القاهرة / ا.ف.ب
في الوقت الذي خرج فيه المواطنون للإدلاء بأصواتهم في الاستفتاء، عاش ميدان التحرير حالة من الهدوء التام، أمس، وقلت أعداد المتظاهرين في الميدان، فيما فتح بعض المعتصمين مداخل الميدان من ناحية شارعي طلعت حرب وكوبري كورنيش النيل بعد إغلاقهما لأكثر من أسبوعين.
وقال المعتصمون، الذين دخل اعتصامهم أسبوعه الرابع، إنهم قرروا مقاطعة الاستفتاء وعدم المشاركة فيه؛ لأنهم لا يعترفون بمشروع الدستور الذي أعدته الجمعية التأسيسية التي لا تمثل كافة أطياف الشعب، على حد قولهم.
وأضافوا: "الجمعية أخرجت دستورًا غير متوافق عليه ولا يعبر سوى عن تيارات وجماعات بعينها مثل الإخوان والتيار السلفي."
من ناحية أخرى، شهدت لجان مدرسة عابدين الثانوية بنات القريبة من الميدان إقبالا كثيفا من المواطنين على لجان الاقتراع، خاصة السيدات والأقباط وكبار السن.
وأصطف المواطنون في طابور امتد لأكثر من 30 مترا أمام اللجنة، ونظمت قوات الجيش والشرطة صفوف المواطنين.
وقالت "أم أحمد"، البالغة من العمر 62 عاما، أنها صوتت بنعم، لأن ابنها ينتمي للتيار السلفي، وطلب منها التصويت بنعم، وأكد لها أن هذا سيؤدي إلى نصرة الشريعة واستقرار البلاد.
وقالت عبير إبراهيم، إنها صوتت بـ"لا" لأنها لا توافق على ما جاء من مواد وصفتها بـ"المشبوهة"، في الدستور، ومنها المادة التي تعطي الحق للرئيس في اختيار وتعيين أعضاء الأجهزة الرقابية في الدولة.
وأضافت: "هذا الدستور لا يليق بمصر بعد الثورة وفيه إهانة للشعب؛ لأن المواطن أصبح الآن لا يستطيع طلب العلاج على نفقة الدولة، إلا إذا أثبت أنه فقير، وهو أمر بالطبع يصعب إثباته، والدستور مفصل مخصوص للإخوان والسلفيين".
وأشار فتحي عياد إلى أنه صوت بـ"لا"، قائلا: "نرفض الدستور الذي سلقه الإخوان والسلفيون وتجاهلوا باقي فئات وأطياف المجتمع".
كما أقبل المواطنون بكثافة على لجان مدرسة فتحية بهيج الإعدادية، بنات، التابعة للإدارة التعليمية بمنطقة عابدين، وامتد طابور المصوتين لأكثر من 100 متر، وضمت اللجان مواطنين من مختلف الفئات العمرية، كما شهدت إقبالا ملحوظا للسيدات وكبار السن.
وقال المستشار حاتم علي، المشرف على لجان المدرسة لـ«الشروق»، إنه، حتى صباح أمس، لم تحدث أية تجاوزات من قبل المواطنين الذين توافدوا للإدلاء بأصواتهم، مشيرًا إلى فتح أبواب لجان التصويت في تمام الساعة الثامنة صباحًا.
ولاحظت «الشروق» وجود 5 من المواطنين، يبدو انتماؤهم للإخوان والتيار السلفي، بالقرب من لجنة مركز تنمية الموارد بالمدارس التجريبي بشارع متفرع من شارع الشيخ ريحان قرب وزارة الداخلية، يستخدمون أجهزة محمولة لتعريف المواطنين بأرقام وأماكن اللجان مقابل التصويت بـ"نعم" على الدستور.