باسكال جوليارد
ترجمة :عدوية الهلالي
- دونالد ترامب، العودة المدوية –
منذ عودته إلى البيت الأبيض في كانون الثاني لولاية ثانية، اتخذ الجمهوري دونالد ترامب سلسلة من الإجراءات تماشياً مع مبدأ "أمريكا أولاً» منها هجوم حمائي، عمليات ترحيل جماعية للمهاجرين غير الشرعيين، وتفكيك قطاعات كاملة من الحكومة الفيدرالية، وقد استخدم ترامب، في هذا المبدأ، سلسلة من الأوامر التنفيذية، رغم أن المحاكم عرقلت عدداً من قراراته.
ووفقاً لمعارضيه، فقد تصرف ترامب متجاهلاً الحقوق الأساسية ومراكز القوة الأخرى، إذ استهدف خصومه، وأرسل قوات الحرس الوطني إلى عدة مدن رئيسية ذات أغلبية ديمقراطية، وعمل على ترهيب وسائل الإعلام، وحارب برامج التنوع والشمول. كما انخرط في نشاط دبلوماسي مكثف، حقق نجاحاً متفاوتاً. ومع ذلك، تُظهر استطلاعات الرأي تزايد السخط بين الأمريكيين بشأن القضايا الاقتصادية، ولا سيما غلاء المعيشة. وقد أدت الهزائم القاسية في الانتخابات المحلية إلى وضع حزبه في موقف حرج قبل انتخابات التجديد النصفي المقررة خريف عام ٢٠٢٦.
- هدنة هشة في غزة -
أدى الضغط الأمريكي إلى وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحماس، بعد عامين من اندلاع الحرب المدمرة في قطاع غزة، والتي اندلعت إثر الهجوم غير المسبوق الذي شنته الحركة الإسلامية الفلسطينية على الأراضي الإسرائيلية في ٧ تشرين الأول ٢٠٢٣.وسمحت هذه الهدنة بانسحاب جزئي للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة، وتبادل آخر الرهائن الأحياء في غزة مع أسرى فلسطينيين محتجزين لدى إسرائيل، وزيادة تدفق المساعدات الإنسانية إلى غزة، على الرغم من أنها لا تزال أقل بكثير من الاحتياجات وفقًا للأمم المتحدة والعديد من المنظمات غير الحكومية .وتنتظر إسرائيل عودة جثمان الرهينة الأخير قبل بدء مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار، وهي خطوة تهدف، وفقًا لخطة أمريكية أقرتها الأمم المتحدة، إلى نزع سلاح غزة. كما تستمر التوترات الإقليمية مع استمرار الغارات الإسرائيلية على معاقل حزب الله في لبنان. كما تعرّضت إيران لغارات إسرائيلية وأمريكية على منشآتها النووية خلال حرب استمرت اثني عشر يومًا مع إسرائيل في حزيران، والتي اندلعت ردًا على هجوم إسرائيلي. وفي أيلول، استهدفت إسرائيل مسؤولين في حماس في هجوم غير مسبوق في قطر.
- جهود سلام مضنية في أوكرانيا -
شكّلت عودة دونالد ترامب إلى السلطة أولى الجهود الجادة لإنهاء الغزو الروسي لأوكرانيا، الذي بدأ في شباط 2022.وتأرجحت تعاطفات الرئيس الأمريكي ولومه بين فلاديمير بوتين وفولوديمير زيلينسكي. ففي شباط، انتقد دونالد ترامب الرئيس الأوكراني علنًا في المكتب البيضاوي، متهمًا إياه بجحود الولايات المتحدة.ولم تُسفر المحادثات المباشرة بين روسيا وأوكرانيا في إسطنبول، والتي أعقبتها قمة بين دونالد ترامب وفلاديمير بوتين في ألاسكا، عن أي تقدم ملموس نحو السلام، وأعلنت واشنطن فرض عقوبات على قطاع النفط الروسي في تشرين الأول.
- الحرب التجارية العالمية -
بحجة أن التجارة غير مواتية لبلاده، فرض دونالد ترامب، على مراحل، رسومًا جمركية على السلع المستوردة إلى الولايات المتحدة، تختلف باختلاف بلد أو منطقة المنشأ. كما فرض رسومًا جمركية محددة على قطاعات تُعتبر استراتيجية (الصلب والألومنيوم والنحاس).وبينما كانت الدول المستهدفة تدرس أو تنفذ إجراءات تجارية انتقامية، جرت مفاوضات شاقة أسفرت عن العديد من الاتفاقيات، مثل تلك المبرمة مع الاتحاد الأوروبي، أو مع الصين في نهاية تشرين الأول، مما يمثل بداية هدنة في صراع هزّ الاقتصاد العالمي.
- البابا الجديد، ليو الرابع عشر -
في 8آيارأصبح روبرت فرانسيس بريفوست، البالغ من العمر 69 عامًا، أول بابا أمريكي ، بعد وفاة سلفه فرانسيس، الذي كان مستشاره الموثوق. وبابتسامةٍ وتواضع، اتخذ هذا البابا، المولود في شيكاغو، والذي يُعتبر من الكرادلة المعتدلين، اسم ليو الرابع عشر. وقد سار البابا الجديد، الذي أمضى قرابة عشرين عامًا كمبشر في بيرو وحصل على الجنسية البيروفية، على خطى سلفه الأرجنتيني، مع تركيزٍ واضح على القضايا الاجتماعية، مدافعًا عن الفقراء والمهاجرين والبيئة.
- انتفاضات جيل زد -
في آسيا وأفريقيا وأمريكا اللاتينية، تصاعدت وتيرة حراك شباب جيل زد (أقل من 30 عامًا) احتجاجًا على الأوضاع المعيشية المتردية، وحجب وسائل التواصل الاجتماعي، وفساد النخب الحاكمة، إذ خرجوا في مسيرات في بيرو احتجاجًا على تنامي انعدام الأمن وهيمنة الطبقة السياسية، وفي المغرب، حيث تعهدت السلطات ببذل جهود في المجالات الاجتماعية، لكنها في الوقت نفسه لاحقت قضائيًا أكثر من ألفي شخص.وفي بلدان أخرى، تحولت الاحتجاجات، التي قُمعت بعنف، إلى تحدٍّ أوسع للسلطات القائمة: فبعد أعمال الشغب في نيبال، لم يكن أمام رئيس الوزراء الماوي ك.ب. شارما أولي خيار سوى الاستقالة. وفي مدغشقر، أدت الحركة إلى إطاحة الجيش بالرئيس أندري راجولينا، الذي فرّ إلى الخارج.
وفي تنزانيا، شارك الشباب بكثافة في المظاهرات التي أعقبت الانتخابات، والتي قُمعت بوحشية.وأصبح علم القراصنة من سلسلة المانغا "ون بيس" (جمجمة وعظمتان متقاطعتان يرتديان قبعة من القش)، والذي غالبًا ما يرفعه المتظاهرون، رمزًا للنضال ضد الظلم في قارات عديدة، وذلك بفضل وسائل التواصل الاجتماعي.
- استثمارات ضخمة في الذكاء الاصطناعي -
أنفقت شركات التكنولوجيا العملاقة والشركات الناشئة المتخصصة مبالغ متزايدة لتمويل النمو السريع للذكاء الاصطناعي. ووفقًا لشركة غارتنر الأمريكية، من المتوقع أن يصل الإنفاق العالمي على الذكاء الاصطناعي إلى حوالي 1.5 تريليون دولار أمريكي في عام 2025 (بزيادة قدرها 50% في عام واحد) وأن يتجاوز 2 تريليون دولار أمريكي في العام التالي.
كما تفاقمت المخاوف بشأن الذكاء الاصطناعي بسبب أمثلة جديدة على التضليل الإعلامي، واتهامات بانتهاك حقوق النشر، وعمليات التسريح الجماعي، لا سيما في شركة أمازون، والتشجيع على الانتحار من خلال تقديم نصائح محددة لذا سنّت ولاية كاليفورنيا تشريعات تنظم عمل برامج المحادثة الآلية، أو ما يُعرف بـ"برامج الدردشة الآلية»
عملية سرقة مذهلة في متحف اللوفر -
في التاسع عشر من تشرين الأول ، اقتحم لصوص يرتدون سترات عمل متحف اللوفر الشهير في وضح النهار، مستخدمين مصعد شحن مخصص لنقل البضائع، بعد تحطيم نافذة واستخدموا آلة قطع الزوايا لقطع خزائن العرض وسرقوا جواهر التاج التي تُقدر قيمتها بـ 88 مليون يورو، كل ذلك في ثماني دقائق.أثارت هذه السرقة المذهلة جدلًا عالميًا، وسلطت الضوء على الثغرات الأمنية في أشهر متاحف العالم.
- غارات أمريكية في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ -
منذ آب، نشرت واشنطن وجودًا عسكريًا كبيرًا قبالة سواحل فنزويلا، رسميًا لمكافحة تهريب المخدرات المتجهة إلى الولايات المتحدة.ونُفذت سلسلة من الغارات في الأسابيع الأخيرة في منطقة البحر الكاريبي والمحيط الهادئ ضد سفن يُشتبه بنقلها مخدرات، ما أسفر عن مقتل نحو مئة شخص. وقد شكك الخبراء في شرعية هذه العمليات.وتعتبر كاراكاس هذه العمليات ذريعة للإطاحة بالرئيس نيكولاس مادورو والاستيلاء على احتياطيات النفط في البلاد.وبعد احتجاز ناقلة نفط تحمل خامًا فنزويليًا في 10 كانون الأول ، أعلنت واشنطن فرض "حصار شامل" على ناقلات النفط الخاضعة للعقوبات المتجهة من وإلى فنزويلا.
- أحداث مناخية غير مسبوقة –
تتابعت الأحداث المناخية المتطرفة، وتفاقمت وتيرتها وشدتها بفعل تغير المناخ الناجم عن النشاط البشري، وفقًا للعلماء.ففي جنوب شرق آسيا، ضربت الفلبين في أقل من شهرين أعاصير راغاسا، وكالمايغي، وفونغ وونغ. وتعرضت فيتنام لعواصف وفيضانات وانهيارات أرضية، بينما خلّفت عاصفتان استوائيتان مئات القتلى في نهاية العام في سريلانكا وإندونيسيا.
ومع ارتفاع درجات الحرارة، اشتدت حرائق الغابات في أوروبا، حيث سُجّل رقم قياسي في المساحة المحروقة خلال فصل الصيف. وشهد الساحل الفرنسي المطل على البحر الأبيض المتوسط أسوأ حرائق غابات منذ 50 عامًا. وفي الولايات المتحدة، أدت حرائق اندلعت بسبب الصواعق إلى إغلاق الحافة الشمالية لوادي غراند كانيون الشهير (أريزونا) في منتصف تموز حتى نهاية الموسم السياحي.









