بغداد/ اياس حسام الساموكتثار بين الحين والآخر قضية إقامة الولائم من قبل بعض الكتل السياسية لغرض كسب المزيد من الحلفاء، ففي الوقت الذي تؤكد فيه تقارير صحفية أن مصدرها هو المال العام، ينفي مقربون من الأحزاب الحاكمة هذا الأمر، مؤكدين أنها تأتي من الأموال الخاصة إلا أنهم شككوا في مصدرها على اعتبار أن اغلبها يكون من الدول الإقليمية.
ويقول عضو الائتلاف الوطني طه درع في تصريح لـ"المدى" إن هذا الأمر يعد واحدا من ابسط أوجه إهدار المال العام، مبينا أن الإهدار فيه صور كثيرة منها إقامة الولائم بأموال الدولة ومخصصات السفر والايفادات وتفشي الرشوة وهي بمجملها تشكل الفساد المالي المستشري في جميع مرافق الدولة.عدم وجود عمل مؤسساتي داخل الدولة اعتبره درع واحدا من أهم الأسباب التي أدت إلى عدم معرفة مصادر تمويل هذه المآدب والولائم.بيد أن نوابا أكدوا على عدم دعوتهم إلى أية وليمة أو دعوة خاصة منذ مدة طويلة كونهم منشغلين في الوقت الحالي بعملهم البرلماني بعيدا عن مثل هكذا أمور.وتقول النائبة عن القائمة العراقية ناهدة الدايني في تصريحها لـ"المدى" أنها لم تتلق أية دعوة أو وليمة منذ اكثر من سنة، وبالتالي فأن الحديث عن صرف أموال كبيرة في مثل هذه اللقاءات بعيدة عن مسامعها.بدوره نفى مقربون من رئيس الوزراء نوري المالكي أن تكون هذه الأموال قد صرفت من خزينة الدولة على اعتبار أن الأموال التي كانت مخصصة للحكومة السابقة أنفقت جميعها وفق خطط مدروسة وبالتالي فأن أي مال يخرج من الحكومة يعرف مصدره من أين وإلى أين ذهب، إلا أنهم أكدوا أن الأموال التي صرفت مختلفة المصادر لتنفيذ أجندات معينة.وحصر القيادي في ائتلاف دولة القانون عدنان السراج مصادر تمويل هذه الولائم بثلاثة أوجه، الأول هو المال السياسي، موضحا في تصريحه لـ"المدى" إن هذا المال تدفق وبشكل كبير إلى العراق خلال فترة الدعاية الانتخابية لإقامة مثل هكذا ولائم عن طريق دول الجوار.وأضاف السراج أن نوعا آخر من الأموال خصص لهذا الغرض، ومصدره المقاولون من اجل تحقيق مكاسب تجارية بعد فوز المرشح الذي أعطوه الأموال فضلا عن قيام الأخير بحمايتهم من الملاحقات لما يوفره المنصب العام من امتيازات.وتابع السراج إن هنالك أموالا أخرى تدفع من بعض قيادات النظام السابق إلى المرشحين، واصفا الأمر بالسمسرة لتحقيق بعض المكتسبات والتي من بينها تشكيل وجهة نظر سياسية وقوة في البرلمان والحكومة من شأنها الدفاع عن النظام السابق.بيد أن السراج لم يكتف بهذا القدر من التشخيص ويذهب إلى ابعد من ذلك من خلال تأكيده على وجود مافيات تقوم بتحويل جزء من هذه الأموال من مصادرها الثلاث إلى وسائل إعلام معينة تقوم بنشر ما يقوم به المرشح من نشاطات وولائم، فضلا عن تلميع صورته أمام الرأي العام من اجل أن تكون له مقبولية من الشارع العراقي.وبحسب تقارير صحفية فان احدى الولائم لوزير في الحكومة الحالية بلغت كلفتها 14 مليون دينار وقام بأخذ المبلغ من ميزانية وزارته الاستثمارية.
شكوك حول تحويل أموال عامة إلى ولائم الأحزاب
نشر في: 30 مارس, 2011: 09:53 م