واسط / جبار بچاي
نظم العديد من الخريجين والعاطلين عن العمل في مدينة الكوت بمحافظة واسط تظاهرة أمام مجلس المحافظة، مطالبين بالتعيين على ملاكات حقل الظفرية النفطي شرقي الكوت، وأكدوا رفضهم لأي تعيينات تحصل في الكواليس والغرف المظلمة، ويقودها نواب وسياسيون، والتي تأتي بموظفين وعمال من خارج محافظة واسط.
وشدد المتظاهرون على تحقيق معيار العدالة، وأن يكون للموقع الجغرافي أسبقية في التعيينات، كما حصل بالنسبة لحقل الأحدب الذي وفر مئات الفرص لأبناء ناحية الأحرار وقضاء النعمانية، كذلك حقل بدرة النفطي الذي كانت التعيينات فيه محصورة بأهالي القضاء وناحيتي جصان وزرباطية.
وحقل الظفرية، هو حقل نفطي مهم يقع في محافظة واسط، ويشغل مساحة 368 كم مربعًا، ودخل ضمن جولتي تراخيص النفط الخام الخامسة التكميلية والسادسة، وتعمل شركة نفط الوسط بالتعاون مع الشركة الصينية (أنتون أويل) على استكشافه وتطويره؛ بهدف زيادة الإنتاج المحلي وتوفير فرص عمل، ويحتوي على خزين نفطي كبير.
وقال حيدر العكيلي، أحد المشاركين في التظاهرة في حديث لـ (المدى): إن «هؤلاء الشباب يعانون من البطالة وضيق الحال، ويحملون أملًا في مستقبل أفضل وفرصة عمل تحفظ كرامتهم، ولديهم مطلب واحد فقط هو الحصول على فرصة عمل في حقل الظفرية النفطي بمدينة الكوت». وأضاف: «لا نقبل المساومة والتسويف على مطالبنا، فنحن نرفض تشغيل العمالة الأجنبية غير الماهرة، ونريد أكبر عدد من الوظائف الموجودة في الحقل تكون لأبناء الكوت حصرًا، كون الحقل يقع ضمن الحدود الإدارية لمدينة الكوت وناحية شيخ سعد». وأكد على أن «يكون للخريجين الذين مضى على تظاهراتهم أربع سنوات نصيب من الوظائف، لاسيما وأن كل التخصصات المطلوبة موجودة بين هؤلاء الشباب».
وقال: «هناك مطالب أخرى للأهالي الساكنين في منطقة الحقل، منها تعويض أصحاب الأراضي التي بدأت تتضرر، وإنصاف أصحاب الأراضي، وهذا حق قانوني لا يسقط بالتقادم.. لذلك سوف نستمر بالضغط وبكل الوسائل القانونية والسلمية حتى تنفيذ مطالبنا كاملة دون تسويف أو وعود فارغة».
أما زميله عدي ظاهر كزار فيقول: «نرفض رفضًا قاطعًا استقدام العمالة الأجنبية للعمل في الحقل، كذلك نرفض التعيين من بغداد والمحافظات الأخرى، وأن يكون حصر فرص التوظيف في حقل الظفرية النفطي بأبناء قضاء الكوت حصرًا، بوصفهم الفئة الأكثر تضررًا من الآثار البيئية والصحية المحتملة».
وشدد «على منع تشغيل العمالة الوافدة من خارج العراق في الحقل، في ظل توفر أيدٍ عاملة محلية قادرة على تلبية متطلبات العمل، وبما يضمن حماية فرص العمل الوطنية وتكريس حق أبناء الكوت في موارد منطقتهم». وقال: «نطالب الحكومة المحلية ومجلس محافظة واسط ومكتب التشغيل في ديوان المحافظة بالالتزام بالشفافية والنزاهة في إدارة الحقل ومنح العقود، والابتعاد عن أي ممارسات تقوم على المحاصصة أو تسليم الإدارة لشخصيات أو جهات سياسية أو متهمة بالفساد، حفاظًا على المال العام وهيبة الدولة»، مشيرًا إلى أن «الاستمرار في تسويف مطالب شباب الكوت أو تجاهلها من شأنه أن يُلحق ضررًا بالسلم المجتمعي والاستقرار الأمني في المحافظة».
وقال: «نؤكد على ضرورة عدم تدخل أعضاء مجلس النواب في ملف التوظيف داخل الحقل، أو استغلال الدرجات الوظيفية لمصالح شخصية أو فئوية، ونحمّلهم المسؤولية القانونية والأخلاقية عن أي تجاوز، مع احتفاظنا بحقنا المشروع في اتخاذ المواقف السلمية والقانونية أمام مكاتبهم ومؤسساتهم».
من جانبه، طالب السيد كريم سلمان العتابي، رئيس اتحاد نقابات العمال في واسط، الحكومة المحلية «بضرورة تحقيق العدالة في تعيينات حقل الظفرية النفطي، وأن تكون الأولوية للعمال المسجلين في قاعدة بيانات الاتحاد والحاصلين على الهوية النقابية، وكذلك توفير فرص التعيين للخريجين أصحاب الشهادات من مختلف الاختصاصات».
وقال لـ (المدى): إن «توفير فرص العمل يجب أن تكون الأغلبية من مركز المحافظة؛ لكون هنالك أعداد كبيرة من الكسبة والخريجين يبحثون عن فرص العمل، وهم فئة من الطاقات الشبابية المؤهلة للعمل، ونحن كاتحاد نقف بقوة إلى جانب مطالب المتظاهرين، ونرفض رفضًا قاطعًا استقدام العمالة الأجنبية، كما نرفض وجود عمالة من المحافظات الأخرى على حساب أبناء محافظة واسط التي يزداد فيها عدد العاطلين سنويًا».
وتقول بيداء عامر، خريجة كلية الهندسة: إن «حقل الظفرية النفطي الجديد في منطقة الكارضية هو حق مشروع لأبناء المحافظة، وبالأخص نحن الخريجين، حيث عانينا التهميش لسنوات طويلة ولم تُنصفنا الحكومات السابقة ولا الحالية».
وأضافت: «شبابنا اليوم بلا رواتب ولا يشملهم نظام الرعاية الاجتماعية، ولا تتوفر لهم فرص عمل في القطاعين العام أو الخاص، ولم تُمنح لهم قروض تمكنهم من تأمين أبسط متطلبات العيش في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة؛ لهذا نطالب بفرص التعيين في حقل الظفرية النفطي».
وذكرت أن «المتضرر الحقيقي هو ابن المحافظة، ابن الكوت، وليس أبناء المحافظات الأخرى، ومن غير المقبول ولا المنصف أن يُقصى أبناء المنطقة عن العمل داخل الحقل النفطي الواقع على أرضهم، ويُحرم المتضرر من حقه الطبيعي في العمل داخل هذا المشروع بينما تُمنح الفرص لغيره».
وكانت شركة نفط الوسط قد وقعت في الثالث عشر من حزيران الماضي تعديل عقد استكشاف وتطوير وإنتاج حقل الظفرية، أحد الحقول المدرجة ضمن جولتي التراخيص الخامسة التكميلية والسادسة في محافظة واسط، وشمل التعديل إضافة منطقة غير مستكشفة سابقًا تمتاز بواعدية جيولوجية عالية، مما يمنح فرصة حقيقية لزيادة الأعمال التطويرية في المحافظة، ويعزز من إمكانيات الإنتاج في الحقل ويزيد من فرص التوظيف.
يذكر أن محافظة واسط تضم في الوقت الحاضر حقلين منتجين هما الأحدب وبدرة، وبطاقة إنتاجية يفترض أن تكون 130 ألف برميل يوميًا من النفط الخام، لكن الإنتاج فيهما تراجع كثيرًا لأسباب غير معلومة، فيما أحالت وزارة النفط في أيار 2024 حقلين جديدين للاستثمار النفطي بمحافظة واسط ضمن جولتي التراخيص الخامسة والسادسة، هما الظفرية والزرازير.
خريجون وعاطلون يتظاهرون في واسط للمطالبة بالتعيين في حقل الظفرية النفطي
رفضوا استقدام العمالة الأجنبية وتوظيف أبناء المحافظات

نشر في: 30 ديسمبر, 2025: 12:09 ص









