع العروض؟ واخيرا: هل يجب ان يحشر المسرح العراقي، كله، في خانة البحث عن أشكال جديدة؟
في ظني أننا نعاني حاليا من نمط مسرحي وحيد، هو نمط تجريبي ولا شك، ولكنه منغلق على نفسه. ما اعتقد اننا بحاجة اليه فعلا هو التنويع في الشكل المسرحي بالاستناد الى متطلبات الجمهور، وكذلك الدرس الأكاديمي. فالاثنان يمشيان بالتوازي ولا مستقبل لمسرح، أي مسرح، بدون مسار أكاديمي وآخر يتقصد الناس. أما البحث عن تحديث في مرحلة ما زالت قيد التأسيس، فهو ايغال في العزلة.
المسرح فعل ديناميكي. كل حركة فيه هي فعل تحديث في الشكل والأسلوب، ومن هذه الجزئية الجوهرية يمكن البناء.
أطياف رشيد: الأساليب القديمة هي أساليب حديثة في وقتها يتم بناء الجديد عليها
ان الاستفادة من معطيات العصر الحديث في التكنلوجيا امر مهم ورئيسي في كل جوانب الفنون والتحديث في المسرح من النواحي التقنية في السينوغرافيا او في الإخراج ( كل عناصر المشهد والاداء)فيه اكثر من ميزة وجانب منها اولا جانب جمالي يساهم بشكل فعال واساسي في شد المتلقي لما فيه من انحياز للمشهد البصري ولما للصورة من أهمية في عصرنا الحالي خاصة في عصر تزايدت فيه سرعة انتشار المعلومة والفكرة فيه. وثانيا يخدم بشكل كبير وفعال الهدف العام للمسرحية ،معناها الذي تصنع من اجله . الأساليب القديمة هي أساليب حديثة في وقتها يتم بناء الجديد عليها كتراكم معرفي يغني العمل وعناصره . نعم ان الواقع المسرحي يعاني من ضعف اقبال الجمهور ولأسباب كثيرة ولكن اعتقد ان أهمها المبالغة في (التحديث) وسيادة المشهد المنحاز الى العبث . كثيرا ما يمر في بالي تساؤل وهو اذا تم تقديم عمل يشبه مسرحية المحطة مستفيدين من تقنيات حديثة في الإضاءة والديكور هل سيقبل على حضورها الجمهور ؟ انا برأي نعم بالتأكيد كما يقبل الان على دور السينما لمشاهدة أفلام عربية او اجنبية تحت مسمى مهم جدا وهو (عائلي) واقصد بكلمة عائلي يفهمه ويتفاعل معه كل افراد العائلة . لابد من الابتعاد عن اغراق العمل المسرحي بالتجريد تحت مسمى الحداثة كما لابد من ان يكون العرض المسرحي مساهما بشكل كبير في كسب مشاهد ليس من المشتغلين بالمسرح والاكاديميين الذين كثيرا ما يتم صناعة عرض مسرحي على مقاساتهم الفكرية والمعرفية الاكاديمية.
د. بشار عليوي: يحتاج المسرح الى تحديث كامل في استراتيجيات المُمارسة المسرحية
هل ترى أن المسرح في العراق بحاجة إلى تحديث في الشكل والأسلوب (تقنيات، سينوغرافيا، إخراج…)، أم يجب الحفاظ على الأساليب التقليدية؟ مع علمنا أن الواقع المسرحي في العراق يعاني من تحديات دعم الجمهور والتمويل والإمكانات رغم وجود تجارب وإبداعات كبيرة تستحق الوقوف عندها. المسرح في العراق حالياً, يحتاج الى تحديث كامل في استراتيجيات المُمارسة المسرحية فيهِ, عبرَ الإرتكان الى التقاليد المهنية في الإنتاج المسرحي التي يفتقدها هذا المسرح في الوقت الراهن, اذ بدأ يشهد انحساراً واضحاً في عدد النتاجات المسرحية نفسها وانحسار أعداد المُشتغلين في حقل التقنيات المسرحية والسينوغرافيا والإخراج المسرحي, بفضل نضوب المناهج الدراسية التقليدية أصلاً التي تُعطى لطلبة الفنون المسرحية داخل المؤسسات الاكاديمية العراقية واعتمادها بشكل كامل على الجانب التنظيري التلقيني بعدما أصبحت مؤسسات آداب مسرح وليس فنون مسرحية مما أفقدها لوجود المُمارسة التطبيقية التي من شأنها تطوير وتحديث أنساق الإنتاج المسرحي في التقنيات المسرحية والسينوغرافيا والإخراج المسرحي وحتى التمثيل المسرحي, فأصبحتْ مُجمل النتاجات المسرحية العراقية الشحيحة حالياً, تجتر ما سبقها من تجارب أو «تنتحل» تجارب سبق أن قُدمت في مناسبات مسرحية إقليمية أو دولية خارج العراق.
التحديث يجب أن يبدأ أولاً في إيجاد ستراتيجية واضحة في العمل والإنتاج داخل المسرح في العراق وعدم اقتصارهِ على المسرح العاصمة بغداد وحدها, وانما يجب أن يشمل المسرح في جميع المُدن العراقية هذهِ الاستراتيجية تعتمد على إيجاد منافذ ثابتة لتمويل الأعمال المسرحية وتقديم كُل أشكل الدعم المُتاح, مما يُفضي الى تحديث شامل في شكل وأسلوب النتاج المسرحي نفسه, وهذا منوط بوجود ذوات فاعلين مُلمين بأبجديات التقنيات والسينوغرافيا المسرحية والإخراج سواء داخل المؤسسات الاكاديمية المسرحية أو المؤسسات الرسمية الحكومية و غير الحكومية, فضلاً عن وجود ريبوتوار واضح ومُحدد على مدار العام يتضمن تقديم الأعمال المسرحية من قبل هذهِ المؤسسات بالإضافة الى تقديم الدعم للفرق المسرحية الأهلية, هذا كُلهُ سيؤدي بالنهاية الى عملية تطوير وتحديث للأساليب المُتعددة للمسرح في العراق .
د. احمد ضياء: التطورات شيء مهم من أجل استمرار البنية المسرحية
من البديهي أن المسرح يجب أن يواكب التطورات لا بل القفزات الكبيرة التي تحصل على كل الأصعدة السينوغرافية أو حتى التمثيلية، في ظل وجود بنى سينمائية كبيرة وتقنيات عالية، يستثمر المسرح الآن العديد من هذه التقانات وحسب الامكانيات الموجودة، فالتطورات شيء مهم من أجل استمرار البنية المسرحية، وما شاهدناه مؤخرا في المسرح العراقي بدأت السينوغرافيا تأخذ منحى تواصلي كما حصل لدينا في مسرحية الجدار للمخرج سنان العزاوي أو كما في مسرحية بيت أبو عبد الله وyes godo، وعرض سجادة حمراء للمخرج جبار جودي ضمن هذه الأطر الجديدة في العرض المسرحي يتجه المسرح العراقي صوب جادة الصواب التي تجعل منه في مصاف عروض علمية جديدة ومن شأن المخرجين أن يبحثوا عمّا هو لافت ومهم، وأجد أن سؤال هنالك مسرح عربي أصبح من الأسئلة النسقية فعبر هذه العروض يؤثث المسرح العراقي صورة جمالية تعمل على تكوين رؤية داخل المشهد العربي.
التقنيات هي الأخرى تحاول أن تلتحق وطبيعة العرض المسرحي، فكلما كان العرض تجريبيا وذاهبا إلى مضمار ما بعد الحداثة أو ما بعدها يكون التقني بمصاف هذه الهالات الجمالية. لعل السينوغراف علي السوداني واحد من علامات التجريب في المشهد اليوم.
د. سعد عزيز: تحولت السينوغرافيا هي المركز في العرض وليس الممثل
حقيقة الهجمة التقنية في السينوغرافيا المسرحية والتوجه (الجسداني) في التعبير الحركي افقد عروضنا المسرحية خواص النص الملفوظ وتجلياته وحضر التقصير اللفظي الصوتي لدى الممثل مما نآى بالعروض بعيدا عن الجوانب الفلسفية والفكرية العميقة والبناء الحكائي المعروف وبالنتيجة ابعد الجمهور العام عن متابعة العروض المسرحية على قلتها لعدم اندكاكها بالعلل والمشكلات العضوية للمجتمع ناهيك عن استخدام التقنيات الرقمية بسبب او من دون سبب في العرض فقط لأجل ان يقال ان هذا العرض ينتمي للحداثة او ما بعدها وباسراف وافراط في النواحي الشكلية الجمالية، والتي حولت العرض الجدلي والأشكالي الضارب الجذور في تاريخ المسرح العراقي الي مادة بصرية رقمية يسير في فضاءها الممثل والنص الدرامي بغير هدى حيث تحولت السينوغرافيا هي المركز في العرض وليس الممثل وأمسى الاخير طوعا لارادة السينوغرافيا وخدمتها وليس العكس وتوارت القيم الدرامية والفكرية خلف صرعات الشكل الانكى من ذلك أن المؤسسة الرسمية والأكاديمية اليوم تولي اهتمامها وتغدق الإنتاج الطائل على هذه العروض وتدافع عنها في حين انها تمثل جانب واحد فقط من الفن المسرحي ذو الاطياف الواسعة.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

بالوثيقة.. تواقيع الكتلة النيابية الأكبر ضمن الإطار التنسيقي

انتخاب عدنان فيحان نائباً أول لرئيس البرلمان

الرجل الذي اعتلى رئاسة البرلمان السادس.. من هو هيبت الحلبوسي؟

كتائب القسام تعلن اغتيال "أبو عبيدة"

الإطار التنسيقي يعلن الكتلة الأكبر بعد انتخاب رئيس البرلمان

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

انت تتجنب الاختلاط بالآخرين ؟ هنا مكمن قوتك

فاضل السلطاني يسبر وقائع الانهيار الثقافي

تركات ضاجّة ..

رحيل ناجح المعموري ..حارس الاساطير البابلية

في غياب الأستاذ

مقالات ذات صلة

مآثر فوق التصوّر
عام

مآثر فوق التصوّر

صلاح نيازي أدناه مقتبسات متباعدات أشبه ما تكون بلوحات توحدها إنسانيتها. اللوحة الأولى- عشبة كلكامش. في هذه الملحمة يذهب كلكامش بعد أنْ أمضّ به القلق من الموت إلى «اتو نفشتم» الخالد، عسى أن يعطيه...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram