مع اقتراب فصل الصيف وازدياد درجات الحرارة في بغداد ومحافظات الوسط والجنوب بدأ الباعة يفترشون الأرصفة لبيع قناني الماء والغريب ان كثير من مناشئ هذه القناني غير معروف للمستهلك ، طبيب في احد المستشفيات: ان معظم حالات الاسهال وأمراض المثانة وتجمع الحصى التي تصيب الكلى البشرية سببها ناتج عن هذه المياه المعبأة حيث ان اغلب هذه المعامل هي معامل بيتية غير حاصلة على إجازة عمل، وفضلا عن كونها لا تطابق المواصفات
rnالتي تؤهل فتح هكذا معمل من ضمنها النظافة واستخدام القنينة مرة واحدة وعدم إتباع طرق تضمن سلامة المواطن.فيما أكد احد الباعة المنتشرين في الطرقات الرئيسية:انه باب رزق جديد فتح لهم ويدر عليهم مبلغ بسيط يسد حاجات إخوانه اليتامى، مبيناً ان هذا العمل أفضل من ان يمد يده لطلب الحاجة من الناس وان ساعات العمل تبدأ من السادسة صباحاً حتى السابعة مساء ..وعن مصدر هذه المياه وطريقة جلبها قال ان هنالك متعهدا يأتي بسيارة نوع كيا محملة بصناديق الماء من معمل في منطقة العبيدي ونقوم نحن بإنزالها ووضعها داخل الثلاجة حتى تبرد . اما احد المواطنين فقال : لقد اصبح من الطبيعي ان اقتني قنينتين من الماء اثناء عودتي الى المنزل نظراً لسخونة الجو والحرارة المرتفة والتي تفقد الكثير من السوائل لجسم الإنسان. وبغض النظر عن سلامة هذه المياه من عدمها فأنها افضل من مياه الإسالة التي نرى الشوائب والطين بأم أعيننا تركد في قعرها اذا وضعنها في اناء. ويبقى السؤال هنا من حقنا ان نقول ان هذه الظاهرة غير حضارية وتحمل ضررا صحيا على المواطنين المعتلين أصلاً بمختلف العلل النفسية والجسدية التي سببها الظرف الحالي للبلد ام انها عمل شريف ترتزق من ورائه عوائل كثيرة تقطعت بها سبل العيش الكريم . . ورب سائل يسأل ان كان الماء قد عُبأ في قنان وبدأ يباع في الأسواق فهل سنشهد معامل لتنقية و لتعبأة الهواء الصحي في قنان وما دور الحكومة حيال هذا الموضوع؟؟ هنا يبدأ التساؤل الذي لابد منه ان المواطن نتيجة لالتهاب الاجواء والحرارة المرتفعة اصبح بحاجة ماسة للمياه الباردة وخصوصا هذه الايام، فتراه يقبل على شراء المياه المعدنية دون الالتفات الى المنشأ والنوعية وملاحظة تاريخ الإنتاج والاستهلاك وهل خضعت هذه المادة للرقابة الصناعية ام لا؟ !وقد اتضح نتيجة المتابعة الميدانية لبعض معامل إنتاج العبوات الجاهزة للمياه المعدنية ومعامل الثلج انها غير خاضعة اطلاقا للرقابة الصناعية والسيطرة النوعية وهذا شجع الكثير من ذوي النفوس الضعيفة بافتتاح معامل في بيوتهم لذا يستوجب على الرقابة الصحية متابعة اولئك ومقاضاتهم قانونيا وردع كل من تسول له نفسه التلاعب بٍٍقوت العراقيين وارواحهم التي هي امانة برقبة المسؤول الذي وقعت على عاتقه حماية أرواح الناس.rn