طالب مواطنون من نينوى، ممثلي المحافظة في مجلس النواب، بالتحرك لاستجواب رئيس الحكومة المركزية نوري المالكي، او مقاضاته، لأنه أهان نينوى وأهلها، مهيبين بالأحزاب ومنظمات المجتمع المدني، إعلان مواقفها إزاء ذلك.يأتي هذا بعد نشر مقال افتتاحي لرئيس تحرير جريدة "المدى" فخري كريم، الأربعاء الماضي، ذكر فيه ان المالكي وخلال لقاء جمعه به وبرئيس الجمهورية جلال طالباني، قال عن اهالي الموصل "سيظلون رغم كل شيء سنة وقومجية عربان، وملجأ للبعث والمتآمرين على الحكم في العراق". المقال تم تداوله على نحو واسع شعبياً ورسمياً في الموصل خلال اليومين الماضيين، وذكر موزع الجريدة في المدينة، أن العدد الذي نشر فيه المقال نفد بمجرد وصوله، وانه تلقى طلبات كثيرة من مواطنين، للحصول على نسخ من العدد، وأوضح "كانوا يسألون عن المقال الافتتاحي تحديداً".
المنتديات الحوارية، ومواقع التواصل الاجتماعي كالفيس بوك وتويتر، كانت ساحة أفرغ فيها مواطنون من نينوى، وغيرها من المحافظات العراقية، جام غضبهم على رئيس الحكومة، وقد وضع احدهم على صفحته الشخصية في فيس بوك صورة للمالكي، وكتب مهمشاً عليها (هذا الرجل لم يعد يمثلني).
فيما طالب آخرون في أحاديث للمدى، بمقاضاة المالكي، وأكدوا بان ما قاله يتوافق تماماً مع سياسته تجاه نينوى خلال السنوات السابقة، من عدم صرف كامل استحقاقها من مبالغ ميزانية تنمية الاقاليم، والإبقاء على ازمات الكهرباء والوقود، وارتفاع معدلات البطالة، والاعتقالات العشوائية، ومنع استثمارها لآبارها النفطية.
  ونبه الموظف التربوي المتقاعد سفيان نجم، الى ان رأي المالكي بأهل نينوى، يفسر ما يجري فيها، وقال انه لا يستغرب أبداً من الأمر، لأنه عاش إجراءات حكومية هي أكثر قسوة من مجرد كلمات خلال الفترة الماضية، كحرمان نينوى من جزء من حصتها الشحيحة أصلاً من الكهرباء، وتحويلها الى سوريا على سبيل المثال.
وتساءل "لماذا نينوى بالذات لا تستقر أمنياً أو سياسيا، ولا حتى اقتصاديا، لماذا الموصل عبارة عن معسكر للجيش تصعب فيه الحركة، وجميع سكانها مشكوك في أمرهم".
وبشيء من الغضب، قال الحقوقي محمد نافع زاهر "على مجلس محافظة نينوى، ان يتوقف عن صراعاته، والسجالات الدائرة فيه بشأن توافه الأمور، وأن يتبنى موقفاً مشرفاً تجاه هذه القضية، لكونه يمثل نينوى".
  وذكر ان اعضاء في المجلس، يتباهون حاليا بتقربهم من رئيس الحكومة المركزية، وتحالفه، ويروجون له، وطالبهم ببيان رأيهم في ما قاله المالكي بحق الاهالي الذين أوصلوهم الى مقاعد المجلس.
الناشط السياسي المستقل، بشار عبد الغني، أكد بان الحديث يدور في الموصل، عن تنظيم مظاهرة منددة بسياسة رئيس الوزراء نوري المالكي تجاه محافظة نينوى، وسيتم قريباً تقديم طلب الى ديوان المحافظة للترخيص لها.ولم يذكر بشار الجهات السياسية التي تقف وراء التحضير للمظاهرة، لكنه أشار الى أن الجميع مستاؤون مما نشرته وسائل الاعلام مؤخرا بشأن ما قاله المالكي، وقلة منهم ينتظرون توضيحاً رسمياً من رئاسة مجلس الوزراء، "لان اغلبية الموصليين لا تكترث بذلك، ومتيقنة بأن ما قيل هو رأيه وقناعته التامة بنينوى".
   مسؤول محلي فضل عدم الاشارة الى اسمه، قال في تصريح للمدى، ان منح نينوى 1% فقط من الموازنة العامة، في حين ان حصتها الحقيقية 10%، يشير بوضوح تام الى صحة ما نقله فخري كريم عن المالكي، وأن "رئيس الحكومة كشف بهذا الحديث عن مستوى طائفي لم يسبقه اليه رئيس حكومة عراقي على مر التاريخ".
وشكك المسؤول المحلي بوجود أية ردة فعل من مجلس محافظة نينوى، ولا حتى من الكتل والاحزاب السياسية، في نينوى، وقال بان معظمهم منخرط في الاستعدادات لانتخابات مجالس المحافظات المقبلة، والتنديد بما قاله المالكي مخاطرة بالنسبة اليهم. دون أن يوضح ماذا يقصد بالمخاطرة. الناشط السياسي المغترب خالد الدباغ، قال على صفحته الشخصية في فيس بوك انه لم يصدق بداية ان نوري المالكي قد وصف الموصل بقوله (هؤلاء -ويعني بهم أهل الموصل الحدباء - هم أعداء لنا، وسيظلون رغم كل شيء سنة وقومجية عربان، وملجأ للبعث والمتآمرين على حكمنا .! )
 ولكن يوم انتبهت الى ان هذا وارد في مقال فخري كريم رحت "اقطع الشعرة الوحيدة المتبقية من مقولة (احمل أخاك على سبعين محمل خير) مع المالكي".
وتابع "لقد كشف عن طائفيته، وعن وموقفه تجاه السنة، والعرب عندما وصفهم بالأعداء".
 ويساءل "ماذا سيقول الذين دخلوا في قوائم انتخابية محسوبة على نينوى ومدعومة من رئيس الحكومة المركزية، بشأن هذه التصريحات"؟
وطالب اهالي نينوى بإقامة دعوى قضائية ضد المالكي واعتماد مقال السيد فخري كريم كوثيقة والطلب منه الدخول في الدعوى كشاهد.