اعلان ممول

TOP

جريدة المدى > تحقيقات > سياسة التشغيل الحكومية هل ستعالج مشكلة البطالة؟

سياسة التشغيل الحكومية هل ستعالج مشكلة البطالة؟

نشر في: 2 إبريل, 2011: 09:15 م

 بغداد/ سها الشيخليتضع منظمة العمل الدولية تعريفاً للعاطل عن العمل بأنه: "كل من هو قادر على العمل، وراغب فيه، ويبحث عنه، ويقبله عند مستوى الأجر السائد، ولكن دون جدوى".إن ظاهرة البطالة  تعني العجز عن إيجاد فرص عمل مناسبة للحصول على دخل ذي مستوى معيشي لائق، فلكل شخص الحق
 في العمل وحرية اختياره، كما إن له حق الحماية من البطالة،  فالعمل ليس لغرض زيادة الإنتاج وتحسين نوعيته فقط، بل هو حق من حقوق الإنسان وتلبية لحاجة من حاجاته الأساسية.rnوفي ضوء التحولات والتغييرات الجديدة في العراق والتي تستدعي جهودا استثنائية للعمل من اجل الرقي الاقتصادي والاجتماعي، فمن خلال انعكاسات حوادث الماضي والرؤية المستقبلية للظاهرة فالبطالة هي سياسة إفقار، إذ لم يعد خافياً على احد أضرار هذه الآفة وعلى امتداد السنوات الماضية كثيراً ما أطنبت الجهات الرسمية والمنظمات في الحديث عن هذه المعضلة وحاول عدد من الباحثين والمختصين  تشخيص وتفسير البطالة بهدف التحكم أو السيطرة عليها.إلا إن البطالة أصبحت من اخطر المشكلات التي تهدد المجتمعات المعاصرة عموماً وإحدى التحديات الراهنة والمستقبلية التي نواجهها، وقد كثرت البطالة بصورة مدهشة في العراق ولم تنفع كل المساعي للحد من هذه الظاهرة وتأثيراتها المدمرة لفئات واسعة من أبناء المجتمع وعلى الأخص الشباب منهم، مما أدى إلى استشرائها إلى حد لم يعد بالإمكان تحمله أو السكوت عليه.فشيوع البطالة وشحة فرص العمل مقارنة بنسبة الراغبين بالعمل، وتفاقم البطالة يوماً بعد يوم، سيكون لها  آثار وانعكاسات اجتماعية واقتصادية وسياسية سلبية، ودون أدنى شك تشكل هذه الآثار خطراً على المجتمع عند ارتفاع نسبة العاطلين عن العمل وتركهم دون مصدر رزق وما يترتب على هذه الآثار من انعكاسات اجتماعية وأخلاقية واقتصادية وسياسية، فاجتماعياً تؤدي إلى سوء العلاقات الاجتماعية، وأخلاقياً الانحراف والجريمة والعنف، واقتصادياً الفقر وما يترتب عليه من سوء الرعاية الصحية وانخفاض المستوى التعليمي وبالتالي انخفاض مستوى الإنتاجية، وسياسياً ما يترتب عليها من تهديدات وتوترات على النظام السياسي القائم، وهذه الأبعاد متفاعلة في ما بينها ،فالبطالة تؤدي إلى الفقر وهو بدوره يؤدي إلى الصراعات الاجتماعية وارتفاع نسب الجريمة والعنف وبالتالي فان هذه الأبعاد تؤدي إلى عدم الاستقرار الذي مازلنا نعانيه.rnصور لا تخطئها العينتعد ساحة الطيران الى جانب  ساحات أخرى متناثرة في بغداد، محطات لتجمع الباحثين عن العمل من مختلف الاعمار، والذين يشكلون صورا لا تخطئها العين، فالنظرات منكسرة، والآمال مبعثرة والفرص نادرة في الحصول على العمل والانتظار الممل والصبر النافد لترقب فرصة قد لا تأتي الا نادراً او قد لا تأتي أبداً، بل حتى لو جاءت فهي تتطلب مواصفات قد لا يمتلكها البعض،في ساحة الطيران وجدنا  كيس (عدة الشغل) صار مسنداً لذراع تتوق للمعمل لكن دون جدوى، في البداية عندما ترجلنا أنا وزميلي المصور من سيارة الجريدة هرع نحونا البعض من العاطلين عن العمل، ظنا منهم اننا جئنا لانتقاء بعضهم، ولكن بعد ان عرفوا مهمتنا  خابت أمالهم، وقال لنا احدهم بتهكم وهو ينفذ دخان سيكارته ناظراً نحونا بصبر نافد، وماذا عساكم فاعلين لنا؟ هل تظنون ان الحكومة لا تعلم بنا؟ تجاوزنا ذلك الرجل كان يريد ان يجرنا الى حديث سياسي لا طائلة منه، ولا يقدم او يؤخر المشكلة، التفتنا الى احد الجالسين في ذلك المكان وسألناه، منذ متى وأنت هنا تبحث عن فرصة للعمل؟ أجابنا الر جل بألم:- منذ عشرين يوماً وأنا اجلس هنا احرق السكائر واحرق معها كل أمل في الفوز بفرصة عمل، وتابع أبو شيماء (30 سنة)، تم تهجيري من محافظة ديالى واسكن الآن في منطقة يقال انها تابعة الى أمانة بغداد  في منطقة الدورة، وأنا بنظر القانون متجاوز وهذا يعني انني مهجر ومتجاوز وعاطل أيضاً عن العمل ولا املك شبراً واحدا في بلد يلاحقني بكل الطرق ليقول لي انني مواطن لا استحق العيش بشرف ونزاهة، ان قوانين بلدي وإجحافها بحقي تدفعني الى الانضمام الى صفوف الإرهاب، انه اليأس يا سيدتي من الحياة هو الذي يدفعنا الى انتهاج طريق الجريمة، ستقولين ما عليك الا التحلي بالصبر، ولكنه نفد هو الآخر، هل يقوى الصبر على إطعام أفواه الجياع، او شفاء المريض المعتل؟ تركنا الرجل لهمومه وانتقلنا الى رجل آخر انه أبو كرار الذي كان يشتغل عاملا في إحدى معامل القطاع العام، لكن المعمل الا ن يعمل بطاقة 20% وهو يعمل بنظام التمويل الذاتي وان اغلب العمال فيه لا يتقاضون الرواتب، وان فرص العمل شحيحة في البلد فماذا افعل؟العامل عبد الله (27 عاماً) أكد انه منذ أكثر من شهر يبحث عن العمل لكن دون جدوى، فقد كان يعتاش من (جنبر) لبيع السكائر خلف (الصبات) في منطقة السنك لكن رفع الحواجز الكونكريتية وترحيل أصحاب الجنابر جعله يبحث عن عمل آخر غير الجنبر وهو العمل في صبغ الدور، الا ان الطلب على هذه الحرفة شحيح هو الآخر، ويطالب عبد الله الحكومة في إيجاد حل شامل للحد من أزمة البطالة، والتي لا تخص فرداً واحدا بل تشمل عوائل عديدة تعاني بطالة معيلها.

انضم الى المحادثة

255 حرف متبقي

يحدث الآن

دي خيا يثير الغموض حول مستقبله

محكمة مصرية تلزم تامر حسني بغرامة مالية بتهمة "سرقة أغنية"

والدة مبابي تتوعد بمقاضاة باريس سان جيرمان

للحفاظ على «الهدنة».. تسريبات بإعلان وشيك عن موعد انسحاب القوات الأمريكية

العمودالثامن: حصان طروادة تحت قبة البرلمان

ملحق عراقيون

الأكثر قراءة

مقالات ذات صلة

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية
تحقيقات

لا ينبغي ان يحلق في سمائها غير طيور الحباري ..الإرهاب والمخدرات يهددان أمن الحدود العراقية السعودية

 اياد عطية الخالدي تمتد الحدود السعودية العراقية على مسافة 814 كم، غالبيتها مناطق صحراوية منبسطة، لكنها في الواقع مثلت، ولم تزل، مصدر قلق كبيراً للبلدين، فلطالما انعكس واقعها بشكل مباشر على الأمن والاستقرار...
linkedin facebook pinterest youtube rss twitter instagram facebook-blank rss-blank linkedin-blank pinterest youtube twitter instagram