 متابعة/ المدىيجرى بناء مجمع لرسو القوارب في هور الحمار (بفتح الحاء) بمحافظة البصرة في محاولة لاجتذاب الزوار إلى منطقة الأهوار الجنوبية العتيقة وإنعاش اقتصاد المنطقة.وأوضح فتاح محسن رئيس لجنة إنعاش الأهوار في البصرة الهدف من بناء المنشآت الجديدة قائلا "هذا الموقع أنشئ من قبل مركز إنعاش الأهوار العراقية التابع لوزارة الموارد المائية. هذا الموقع في بداية إنشائه مخصص لرسو الزوارق.. زوارق الصيادين والزوارق الأخرى.. ولذلك يسمى مرسى الزوارق. إلا أنه يمكن أن يستغل في موضوع آخر.. كأن يكون منتجعا سياحيا أو مرفقا ترفيهيا".
وتشهد منطقة الأهوار عملية إحياء بعد عقد التسعينيات الذي أمر خلاله نظام صدام ببناء سدود في المنطقة أدت إلى جفاف مياه أجزاء كبيرة من الأهوار.ومع جفاف المياه في المنطقة انقطع مورد رزق سكان الأهوار الذين كانوا يعيشون على صيد الأسماك وتربية الجاموس وزراعة البوص.وأدت سياسات صدام إلى تقليص مساحة الأهوار من تسعة آلاف كيلومتر مربع في السبعينيات إلى 760 كيلومتر مربع عام 2002.لكن بعد سقوط صدام عام 2003 أزال السكان العديد من السدود لتعود المياه للتدفق مجددا في الأهوار وعادت الطيور والأسماك إلى المنطقة بمساعدة برنامج البيئة التابع للأمم المتحدة.وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن الأهوار استعادت نحو 40 في المئة من مساحتها السابقة. وساعد برنامج البيئة السكان في الحصول على مياه نقية للشرب وساهم في تمويل زراعة البوص لحجز المواد الملوثة والصرف الصحي وأدخل برامج للطاقة المتجددة.لكن الأهوار ما زالت مهددة بالجفاف وتحول المياه عنها بسبب بناء السدود على نهري دجلة والفرات اللذين يمدان المنطقة بالماء وتزايد استخدام المياه في ري الزراعة مع عودة الهدوء إلى العراق بعد سنوات من أعمال العنف.وقال فتاح محسن رئيس لجنة إنعاش الأهوار في البصرة "أصبحت مناطق الأهوار ميتة وشبه مشلولة إلا بعض المناطق التي تم غمرها (بالمياه) مثل الأهوار الوسطى بسبب إقامة سدين في قضاء المدينة والجبايش ما أدى إلى غمر قسم كبير من الأهوار الوسطى. هذه الأهوار عادت إلى طبيعتها وبدأ صيد الأسماك والنباتات التي تنبت بالأهوار عادت إليها الحياة من جديد. أما بقية الأهوار مثل ناحية الشهيد عز الدين سليم وقضاء القرنة والبدير والشافي فأكثرها جافة.والأهوار منطقة مليئة بالأسماك وتعيش فيها أنواع نادرة من الطيور البرية كما تمر بها أسراب من الطيور المهاجرة بين سيبيريا وأفريقيا.وقال كريم الساعدي خلال زيارته لمرسى القوارب الجديد "هذه المنطقة الزيارة لها قليلة. ونحن قليلو المعرفة بطبيعة الأهوار والبيئة الجميلة التي نشاهدها الآن. ندعو كل المواطنين في محافظة البصرة والعراق وأيضا ضيوفنا الأجانب إلى زيارة وإعادة الاهتمام من جديد بمناطق الأهوار. لأن الأهوار تشكل جزءا كبيرا من حضارة البصرة".