الموصل / سيف الدين العبيدي
اختتمت في محافظة نينوى مسابقة «تحدي القارئات» التي أطلقها «رصيف الكتب» بالتعاون مع المصرف الأهلي العراقي ومؤسسة تراث الموصل، حيث رُصدت لها جوائز بقيمة 10 ملايين دينار. وأقيمت المسابقة التي تطلبت قراءة كتابين على مدار 20 يوماً؛ هما كتاب «جلسة على ضفاف التراث الموصلي» للعلامة والباحث أحمد قاسم الجمعة، الذي يتناول الحياة الموصلية من عادات وتقاليد ومعالم أثرية وتراثية، إضافة إلى كتاب «القوة الهادئة».
وشارك في الاختبار أكثر من 2000 قارئة من الفئات العمرية كافة، احتضنتهن قاعات جامعة الموصل، وتضمن الامتحان 100 سؤال متنوع بين (الصح والخطأ) والفراغات والأسئلة المباشرة عما جاء في الكتابين. واستغرقت عملية تصحيح الدفاتر شهراً ونصفاً؛ إذ كان معدل تصحيح وإكمال درجات كل دفتر ساعة كاملة من العمل، تضمنت مراجعة الكتاب وفك شفرات الخطوط والأجوبة غير المباشرة، ثم التأكد من التصحيحات والدرجات، وذلك ضمن عمل اللجنة العلمية المكونة من 25 أستاذاً.
وأوضح منظم المسابقة صلاح الوراق لـ(المدى)، أن التحدي تضمن اختبارين، أحدهما إلكتروني والآخر حضوري، أثبتت خلالهما الطالبات والنساء في الموصل التميز والشغف في القراءة والتعلم، مشيراً إلى أن مشاركة هذا العدد الكبير، رغم الالتزام بالدوام المدرسي وقلة الأيام المخصصة للتحدي، كانت كبيرة وتنم عن اهتمام مجتمعي بالكتاب والتنافس في العلم والمعر
وأضاف الوراق أن القارئات قُسّمن إلى ثلاث فئات مع اختيار عدة فائزات من كل فئة؛ إذ شملت ثلاث فائزات من المرحلة الابتدايية، و4 من المرحلة الثانوية، و5 من الجامعيات والخريجات وتاركات الدراسة؛ وذلك لتحقيق التكافؤ في المسابقة بحيث تتنافس القارئة مع أخريات من الفئة الدراسية والعمرية والمستوى الإدراكي والمعرفي ذاته، ولمنع حدوث فجوة بين المشاركات. ولفت إلى أنه من غير العادل أن تتنافس تلميذة في الابتدائية مع طالبة جامعية، لما قد يسببه ذلك من رهبة تصدهن عن المشاركة، مبيناً أنه تمت مراعاة حجم المادة المطلوبة قراءتها بين الفئات، فخُصص للمرحلة الابتدائية كتاب واحد فقط، أما بقية المراحل فخُصص لهن كتابان.
من جانبها، أوضحت الفائزة الأولى من فئة الجامعيات، التدريسية في كلية الهندسة مروة عصام لـ(المدى)، أنها استفادت جداً من الكتاب الخاص بتراث الموصل، حيث تضمن الكثير من المعلومات التي تعرفت عليها. أما الفائزة الأولى في المرحلة الثانوية، منن أيمن، فأكدت لـ(المدى) أن المسابقة كانت هادفة ومنظمة بشكل ممتاز، وأسهمت في تنمية المعلومات وتعزيز روح التحدي والقراءة الجماعية لا سيما في المدرسة، مشيرة إلى أنها استفادت واستمتعت بقراءة الكتابين لما يحملانه من أفكار ومعلومات قيمة.
فيما قالت الصيدلانية زهراء قصي لـ(المدى): «إن المسابقة لم تكن مجرد مضمار للتنافس التقليدي، بل كانت تظاهرة ثقافية استثنائية نجحت بامتياز في إعادة إحياء الشغف بالقراءة في نفوس المشاركات»، مضيفة أن المسابقة تميزت بتنظيم دقيق ورؤية واضحة تهدف إلى ربط الجيل الجديد بجذوره المعرفية والتاريخية، مما جعل المشاركة فيها تجربة غنية أضافت لها الكثير على المستويين الشخصي والفكري.
وختمت حديثها بالإشارة إلى أنها عرفت كيف تطورت مهنة «العطارين» و«الشرابين» الذين مثلوا النواة الأولى للصيادلة، وكيف امتزج الطب بالعلم والزخرفة والهندسة في المستشفيات والمرافق التاريخية، وإدراكها بأن الريادة الطبية في الموصل هي نتاج تراكم حضاري طويل.










