TOP

جريدة المدى > المنتدى العام > الشباب قوة محركة رئيسية للتغيرات في المنطقة

الشباب قوة محركة رئيسية للتغيرات في المنطقة

نشر في: 1 إبريل, 2011: 05:41 م

د. فالح الحمرانيفي منتصف ستينات القرن الماضي طرح الفيلسوف الأمريكي ألماني الأصل هربرت ماركوزه، وهو ملهم بأحداث ثورة الشباب عام 1968 التي هزت حينها أوروبا وليس وحدها ،نظريته التي استشرف فيها ان المحرك الجديد للثورة العالمية سيكون الشباب وليس البروليتاريا التي راهنت عليها الماركسية.فرأسمالية القرن العشرين تمكنت من احتواء برولتاريا المراكز الصناعية الكبرى ودمجها في نظامها أو بكلمة أخرى تقديم الرشوة لها وبالتالي تدجنيها وإفراغها من روحها الانقلابية وما كرس لها الفكر الماركسي من دور تاريخي لها.وها هو الشباب يعود في  بداية العقد الثاني من القرن الحادي والعشرين ليؤكد حضوره على السياسية ولكن هذه المرة في البلدان العربية او بالأحرى الشرق أوسطية ويكون القوة المحركة للإطاحة بالأنظمة الشائخة التي فقدت حس الزمن وتحولت إلى عائق حقيق أمام التحول والتحديث والعصرنة والتطوير وإطلاق الطاقات الاجتماعات،
فشاعت في ظلها الأمراض الاجتماعية والعطب الاقتصادي وازدهرت قوى البوليس والمخابرات الموجهة لكبح جماح القوى الصاعدة.إن القوى التي تقف وراء الانفجارات الاجتماعية في تونس ومصر وغيرها من دول المنطقة، هي القوى المتعلمة التي تحس بنبض العصر، وهي مشحونة بإرادة التغيير نحو الأفضل، والداعية للعدالة والعقلانية وترشيد موارد الدولة وموازنتها لتصب في خدمة المواطن ورفع مستوى المعيشة وبالأخص نوعية الحياة والتعامل معها كمعطى مقدس لا يمكن الاستهانة به او التجاوز عليه.وأن الشباب في البلدان العربية ،الذي ألهمته ثورة الياسمين في تونس  والمشحون بالإحباط وخيبة الأمل من عجز أحزاب المعارضة التقليدية بجر الجماهير العريضة لتحقيق التغيرات المنشودة، يتزعم هذه الحركة بانتفاضات الغضب في العديد من الدول العربية ـ .لقد كان للشباب دائما الدور الطليعي فيها.  فالجيل الجديد أكثر إدراكا  بمتطلبات العصر وهو الشريحة الاجتماعية المتمكنة من استعمال وسائل الإعلام الجماعية وانجازات العصر الإعلامية، كالانترنت والفيس بوك، لذلك يمكن  الحديث عن ظهور قوى جديدة، في العالم العربي، إلى جانب المعارضة التقليدية. وتجدر الإشارة إلى خروج آلاف المتظاهرين  الذين كانت أغلبيتهم من 19 إلى 22 عاما إلى الشوارع حال الإعلان عن أو هروب لرئيس مستبد ألا وهو زين العابدين بن علي بعد اشتداد الاحتجاجات في تونس. لقد حدد الشباب بأنفسهم ساعة الصفر لاندلاع ثورات الغضب، وقرروا الخروج للشارع. علما أن  بذور الانتفاضات كانت مزروعة قبل أيام الغضب، بفترة طويلة.وقام  ناشطون شباب مرتبطون بعضهم مع البعض الآخر عن طريق فيسبوك وغير ها من الشبكات الاجتماعية بتشكيل حركات كوسيلة للتضامن لجر الشرائح الأخرى المتطلعة أيضاً لنور التغيير.  ولكن  خلال فترة زمنية فان هذه الحركة التي كان تعوزها القيادة الموجهة البعيدة عن عيون أجهزة الأمن، كسبت المزيد من الأنصار والمتعاطفين، وأصبحت تحركاتها منسقة أكثر.  وفي الوقت الذي يتابع المراقبون كيف ان الشباب الذي لم تظهر له قيادة واضحة يلعبون الدور الطليعي في الانتفاضات، يرون أن المعارضة التقليدية ستحاول  الاستحواذ على نتائجها،  ويبدو أن الكثير من الأحزاب التقليدية التي ليس لها قاعدة جماهيرية عريضة ، مستعدة للالتحام بحركة التغيير لقطف ثمارها.ان مكون الشباب في اي مجتمع هو العنصر الفعال الذي تعتمد ديناميكية الدول في حاضرها ومستقبلها عليه، وعادة ما  تكون ميوله وتطلعاته هي الإشارة الضوئية التي تكشف عن المسارات الأكثر احتمالا للمستقبل، والمؤسسات الذكية هي التي تأخذ كل ذلك بنظر الاعتبار في وضع خططها ونظم الإدارة وتحديد الأولويات المستقبلية.ومن الخطأ تجنيد مؤسسات الدولة لممارسة العنف ضد تطلعات النزعات البناءة  للمكون المهم في المجتمع، ولكن يجب التفاعل معه وتنقيتها من الملحقات الضارة، كما يجرى اجتثاث الأشواك من الحقول المزدهرة.أن المهام الملقاة على عاتق هذه المكون الاجتماعي المهم،تستدعيه أن يتحلى بالوعي والتسلح بالمعرفة العلمية والنظر الثاقب، وان يفسح المجال لقيادة له تستطيع وضع الستراتيجيات الهادفة لبناء وطن عصري تتناغم فيه الحياة مع نبض العصر ووتائر تحركه، والارتقاء لبناء دولة شعب وليس فضاء للطوائف والعشائر والكيانات غير المنسجمة، بوضع عقيدة انتماء شاملة تربط مكونات الشعب كافة ، والحديث طبعا هنا يدور عن بلدنا الواحد:العراق.  rn إعلامي من العراق مقيم في موسكو   

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

ملحق ذاكرة عراقية

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

كاريكاتير

كاريكاتير

ميثم راضيميثم راضي
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram