 بغداد/ فراس القيسيفوضى وإرباك، قتلى وجرحى، حوادث غير معهودة، مسلحون لا يتجاوز عددهم أصابع اليد يحتلون مبنى حكوميا فيه من الجنود والحراسات ما يكفي لدخول معارك مع جيوش منظمة، احد عشر مسلحا يحتلون مجلس محافظة فيه العدة والعدد من القوات الأمنية،
 وهو من اشد الأماكن تحصينا لا يعطي تفسيرا سوى أن الأجهزة الأمنية غير مؤهلة أصلا، لمواجهة عناصر تنظيمات مسلحة تفوقهم في التكتيك والخطط أمام قوات لا تحمل معها غير أسلحة لا تجيد استخدامها مشاهد نراها في أفلام الاكشن ذات الصناعة الاميركية المشهورة.سياسيون يحملون الحكومة مسؤولية الانهيارات الأمنية دائما من دون التوصل إلى حلول تطمئن الشارع العراقي الذي بات ملتهبا على غير عادته، تظاهرات استنكارات شجب، فواجع في كل بيت. والقصة هي انشغال السياسيين بالمنفعة على حساب الأمن والصراعات السياسية تزداد والحقائب الأمنية خالية والخروقات مستمرة والاتهامات تتقاذف دون حلول ناجعة.لجنة الأمن والدفاع في مجلس النواب شددت على ضرورة محاسبة المقصرين وتقديمهم للعدالة بعد العملية الإرهابية في مبنى محافظة صلاح الدين أمس الأول.عضو لجنة الأمن والدفاع عن التحالف الوطني حاكم الزاملي اتهم جهات حكومية لم يسمها وراء هذا الحادث بالإضافة إلى فلول القاعدة والبعث، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن ما يعزز هذه الشكوك هو وجود شخص مسؤول كان في اجتماع رسمي قبيل العملية الإرهابية ومن ثم ثبتت شكوك حول هذا الشخص بان له دورا في تنفيذ هذه العملية ودخول الإرهابيين إلى مبنى مجلس المحافظة، مؤكدا "بدأ التحقيق في الأمر، وسيتم إعلان النتائج في اقرب وقت ممكن".وقال الزاملي إن السيارات الحكومية تصول وتجول في أرتال دون أن يتم تفتيشها، وهذا الأمر يساعد على استغلال هذه السيارات بالقيام بالعديد من العمليات الإرهابية، مضيفا في تصريحات لـ(المدى) أن لجنة الأمن والدفاع البرلمانية شكلت لجنة عليا للتحقيق في هذا العمل الجبان وسوف تصدر عدد من الإجراءات المهمة من بينها وجوب تفتيش السيارات الحكومية بدون استثناء.وتابع الزاملي أن هناك سببا آخر للإرهاب وهو عدم كفاءة العديد من القوات الأمنية وسوف تقوم لجنة الأمن والدفاع بإصدار تعليمات صارمة تفرض على الحكومة إقالة العناصر غير الكفوءة، وكذلك إحالة المقصرين أو الذين يقدمون تسهيلات للإرهاب و تقديمهم للقضاء، مطالبا بتكثيف الجهد الاستخباراتي.وشهدت مدينة تكريت استهداف مبنى مجلس محافظتها بهجوم مسلح نفذه عدد من الإرهابيين يرتدون زيا عسكريا قاموا بتفجير حزام ناسف وسيارة مفخخة قبل أن يقتحموا مبنى المحافظة ويقتلوا 15 رهينة بينهم 3 من أعضاء مجلس محافظة صلاح الدين وعشرات الجرحى.القيادي في الصحوات إياد الجبوري أكد وجود خروقات أمنية في القوات الأمنية لكنها بشكل نسبي، بسبب وجود الوعي الوطني لدى الشعب في وأد أي فتنة، لافتا إلى أن الوضع الأمني في العراق أكثر استقرارا من المنطقة التي تشهد اضطرابات متعددة، وأضاف الجبوري في تصريح لـ(المدى) إن ما ينسب من أحاديث من أن الحكومة مقصرة في إنهاء ملف الصحوات أو عن وجود عناصر في الصحوات عادوا إلى مواقفهم السابقة في العمل ضد القوات الأمنية هو اتهامات باطلة الهدف منها هو التشكيك بولاء مقاتلي الصحوات.وتابع الجبوري أن الحكومة جادة في حسم هذا الملف وان وزارة الدولة لشؤون المصالحة الوطنية تسعى جاهدة لإنهاء هذا الملف الحيوي والمهم.وقال الجبوري إن للقاعدة خلايا نائمة بدت تنشط من جديد بسبب الضعف الأمني الواضح كما أن للفراغ الكبير الحاصل في المناصب الأمنية دورا فعالا في عودة هذه الخلايا إلى النشاط وترتيب أوراقها لإرباك المواقف.بدورها أعربت النائب عن القائمة العراقية وحدة الجميلي عن أسفها وحزنها لما حدث في مبنى مجلس محافظة صلاح الدين أمس، وما حصل من عمليات قتل وإبادة للمواطنين على يد المجموعة الإرهابية التي اقتحمت المجلس واصفة إياه بأنه عمل إجرامي.وقالت الجميلي إن "الأمور في المحافظة مرتبكة إلى الآن وان التقارير لم ترد كاملة وإنما هي روايات، مبينة "نحن الآن أمام بناء دولة وليست حكومة لان الدولة أهم من الحكومة وفي مرحلة تأسيس الديمقراطية"، مشددة على ضرورة دعم الحكومات المحلية والمحافظين ومجالس المحافظات".واتهمت الجميلي الحكومة بأنها "لا تبالي تجاه الاستهدافات المبرمجة التي تحدث هنا وهناك من ضمنها اشتباك الطلبة الكرد والتركمان في كركوك وهذه بادرة خطيرة للطائفية وكذلك موقفها من حادثة مجلس محافظة صلاح الدين".وعزت الجميلي الحادث إلى تنامي خلايا القاعدة والإرهاب التي تنشط مع اللامبالاة الحكومية تجاه الخروقات الأمنية وعدم وجود وزراء أمنيين وغياب العدالة و التوازن السياسي، ولم تستبعد الجميلي أن تكون هناك أيادٍ خفية أو جهة سياسية تريد السيطرة والهيمنة وراء ما حدث في محافظة صلاح الدين، منوهة إلى أن هناك توجها خفيا واستراتيجية قوية يعملان بصورة متعمدة، متوقعة تكرار هذه الحادثة في محافظات الانبار والبصرة ونينوى والديوانية".من جانبه عزا النائب الأول لرئيس مجلس النواب العراقي قصي السهيل القيادي في كتلة ا