تحقيق / وائل نعمةعدسة /أدهم يوسفخرج أهالي الناصرية في حزيران الماضي بتظاهرات حاشدة شارك فيها المئات ، للمطالبة بحل أزمة انقطاع التيار الكهربائي في المدينة التي تصل إلى اكثـر من 18 ساعة يوميا في ظل ارتفاع درجات الحرارة في البلاد
 التي تقترب من 50 درجة مئوية في الصيف الماضي، وأصيب خلالها 13 شخصا جراء الاشتباك مع القوات الامنية.وكانت تظاهرات مماثلة  قد انطلقت في مدينة البصرة واجهتها الاجهزة الامنية باطلاق عيارات نارية، ما أدى الى مقتل اثنين واصابة ثلاثة. وكان وزير الكهرباء السابق كريم وحيد قد قدم استقالته في حزيران الماضي تحت ضغط التظاهرات.وقد تفاقمت ازمة الكهرباء بعد عام 2003 بسبب انخفاض مستويات انتاج الطاقة إلى أدنى مستوياتها بعد تعرض المحطات للضربات العسكرية والاهمال في زمن النظام السابق ، بالاضافة الى عدم استطاعة الوزرات المتعاقبة والميزانيات الانفجارية وضع حد لازمة الكهرباء ورفع طاقتها  .وتبلغ معدلات انتاج الطاقة الكهربائية في العراق حاليا 6 آلاف ميغاواط، إضافة إلى 1000 ميغاواط يتم استيرادها من دول الجوار.بهذه القدرة المتدنية في تجهيز الطاقة سيبقى على العراقيين ان يعتمدوا على الجهود الذاتية لتوفير الكهرباء خلال ساعات القطع التي تصل في ذورة فصل الصيف الى عشرين ساعة ، فضلا عن نفقات الوقود وتصليح المولدات الخاصة الذي أصبح حملا ثقيلا على المواطن العراقي،وقد ساد احباط عام في الشارع العراقي على اثر اعلان وزارة الكهرباء قبل ايام بأن الصيف القادم لن يشهد تحسنا ملحوظا في تجهيز الطاقة الكهربائية. وزير الكهرباء الجديد رعد شلال ، كشف في تصريح صحفي سابق إن الوزارة لديها ثلاث خطط ،الأولى قصيرة الأمد وتتضمن نصب 50 محطة توليد طاقة المحطة الواحدة 100 ميجاواط لسد الفجوة بين العرض والطلب لعام 2012 وأن الخطة ستظهر بوادرها في شتاء 2011".وقال: "أدعو المواطنين إلى الصبر أكثر وترشيد الاستهلاك".وأضاف أن "الصيف المقبل لن يشهد تحسنا ملحوظا إلا أنه سيكون أفضل من صيف 2010 نسبيا بعد إدخال 1515 ميغاواط للخدمة ضمن منظومة الكهرباء الوطني، وأن الوزارة إذا نجحت في استيراد كهرباء من تركيا عبر سوريا فأن التجهيز سيزداد ساعة واحدة ليصبح تسع ساعات".وذكر أن "صيف 2012 سيشهد تجهيز المناطق بـ16 ساعة كهرباء، حيث سيتم التعاقد بعد أيام معدودة مع شركة تركية على نصب ست وحدات في موقع محطة الكيارة الغازية في الموصل طاقة كل وحدة 125 ميغاواط ،اي ان الطاقة الاجمالية للمحطة ستكون 750 ميغاواط، فضلا عن التعاقد قريباً مع شركة صينية لاضافة وحدتين بخاريتين في محطة الزبيدية البخارية في محافظة واسط التي تقوم ذات الشركة ببنائها حاليا".وقال الوزير إن "إنتاج الكهرباء للصيف المقبل سيصل إلى 7 آلاف ميغاواط منها 1000 ميغاواط مستوردة من دول الجوار وأن هناك مفاوضات مع تركيا لتجهيز العراق بكميات إضافية من الكهرباء عن طريق سوريا".rnحلول "مشلولة"وتتوالى الحلول لأزمة الكهرباء بالعراق (التي يظهر فشلها بعد فترة قصيرة)، تارة بجلب بواخر تركية ثبت فيما بعد انها صفقة "مشبوهة"حسب وصف مفتش الوزارة، الذي صرح سابقاً لـ"المدى"، حيث كشف علاء رسول محي الدين أن صفقة البواخر التركية التي كان من المؤمل أن ترفع من تجهيز الطاقة تعد من الصفقات المشبوهة، مؤكدا أنها أثبتت فشلها، وان مكتب المفتش العام يقوم، حاليا، بالتحقق منها.وتبعتها فضيحة رؤوس التوليد الاخيرة التي تحولت الى لعب اطفال ، حيث كشف النائب بهاء الاعرجي رئيس لجنة النزاهة البرلمانية في تصريحات صحفية ان اللجنة تدرس عددا من ملفات الفساد في وزارات الدولة المختلفة،غير ان اهم الملفات، التي يتحدث عنها النائب ، هو ملف استيراد روؤس التوليد الخاصة بمحطات توليد الطاقة الكهربائية، وقال ان وزير الكهرباء الحالي المهندس رعد شلال اتصل به ليبلغه ان رؤوس التوليد الخاصة بمحطات انتاج الكهرباء وصلت الى ميناء ام قصر، وما زالت على متن الباخرة، ويطلب من لجنة النزاهة النيابية الذهاب الى هناك ، موضحاً ان الوزير شلال اخبره ان ما موجود في الصناديق يثير العجب .ويتابع الاعرجي قائلاً: ان اللجنة التي ذهبت الى الميناء وتفقدت صناديق الشحنة، التي تشير المعلومات المثبتة على الصناديق إلى أنها رؤوس توليد، لم تجد بداخل الصناديق سوى لعب اطفال. ويتساءل الاعرجي: كيف تحولت رؤوس التوليد الى لعب اطفال؟.. أليس هذا استخفاف بمعاناة العراقيين الذين يكتوون بحر الصيف منذ اكثر من سبع سنوات، مشيراً الى ان اللجنة لن تتهاون في الكشف عن مرتكبي هذه الجريمة بحق العراقيين.في ظل الصفقات الفاسدة والمريبة في قطاع الكهرباء والتي كانت السبب وراء تراجع ساعات التجهيز بالطاقة، يبرز عدد من العراقيين بين الحين والاخر  ليمنحونا أملاً في حل قد يكون ممكنا فيما لو انتبهت الجهات المعنية الى تلك الابتكارات والمشاريع .rn"توربين " شاكريوم الأربعاء الماضي جاء الى مؤسسة المدى احد العراقيين الذي تؤرقهم ازمة الكه