البصرة / السومرية نيوز وضعت الحكومة المحلية في البصرة ، حجر الأساس لمشروع إنشاء متحف في أحد القصور الرئاسية التي خلفها النظام السابق، وفيما أعلنت القنصلية البريطانية خلال احتفالية بالمناسبة عن تشكيل جمعية خيرية في لندن لجمع تبرعات بقيمة خمسة ملايين دولار لتمويل المشروع، كشفت وزارة السياحة والآثار عن قرب إطلاقها مبادرة دولية لحماية وإستعادة الآثار العراقية في الخارج.
وقالت رئيس لجنة السياحة والآثار في مجلس محافظة البصرة زهرة حمزة البجاري في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن مراسم نظمتها الحكومة المحلية امس، "بمناسبة وضع حجر الأساس لمشروع إنشاء أول متحف تاريخي في البصرة يتألف من أربع قاعات كبيرة، ثلاث منها للحضارات السومرية والآشورية والبابلية، وقاعة لتاريخ البصرة".وأضافت أن "المتحف تقرر أن يكون في قصر البحيرة الرئاسي المطل على شط العرب وسيجهز بالمقتنيات والقطع الأثرية من المتحفين الوطني في بغداد والمتحف البريطاني في لندن"، مشيرة إلى أن "المتحف من المؤمل أن ينجز العام القادم وسيحوي قاعة مخصصة لعرض مقتنيات المتاحف العالمية".من جانبها، أفادت القنصل البريطاني في محافظة البصرة اليس والبول في حديث لـ"السومرية نيوز"، بأن "المتحف البريطاني أسس في كانون الأول الماضي جمعية خيرية في لندن أطلق عليها اسم (جمعية أصدقاء متحف البصرة) وظيفتها جمع التبرعات لتمويل المشروع الذي يتطلب تنفيذه خمسة ملايين دولار"، مبينة أن "شركة برتش بتروليوم تبرعت مؤخراً بمبلغ 500 ألف دولار لدعم إنشاء المتحف، كذلك ساهمت شركة مات ماكدونالد البريطانية للاستشارات الهندسية بوضع التصاميم الأساسية للمتحف".من جهته، ذكر رئيس جامعة البصرة صالح إسماعيل نجم في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن "الجامعة وبالتنسيق مع هيئة الآثار والتراث في البصرة نظمت الشهرين الماضيين سلسلة من الدورات التدريبية لإعداد وتأهيل الأشخاص الذين سوف يديرون المتحف"، لافتاً إلى أن "الجامعة سوف تباشر في العام القادم بإعادة بناء متحف التأريخ الطبيعي التابع لها، بعد أن وافقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي على تخصيص خمسة مليارات دينار له".يشار إلى أن متحف التاريخ الطبيعي الذي يوجد موقعه في منطقة العشار وسط المدينة كان من أبرز المعالم السياحية في محافظة البصرة، قبل أن يتعرض في العام 2003 إلى النهب والتخريب ومن ثم سكنته بعض الأسر المشردة، والمتحف كان يحتوي على نماذج محنطة من معظم أنواع الطيور والحيوانات البرية والأسماك البحرية والنهرية والأحياء المائية الأخرى التي تعيش في جنوب العراق ومنطقة الخليج العربي.بدوره، قال مستشار وزارة السياحة والآثار العراقية بهاء المياح في حديث لـ"السومرية نيوز"، إن الوزارة "فخورة بمشروع تحويل قصر البحيرة إلى متحف تأريخي لان البصرة بحاجة إلى وجود متحف يضم آثاراً من كل الحضارات التي نشأت في وادي الرافدين"، مضيفاً أن "الوزارة تشجع على إنشاء متاحف مماثلة في المحافظات الأخرى وخاصة الجنوبية لأنها تحتوي على مواقع أثرية كثيرة".في سياق آخر، كشف المياح عن "استعداد العراق لإطلاق مبادرة دولية لاستعادة آثاره المسروقة، عبر دعوة المجتمع الدولي إلى عقد اتفاقية جديدة لحماية الآثار بدل اتفاقية اليونسكو لعام 1970، واتفاقية المعهد الدولي لتوحيد القانون الخاص (ونيدروا) لعام 1995، لأن الأخيرة كانت مجحفة بحق الدول ذات الحضارات القديمة ومنها العراق".ولفت مستشار وزارة الثقافة إلى أن "بعض عصابات تهريب الآثار تقف وراء تمويل العمليات الإرهابية في العراق"، معتبراً "التعجيل باستئناف التنقيبات الأثرية العراق سوف يحد من التنقيبات العشوائية"، مشيراً بهذا الخصوص إلى أن "ألمانيا وافقت قبل أيام قليلة على إيفاد بعثة للتنقيب عن الآثار في العراق ستكون البعثة الأجنبية الأولى التي تعمل بالعراق منذ العام 2003".يذكر أن مجمع القصور الرئاسية الذي يقع في منطقة البراضعية القريبة من مركز مدينة البصرة يتكون من أربعة قصور متجاورة خلفها النظام السابق، وحولتها القوات البريطانية في العام 2003 إلى قاعدة عسكرية، ثم سلمتها أواخر عام 2007 إلى الحكومة العراقية التي شكلت في العام 2009 لجنة قررت وضع أحد القصور تحت تصرف الحكومة المحلية، وآخر حولته إلى قصر ضيافة لإقامة كبار المسؤولين لدى تواجدهم في البصرة، فيما قررت تحويل الثالث لقصر ثقافي، كما وخصصت العام الماضي قصر البحيرة كموقع لإنشاء متحف تأريخي.وقصر البحيرة بني عام 1992 وهو يتألف من طابقين وتطل منه على محيطه الخارجي شرفات خشبية، كما أن سقوفه الداخلية كلها مزينة بالنقوش الإسلامية، ويحتوي القصر على بوابة خشبية مازال أسم الرئيس السابق صدام منقوشاً عليها
البصرة تحوّل أحد قصور صدام إلى متحف تاريخي بتمويل بريطاني
نشر في: 31 مارس, 2011: 07:16 م