بغداد/ هشام الركابيدعا العديد من المختصين إلى تشديد الرقابة على المجمعات السكنية غير القانونية (العشوائيات) وبالأخص تلك التي يتعاطى فيها الشباب الحبوب المخدرة سواء في مدينة بغداد أو المحافظات الجنوبية التي ارتفعت فيها نسب التعاطي بأرقام مخيفة. وأكد مصدر امني في تصريح لـ(المدى) أن العشوائيات أصبحت بؤرا لتعاطي والمتاجرة بالمواد المخدرة، بسبب غياب الرقابة عنها، وعدم وجود سلطة أو هيبة القانون والعرف العشائري على تلك المجمعات السكنية التي ظهرت عقب سقوط النظام المباد.
 وأضاف المصدر: أن القوات الأمنية تسعى جاهدة لاعتقال تلك العصابات ومتعاطو المخدرات وبالأخص الشباب والمراهقين الذي يقفون وراء العديد من جرائم السرقة. وفي هذا الصدد أعلن مصدر امني آخر عن اعتقال عصابة لتجارة المخدرات في منطقة الفضل وسط بغداد وبحوزتها مادة الهيرويين وحبوب (كبلسة). وأضاف المصدر أن عملية الاعتقال جاءت عقب متابعة هذه العصابة لفترة طويلة، ما أدى إلى اعتقالها متلبسة بالجرم.ويؤكد أستاذ علم الاجتماع باسم كاظم أن المناطق الشعبية وسكان العشوائيات تعد بؤرة لتداول وتعاطي المخدرات وفقا لطبيعة مجتمع تلك المناطق، وأضاف في تصريح لـ(المدى): تتصف المناطق الشعبية والعشوائيات بأنها مغلقة ومن الصعب اختراقها من قبل الأجهزة الأمنية لمتابعة العصابات المختلفة، وهذا موجود في العراق منذ عقود وفي الدول العربية أيضاً، لذا فأن مخاطر انزلاق الشباب في المناطق نحو الإدمان على المخدرات وارد جدا. وتابع كاظم: والأمر كذلك ينطبق على المحافظات التي عانت منذ عقود من الحرمان، واتسعت فيها دائرة الفقر، ما ولد حاجة إلى الهروب من الواقع المرير عبر تعاطي المخدرات وساعد ذلك طول الحدود العراقية مع دول مجاورة وعبور المخدرات منها إلى العراق، بعد إن كان لفترة طويلة ممرا لها دون أن يستهلك مواطنوه هذه المخدرات ويتعاطوها، إذ أن الموقع الجغرافي للعراق وتوسطه بين إيران التي تمر منها المخدرات من أفغانستان إلى دول الخليج جعلت منه اليوم بلدا مستهلكا للمخدرات، لذا فأن تحصين الشباب من مخاطر المخدرات واجب مهم لحماية المجتمع من التحلل. من جهة أخرى أفاد مصدر في شرطة محافظة البصرة الثلاثاء، بأن قوة أمنية اعتقلت ثلاثة أشخاص يؤلفون عصابة تتاجر بالمواد المخدرات غرب المحافظة، فيما ضبطت كميات كبيرة من الحبوب المخدرة بحوزتهم. وقال المصدر بحسب وكالة"السومرية نيوز"، إن "قوة من الشرطة نفذت، ظهر الثلاثاء، عملية دهم في مركز قضاء الزبير أسفرت عن اعتقال عصابة تتألف من ثلاثة أشخاص بتهمة التجارة بالمخدرات"، مبيناً أن "القوة ضبطت بحوزة المعتقلين 45 ألف حبة مخدرة كانت موضوعة داخل أكياس بلاستيكية". وأضاف المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه، أن "العملية استندت إلى معلومات استخبارية دقيقة"، مشيراً إلى أن "القوة اقتادت المعتقلين إلى أحد مراكز الاحتجاز الأمني لإخضاعهم للتحقيق".وكانت شرطة الديوانية قد أعلنت عن اعتقال 25 من مروجي المخدرات في المحافظة خلال أسبوعين، فيما ألقت شرطة كركوك القبض على تاجر مخدرات في سوق خان خورما، وكل هذه المعطيات تصب في أن خطر المخدرات يحاصر الشباب وبالأخص العاطلين عن العمل في المدن والمناطق الشعبية والفقيرة. ويشير أستاذ الاجتماع إلى أن على الحكومات المحلية وبالأخص في مدن الجنوب إيجاد فرص عمل للشباب والتنسيق مع القوات الامنية لمنع دخول المخدرات من دول الجوار للمتاجرة بها، فكما يبدو أن هذه التجارة أصبحت موردا مهما للعديد من الشخصيات هناك، وما الإثراء الكبير للعديد من الأشخاص في مدن الجنوب وتكوين إمبراطوريات مالية ضخمة، إلا دليل على منافع تجارة المخدرات.