الكتاب: صعود وانهيار مصر القديمةتأليف: توبي ويلكينسونترجمة: ابتسام عبد الله الباحثون البريطانيون للحضارة المصرية القديمة، يتجاوزون الأساطير والآثار والنصب والمعالم التاريخية، لقراءة تاريخ أول دولة- شعب، ظهرت في العالم.إن صعود وانهيار مصر القديمة، قد طبع قبل تطور الأحداث الأخيرة في مصر.
ويتحدث فيه المؤلف عن الجوانب الثقافية والاقتصادية والإستراتيجية السياسية التي ساعدت على السيطرة وإدامة سلطة مركزية اتسمت بالعنف والقسوة لمدة تقارب 31,000 سنة، والمؤلف توبي ويلكينسون مؤرخ معروف، مختص بتاريخ مصر القديمة، التي كانت تحكم من قبل الفراعنة حب نظام كهنوتي، يختلف كثيراً عن النظام الساري في العصر الحديث.وعلى الرغم من ذلك، فإن آراء معينة يتردد صداها عبر القرون، ابتداءً من الفكرة التي تبناها الحكام الأوائل بعد توحيد مصر تحت حكم ملك واحد في 2450 قبل الميلاد، والتي تنص،"إن معارضة الملك تعادل نفي الوجود أو الحياة"، وهي فكرة ظلت تتردد مع تعاقب الأزمان، ليتحول الحاكم إلى أب للجميع، وعلى أبناء الشعب طاعته.وعلى أية حال، فإن الناس العاديين لا يولون أهمية لذلك حتى في مرحلة الممالك القديمة، عندما أرغم العمال على بناء النصب الضخمة التي تمجد الملك، وخاصة في منتصف الألفية الثالثة، قبل الميلاد، مع إنشاء الهرم الأكبر للملك خوفو، وقد لاقى العمال في خلال العمل متاعب وعذاباً لا يمكن وصفه.ويقول هيرودوتس، بعد 2000 عام من ذلك، "إن المصريين لا يحبون خوفو، ولا يريدون تذكره. وبالتأكيد، وجد المصريون بعد انتهاء حكم خوفو أن تكاليف تشييد الأهرامات باهظة جداً، ولا يقدرون على تحملّها، ولذلك بدا الملوك اللاحقون تشييد معابد أقل كلفة، لتؤكد على الطبيعة الكهنوتية المقدسة لهم، وعلاقتهم الفريدة مع الآلهة.وقد استمر النظام الاقتصادي على حاله، مهما كانت المبررات له. اقتصاداً مركزي السيطرة، مدعماً بالضرائب التي تُجنى من الشعب، ويدار من قبل صفوة من رجال الدين والمسؤولين. أما الطبقة البيروقراطية، المتكونة أساساً من أقارب الملك، فقد أخذت تدريجياً، تنفتح على الحرف والمهن المتعلقة بها، وذلك حسب أهواء الملك ورغباته التي لابّد من الرضوخ إليها.وكانت أفكار من نوع ما وراء الوجود المادي برفقة الآلهة العظام- منتشرة بشكل عام بين السكان. وكان هناك خط صارم يفصل ما بين الملك ورعيته،وذلك منذ فجر التاريخ.وكان الأمل في حياة أفضل بعد الموت يشجع على الخضوع للقوى الموجودة، وان النهاية السعيدة ليست مكتوبة للملك فقط، مما شجع في بعض الأحيان، أفراداً من الصفوة للتدخل إن وجدوا وريث الحكم ضعيفاً.إن السلالة الـ18 – وهي مرحلة من الحكم تميزت بظهور أشهر الملوك- جددت تقاليد الحكم الخاصة بالفرعون، كما حدث الأمر مع حتشبسوت، عندما تسلّمت الحكم، إثر انصراف الجيش إلى الشرق الأدنى. ومع ذلك، نجد أنه بعد وفاة اخناتون، وبعد تمرد قيصر، ناور الكهنة والمسؤولين ورجال البلاط لتنصيب ابنه البالغ من العمر – 9 أعوام، والذي سيخضع لآرائهم. وبعد فترة قصيرة من حكم توت عنخ آمون، استولى أحد قادة الجيش على السلطة، ثم نقله إلى قائد عسكري آخر، متبنياً إياه كابن له، لدعم شرعية رمسيس الأول.وهذا الأمر يحدّد ما يعرف بالمملكة الجديدة.أما الجيش، فهو من أجل الاحتفاظ بقوته، خدم رجالاً أقوياء غرباء، بعد أن تهاوت الإمبراطورية المصرية بعد عدد من الغزوات التي قامت بها قوى جديدة ومنها الآشوريون والفرس، أما في زمن الاسكندر الكبير واجتياحه الحدود المصرية في 332 قبل الميلاد، فإن الجيش المصري أبدى رغبة في التحالف مع الجانب المنتصر.إن دروس التاريخ هذه، لا تفيد مصر فقط، بل الشعوب الأخرى أيضاً. عن/ النيويورك تايمز
دروس من مصر القديمة
نشر في: 4 إبريل, 2011: 05:54 م