تستمر معاناة طبقة المتقاعدين في مدينة البصرة وسط تدني رواتبهم التي لا تتناسب مع الظروف المعيشية واستمرار ارتفاع الأسعار. ويستلم الموظف العراقي بعد إحالته إلى التقاعد مبلغاً مالياً لا يتعدى بأفضل حالاته ثلث الراتب الاسمي الذي كان يتقاضاه أثناء خدمته في دوائر الدولة، شرط ان يكون قد أكمل الخدمة المدنية المقررة وان يكون قد بلغ السن القانوني للتقاعد والذي حدد بـ(63 سنة)، أما من لم يكمل خدمته المدنية وأحيل للتقاعد لأسباب صحية فيتم تقييم راتبه التقاعدي حسب درجة العجز الحاصل عند مرضه.
وفي الحالتين يكون المردود المادي من الراتب التقاعدي الذي يتقاضاه الموظف متدنيا مقارنة براتب أقرانه المستمرين بالخدمة، وهو الأمر الذي ساهم في تردي واقعهم إذا أخذ بعين الاعتبار بأن أغلبهم معيلون لأسرهم ،فضلا عن معظمهم يعانون مشاكل صحية نظرا لتقدمهم في العمر.ويقول المواطن سعدون هليل (72 سنة) "الراتب الذي نتقاضاه زهيد جدا ولا يكفي في سد احتياجات عائلتي. أعاني أمراضا مزمنة ولدي عائلة كبيرة، هذا الراتب ينفذ في أسبوع".ويضيف أن "الحكومة تفكر في رواتب المسؤولين وأعضاء البرلمان والدرجات الخاصة بينما شريحة المتقاعدين تقع في آخر قائمة اهتماماتهم، رغم أننا أفنينا زهرة شبابنا في خدمة الدولة العراقية وعانينا الظروف الصعبة وسنوات الحرب والحصار".ويتساءل المتقاعد قاسم عزام (67 سنة) بمرارة "هل يمكن للمسؤول ان يعيش بهذا الراتب الذي يعطوننا إياه؟. الراتب الذي يجب ان يغطي تكاليف الحياة اليومية ومصاريف الطبيب والعلاج وأجور الكهرباء وتغطية تكاليف دراسة الأبناء".ويشتكي المتقاعدون أيضا من آلية توزيع الراتب التقاعدي التي وصفها البعض بـ(المهينة)، إذ يضطر كبار العمر والمرضى إلى الجلوس ساعات طويلة على أرصفة الشوارع المحيطة بالمصارف تحت أشعة الشمس في الصيف أو برد الشتاء لعدم وجود قاعات انتظار، حتى يستلم راتبه التقاعدي.ويقول عبود علوان (66 سنة) إن "القاعات ضيقة ولا تستوعب أعداد المتقاعدين الكبيرة إضافة إلى عدم وجود وسائل التبريد فيها".فيما تحدث آخرون عن وجود حالات اختراق لطوابير التسليم من قبل بعض المستفيدين وأصحاب العلاقات الشخصية بموظفي التسليم في البنوك والمصارف ،مما يسبب حالة من التذمر بين من يضطرون إلى الوقوف لعدم امتلاكهم (واسطة) تعجل من استلام راتبه.المتقاعد عياد هاشم (59 سنة) يقول "يوم تسلم الراتب نقف في طوابير أمام منفذ دفع الرواتب بشكل لا يليق بأعمارنا ولا نحصل غالبا على رواتبنا بسهولة تحت مبررات عديدة منها عطل جهاز السونار الخاص بالبصمة أو نفاد السيولة المالية المودعة لدى منافذ التسليم".
استمرار معاناة المتقاعدين فـي البصرة وسط تدني رواتبهم
نشر في: 8 إبريل, 2011: 06:07 م