الكتاب:أزمة الرئيس آيزنهاور -1956 المؤلف:ديفيد أي نيكولسترجمة:عبد الخالق علي في هذا الكتاب يكشف المؤلف بلباقة كيف ان الرئيس آيزنهاور تعامل مع هول المشاكل الصحية، و إعادة الانتخابات، و الدبلوماسية العويصة بشأن قناة السويس. بينما كان الشرق الأوسط يضطرب في الأسابيع الأخيرة، كانت إدارة اوباما تكافح من اجل رد فعل منسجم و قوي – رد فعل يوفق بين المصالح و القيم الأميركية،
و يوازن السياسة الجغرافية مع النموذج الأخلاقي للديمقراطية. ربما تمعن الإدارة النظر في نموذج وايت د. آيزنهاور في سنة 1956 و قد تبدأ بقراءة كتاب ديفيد نيكولس الجديد حول تلك السنة المصيرية. في كتاب " آيزنهاور 1956 " يظهر الرئيس و الأمة و هما يصارعان سلسلة من المصاعب، منها صحة الرئيس المتدهورة، و إعادة انتخابه، و اثنتين من الأزمات الخارجية المتداخلة. النتيجة هي تحليل لتعاقب الأحداث التي وضعت الدول العظمى على شفا حرب عالمية، إن عدم معرفتنا بالكثير من تصادمات عام 1956 ليس دليلاً على عدم أهميتها بل هو دليل على التعامل اللبق معها من قبل رئيس أميركي عظيم. كلمة عن المؤلف: نيكولس هو رائد في سيرة آيزنهاور التي يتزايد عدد متابعيها. نظرته عام 2007 إلى سجل (ايكي) للحقوق المدنية توصف بأنها تاريخ تنقيحي. أنا لا أشاركه رأيه في آيزنهاور حول الحقوق المدنية، إلا أن كتابه كان منعشا و متنورا. انه يتحدى التفكير المألوف و يفرض حواراً جديداً حول فترة الحقوق المدنية في الخمسينيات. يعود نيكولس الآن بنوع جديد من التاريخ. إن كتاب "آيزنهاور 1956" هو دراسة أقل جدلية و أكثر سرداً، ينبش الموضوع أكثر مما يعيد الجدل فيه. يقف آيزنهاور في وسط الموضوع. الكتاب يضع ايكي في لحظة اختبار حاسم خلال فترة رئاسته. في أيلول 1955 عانى آيزنهاور من نوبة قلبية حادة و كان شفاؤه صعبا استغرق وقتا طويلا. بعد رقوده في السرير لفترة طويلة استأنف مهامه الرسمية التي قام بها، خلال مرضه، نائبه ريتشارد نيكسون ببراعة و قاد الحكومة دون أن يوحي بأنه يمسك زمام السلطة. عاد آيزنهاور تدريجيا لكنه كان منزعجا من القيود التي فرضتها عليه حالته الصحية حيث أصر الأطباء على ان يحافظ على مزاجه و يتجنب التوتر. كان رده عليهم: "و ماذا تعتقدون الرئاسة؟" كان آيزنهاور و الأمة محظوظين لأن المرض داهمه في فترة هادئة. و لكن عند شفائه، كانت الأحداث تغلي في الخارج و حدثت أزمة في مصر، حيث كانت الولايات المتحدة تتبارز مع زعيم مصر جمال عبد الناصر بشأن خططه لبناء سد على نهر أسوان. يعيد نيكولس خلق الانزلاق المعقد في الإرباك و عدم الثقة حول المشاركة الأميركية في السد، بينما كان أيكي يقاتل الأعضاء المحافظين في حزبه الذين كانوا يعارضون المساعدة الخارجية، هذا بالإضافة إلى أصحاب المصالح الأخرى الذين لم يكونوا يثقون بعبد الناصر أو أنهم قلقون بشأن المفاهيم السياسية و الاقتصادية للمشروع. بالنتيجة سحبت الولايات المتحدة دعمها الذي تعهدت به من اجل السد مما جعل ناصر الغاضب يتهافت على الاتحاد السوفيتي من اجل المساعدة، و يعترف بحكومة الصين الشيوعية و الانتقام من الغرب من خلال تأميم قناة السويس. هذا دفع الصراع إلى القمة، و راح آيزنهاور يتصارع معه في الوقت الذي كان يواجه فيه نوعين من المصاعب: احتدام الاضطراب المعوي القديم الذي اجبره على الخضوع للجراحة في منتصف 1956، و حملة إعادة انتخابه في ذلك العام، و هي إعادة منافسة عام 1952 ضد آدلاي ستيفنسن. مع هذه المشاغل التي تحيط به، كانت بريطانيا و فرنسا تستعدان للانتقام من ناصر. عرف ايكي بان هناك شيئا يتصاعد. حاول أن يقنع البريطانيين بالتفاوض و حذرهم بأنهم يولون ناصر أهمية اكبر من حجمه من خلال رد الفعل العسكري للاستيلاء على القناة، إلا أن القادة البريطانيين و الفرنسيين – الذين قام ايكي بمساعدة دولهم قبل اثنتي عشرة سنة في دحر هتلر – ضللوا واشنطن خلف ستار من الدخان. كان ذلك عملا مخادعا لا يمكن نسيانه، ارتكبه الحلفاء الموثوقين. بعد أن بدأت الأزمة بالغليان، برزت مفاهيم الحرب الباردة في أوروبا. فرض الثوار الهنغاريون مواجهة مع الاتحاد السوفيتي مما جعل السوفييت يردون بقوة مدمرة مستغلين الانقسامات في التحالف الغربي بشأن مصر. هذا الحشد من الأحداث – اكتشاف ايكي لخيانة حلفائه، و عزمه الصريح على الوقوف مع مصر ضد بريطانيا و فرنسا و إسرائيل و الذي هيج الغزو بالتنسيق مع الدول الأوروبية، و العجز الصاعق عندما قامت القوات السوفيتية بسحق الهنغاريين البواسل – كل ذلك يشكل ذروة الدراما في رواية نيكولس. انها لحظة الهلاك المذهلة يلتقطها مؤلف موهوب.كذلك فان التوقيت مناسب جدا من عدة أوجه.لكون مصر هي لاعب أساسي في منطقة تثور, فان خبرة آيزنهاور في عام 1956 توضح أهمية المبدأ الأميركي و حدود القوة الأميركية. لقد تغلب آيزنهاور في هذه الأزمة الكبرى خلال فترة رئاسته لأنه وضع المبدأ فوق الولاء، و لأنه عرف اين يبدأ التصرف و اين يجب ان يتوقف. كذلك واجهت إدارة اوباما حدود قدرتها للتأثير على الأحداث، و هي تتصرف ب
السويس وأزمة الحرب
نشر في: 4 إبريل, 2011: 05:53 م