اتهمت لجنة التخطيط الاستراتيجي والاستثمار في مجلس محافظة ذي قار، أمس السبت، وسائل الإعلام بنقل تصريحات عشوائية تصدر عن مسؤولين محليين، وتتسبب بإثارة "قلق" المستثمرين الأجانب وعزوفهم عن المشاركة بتنفيذ المشاريع الاستثمارية في المحافظة، فيما حمل إعلاميون الحكومة المحلية المسؤولية، كونها "حجبت دور الناطق الإعلامي".
وقال رئيس اللجنة احمد علي في حديث إلى (المدى برس) إن "ما يرافق الأحداث الأمنية البسيطة من تهويل وتصريحات إعلامية غير دقيقة ترد على لسان بعض المسؤولين، ينعكس سلبا على إقبال الشركات الاستثمارية الأجنبية ومشاركتها بالمنافسة على الفرص الاستثمارية المتاحة في المحافظة".وأوضح رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي والاستثمار أن "قرار الشركات الاستثمارية الأجنبية يتأثر سلبا بما تتناقله وسائل الإعلام المحلية من أخبار عن الأوضاع الأمنية في المحافظة والبلاد بصورة عامة".
وأضاف علي أن "ضعف الجانب الترويجي للمشاريع الاستثمارية، أدى إلى جانب التصريحات الإعلامية، إلى النكوص في مجال الترويج للفرص الاستثمارية".
وشدد علي على "ضرورة وضع منهجية محددة للتصريحات الحكومية"، موضحا أن "التصريحات الإعلامية باتت تتطلب عملية ضبط منهجي وان تتم عبر ناطق رسمي باسم الجهة الحكومية أسوة ببقية دول العالم".
ودعا رئيس لجنة التخطيط الاستراتيجي والاستثمار وسائل الإعلام إلى "توخي الدقة والتعامل بمهنية مع الأخبار، لاسيما الأمنية منها وعدم الانسياق وراء الإثارة الإعلامية محملا مسؤولية النكوص الإعلامي وما نجم عنها من ضعف وعزوف لدى الشركات الأجنبية في عملية التنافس على الفرص الاستثمارية المتاحة في المحافظة".
من جانبه، حمل الإعلامي وسام طاهر الحكومة المحلية "مسؤولية التصريحات العشوائية" في حديث إلى (المدى برس)، قائلاً إن "المسؤولية الأولى تتحملها الحكومة المحلية كونها حجبت دور الناطق الإعلامي"، لافتا إلى أن "الناطق الإعلامي أن وجد في دائرة ما، فهو عبارة عن موظف غير مؤهل إعلاميا للإدلاء بتصريح".
وأوضح طاهر أن "المسؤول الحكومي نفسه لا يعرف حدود تصريحاته الإعلامية، ولا حجم دوره وهو في الغالب يتصور نفسه صاحب سلطة مطلقة"، مؤكدا أنه في هذه الحال "الصحافي لا يتحمل أية مسؤولية في نقل ما يصدر من تصريحات عن المسؤول، كون مهمته تتمثل بنقل ما يجري على ارض الواقع".
وأشار طاهر إلى أن "مشكلة فوضى التصريحات لا تقتصر على المسؤولين في محافظة ذي قار فقط، وإنما تتعداهم لتعم جميع المسؤولين في أرجاء البلاد".
وكانت هيئة استثمار ذي قار قد حذرت في وقت سابق، من انعكاس التهويل الإعلامي للأحداث الأمنية على الواقع الاستثماري في المحافظة، إذ أكد نائب رئيس هيئة استثمار ذي قار عبد الرضا عفراوي، أن التعاطي مع الأحداث الأمنية بصورة غير مهنية من شأنه أن ينعكس سلبا على البيئة الاستثمارية، ولا سيما عند توظيفه في الإثارة الإعلامية".
وبين عفراوي أن "قطاع الاستثمار يتعامل بالدرجة الأساس مع مستثمرين أجانب، ومثل هذه الأنباء من شأنها أن تقلق المستثمر الأجنبي"، مشيرا إلى أن "هيئة استثمار ذي قار تعتمد في إستراتيجيتها لجلب المستثمرين على ما تتمتع به المحافظة من استقرار امني جيد مقارنة بالمحافظات الأخرى، وان التضخيم الإعلامي في الأحداث الأمنية وغيرها من الأحداث من الممكن أن يعوق خطة الهيئة في استقطاب المستثمرين".
يذكر أن محافظة ذي قار ومركزها مدينة الناصرية، (360) كم جنوب بغداد، أحالت العديد من الرخص الاستثمارية لمستثمرين عراقيين وعرب وأجانب، زاد عددها حتى الآن على (26) رخصة، توزعت على كافة المجالات التجارية والزراعية والصناعية والسياحية والترفيهية والإسكان والخدمات.